المدير قصة قصيرة/صابرقدح
المدير قصة قصيرة/صابرقدح

المدير
قصة قصيرة/صابرقدح
كان يضرب بكفيه متعجباً لقد حصل علي بكالوريوس العلوم وبتفوق ولم يجد للآن فرصة عمل واحدة، سنة تجر سنة والعمر يمر هباءً .
في مصادفة يتقابل مع مدير إحدي الشركات الكبري وافق علي منحه العمل المناسب شريطة الإلتزام بمواعيد العمل والعطاء بما يتوافق مع مقتضيات الشركة .
فالشركة إستثمارية تعمل بمعايير العمل الدولية وكان المرتب خيالي فرح أحمد بالعمل فمرتب شهر واحد يكفيه ليرمم مشاكل كثيرة ومرتب شهران يزوجانه وشهران آخران مقدم لسيارة فخمة…..
عمل أحمد بحرص شديد علي مواعيد العمل خاصة وأنه بطبعه ملتزم.. أورفت حياته وازّينت واكتست حللًا ما كان ليحلم بها.
في تثاؤب شديد يدق جرس المنبه يضغط أحمد علي زره ما بين اليقظة والنوم عشر دقائق تمضي ينتفض صوت المنبه معلناً حجم الكارثة التي حدثت ويبقي أثرها.
يقفر أحمد. يلبس حذاءه بعد أن بدا كالبلياتشو فالبنطال والقميص كأنهما جلباب بلدي.
هبط درجات السلم في تتابع وقفز. يركب السيارة كالمجنون يسير بلا عقل كسر الإشارة. مخالفة لا يهم.
وجه المدير يملأ زجاج السيارة الأمامي يصب جام غضبه علي أحمد لماذا كل هذا التسيب وعدم احترام مواعيد العمل . لفت نظر- خصم من المرتب- فصل من العمل يضغط علي أنيابه ، كانت عجلات السيارة تأكل أسفلت الطريق لا يهم مخالفة أخري زيادة السرعة. المهم ألا أفقد عملي.
صوت الفرملة يفزع كل المتواجدين بمحيط بوابة الشركة ، قفز الحاجز الأمني ظابط الأمن يعرفه جيداً يقف مقطب الجبين ومع ذلك لم يقدر علي كبح جماح إبتسامة ساخرة.
دلف مسرعاً إلي مكتبه وجد كل الموظفين زملائه مقطبي الجبين تساءل في نفسه هل عشرة دقائق كفيلة بإحداث كل هذا الحزن والسبب فصلي من العمل .
صاح فيهم ماذا حدث؟
قال أحدهم والدمع متحجر بمقلتيه .
يسقط أحمد علي كرسيه……
لقد مات المدير.