الثانوية العامة في الميزان بقلم/ سلامة مطاوع
الثانوية العامة في الميزان بقلم/ سلامة مطاوع

بقلم/ سلامة مطاوع
لا شك أن نتائج الثانوية العامة هذا العام أصابت المجتمع كله بصدمة هائلة لكنها كانت متوقعة بسبب أن كل من حضر نجح في الأعوام السابقة سواء دخل على المنصة أم لا …
والحقيقة أن جوهر طريقة أسئلة امتحانات الثانوية العامة لا يمكن أن تقيس نتائج التعلم مهما حاولوا تبرير ذلك لأننا لا يمكن أن نختبر الطالب في نوع واحد من الأسئلة وهي أسئلة الاختيار من متعدد ….
الأسئلة أيها السادة أنواع متعددة ولكل نوع وظيفة لا يمكن أن يحل نوع محل الآخر .
فهناك أسئلة الصواب والخطأ والاختيار من متعدد وأسئلة تكملة العبارات الناقصة والأسئلة المقالية التي تتيح للطالب القدرة على التعبير وتكوين الجمل بطريقة لغوية صحيحة نحوياً وإملائياً أما اختزال الاختبار في نوع واحد من الأسئلة وهي حادي بادي فإننا نظلم الطلاب لأننا نختبر بنوعية واحدة من الأسئلة لا تصلح لجميع أجزاء المنهج .
إن صمت أهل العلم والمفكرين وسلبيتهم في تناول هذه الموضوعات يؤدي إلى نتائج سلبية على مستوى التعليم ونتائجه .
وبكل صراحة فإن رسوب أكثر من نصف طلاب الثانوية العامة ليس له إلا تفسيراً واحداً هو رسوب نظام التطوير وليس رسوب الطالب الذي أصبح حقلاً للتجارب على مدار ثلاث سنوات .
ولا يمكن أن نتغافل عن إقبال عدد من الطلاب على الانتحار في ظاهرة تستحق أن يقف لها العالم لدراستها لأنها صدمة للنظام التعليمي في العالم أجمع عندما يقدم طالب العلم على الانتحار اعتراضاً على النتائج .
ونعود لنتسائل :
هل قضى نظام التطوير على الدروس الخصوصية كما زعموا ؟
طبعاً زادت نسبة الدروس الخصوصية وزادت الأعباء على أولياء الأمور والطلاب ولا أحد يعرف طريقه مما يؤدي إلى سوق رائجة للجامعات الخاصة والأهلية وهذا لا يشغلنا بقدر نتائج ومستويات الطلاب في ظل هذا التطوير المزعوم .
لقد تعلم أكبر علماء مصر عن طريق الكتب وليس التابلت وحده كما يريدون فتخرج أحمد زويل ومجدي يعقوب وسميرة موسى ويحيى المشد وفاروق الباز ونجيب محفوظ وطه حسين وسطرواً مجداً لوطنهم مازلنا نفتخر به في حاضرنا الذي عجزنا فيه عن الوصول لمستوى السابقين رغم التابلت ووسائل التكنولوجيا.
لسنا ضد استخدام التكنولوجيا أو التابلت في التعليم بل نرفض أن يكون التابلت هو الوسيلة الوحيدة للتعلم لأن هدفها الخفي إخفاء التلاعب في مضمون المادة العلمية (المحتوى العلمي ) لإرضاء أمريكا لأنهم يعتقدون أن مناهجنا تصدر التطرف .
أنا شخصياً أعتذر لكل طالب متفوق ومجتهد أصابه الهم والحزن بسبب النتيجة وأقول لهؤلاء الطلاب لا تحزنوا لعل الخير يكمن في الشر .
نحن في محنة كبرى ونحتاج إعادة النظر في طريقة الأسئلة (حادي بادي )
لا يمكن أن نختبر الطلاب بدون منهج محدد وعلى طريقة حادي بادي وحدها .
أما طريقة المنهج المفتوح وتعليم الطالب البحث عن المعلومة من مصادر متعددة بدون توجيه فلن نمانع أيضاً ولكن بشرط تنويع الأسئلة وليس بطريقة حادي بادي وحدها وندرك أيضاً أن الأسئلة المقالية لا يمكن تصحيحها إلكترونياً وتحتاج للعنصر البشري ولكن لا يمكن الاستغناء عنها ولأن هذا النوع من الأسئلة يقيس مهارات متعددة في الكتابة وصياغة العبارات لغوياً ونحوياً وفي ترتيب الإجابة والاستشهاد ببعض المعلومات السابقة كأبيات شعر أو آية قرآنية أو حديث نبوي أو حكمة أو قول مأثور.
لن يرحمنا التاريخ إذا صمتنا عن قول الحق في قضية التطوير .