صفحة الوجة

   صفحة الوجة

 

قصة قصيرة/صابرقدح

 

القاعة تضج بكل مفردات الفرح. المعازيم في أبهي حُلة الهواء معطّر. الماء مقطّر. والشراب يأخذ اللب. البوفيه مفتوح بكل أنواع الطعام.الورود تملأ الأركان والأعمدة. الفراش وثير. ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة. لم ينقص القاعة سوي من أقيمت الليلة لأجلهما “العروسان”.

دقت الطبول. الموسيقي تجبرك علي الفرح تأخذك بعيداً محلقة في السماء.

أنوار الليزر تأخذ العيون في كل اتجاه لامجال سوي للفرح وليلة العمر.

يدخل العروسان الفستان الأبيض والبدلة الأنيقة تتناثر الورود فوقهما كل شئ ينطق بالفرح سوي وجه العروسين .

يتواجد انطباع بالضجر وأهل العروسين أغلبهم يتميز غيظاً كأنهم في حلبة مصارعة حامية الوطيس .

علي المقعد المجاور الأستاذ أحمد المحامي يضحك ضحكةساخرة تمتزج بالحزن قال لي أتحداك في أقل من شهر سيكونان عندي.

أجيبه بتعجب وماذا يعني ذلك؟

قال لي ألم تقرأ صفحة الوجه وما يعكر العيون؟!

أجبته مستنكراً مع كل هذه المظاهر وهذا الترف؟!

قال : الترف والمظاهر هي السبب الرئيسي فيما سيحدث ويحدث كل يوم .

قلت: مصاريف الزواج أصبحت تحتاج إلي ميزانية دول.

ضحك وضحكت. مرت الليلة دون أن ألحظ ابتسامة من العروسين.

في بيت العريس الدائنون يتناوبون ذهاباً وإياباً الخلافات تدب في كل اتجاه بين الزوجين وصاحب الموبيليا والكهربائي والنقاش وأصحاب القروض سلسلة لا تنتهي من المشاحنات.

في بيت أهل العروس المشاحنات نفسها. وعشرات الأطقم التي يُطالب بثمنها ترقد في خزانتها لن تستعمل ولا خمسون سنة. هى للعرض فقط

الجميع يصر علي التفاخر بكل ما هو غير منطقي ويدفع الثمن أطفال تفترش الشوارع وأسفل الكباري

المحامي يضحك والدنيا كلها تضحك فالإسراف الذي يكون سبباً في المشاكل يزوج عشرون عريساً وعروسة مع أجمل ابتسامة لليلة العمر.

صابرقدح

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى