الهدف

الهدف
قصة قصيرة/ صابرقدح
نادراً ما تجتمع الأسرة علي مائدة … الشقاق هو السمة الرئيسية جلست الأسرة كل علي حدة .. من يأخذ في حضنه وسادة .. ومن يضغط علي أصابعه بأسنانه .. ومن ينفخ كمداً وكأن علي رؤسهم الطير.
السلام الوطني …
ثم تخبو بعد انتهائه ,يعقب التقارير الواردة قبل المباراة مطمئنة لكن الثقة في الإعلام ليست كبيرة وإن كانت منعدمة في بعض الأحيان . والسوابق شاهدة علي ذلك.. النمو الإقتصادي ..محدودي الدخل .. إنتعاش السوق.. أفلام حمضانة.. أقلام مأجورة.. وأصوات وطلات مشئومة تدس السم في العسل .. والجدل يحيط بكل شئ
ضربة البداية .. صوت المعلق يعلو في قوة ولهجة عربية محببة.
ياسر: في سخرية وتهكم :عرب هه.. ماشاء الله ياعرب.
يرد علي : أيمكن أن نتحد؟ ويكون لنا صوت قوي النبرة كهذا المعلق.
ياسر :أشك .. بل أُجزم أنه ليس هناك أمل.
شيماء: الأمل في ربنا.
علي : ربنا أمرنا بالعمل والجد والأخذ بالأسباب.
الأب : تفتكروا ياولاد فريقنا هايعمل حاجة.
شيماء : إن شاء الله يابابا. في روح جديدة وحالة جد تجمع بين الفريق الكل تحس إنهم واحد والواحد تحس أنه كثير.
ياسر: ربنا يستر ياشيماء العملية مش سهلة.
علي : فعلاً في حالة حب بين الجماهير… اختفت العرقيات والتشنجات بين مشجعي الأندية اندمجت الألوان كلها في ثلاثة ألوان علي راية واحدة .
الأم بعصبية : دعونا نتابع المبارة .
الكل يضحك ضارباً كفاً بكف…. ومنذ متي وأنت تتابعين المباريات!!
الأم: نعم … أنا لا أفهم في المباريات ولكنها “مصر” من أول الدورة وأنا شغوفة بأدق الأخبار والنتائج التي يحققها أولاد مصر …. حاجة تفرح بجد.
المعلق في حمية يصف أولاد مصر بالأبطال….. في نهاية الشوط الأول .
ياسر : لا تشعر أنه غريب.. الله يلعن الحدود اللي وضعها الإستعمار.
شيماء: باستطاعتنا تذويب الحدود والتوحد في سبيل كرامة العرب .
علي : يابنتي … دا حلم لا يمكن أن يتحقق.
الأب: ياولاد …لم يكن لدينا أمل في تلك الدورة خبراء اللعبة أجمعوا أننا غير مؤهلين للمربع الذهبي لكن القائد كان له رأي أخر ووصلنا للنهائي.
شيماء: بالتأكيد في أسباب كتيرة للنجاح ده. زي التوحد والحب والإعداد الجيد وقبل كل شئ… الإيمان بالله والإيمان بالقضية “قضية بلد إسمها مصر”.
علي : في حوار إحدي البرامج قال اللاعب صغير السن عن سر نجاحهم في دورة سابقة ..أذكرفي إحدي المباريات أن المدير الفني أشار إلي أن أجهز للنزول كبديل وقمت بالتجهيز فإذا بكابتن الفريق وكان لا يلعب هذه المباراة يقوم بمساعدتي ويربط حذائي بنفسه.
المعلق: في صوت الواثق يعلن عن ضربة بداية الشوط الثاني. سكون تام لا يتكلم إلا اللاعبون بأقدامهم… القلوب في اضطراب وخوف والكل يردد في نفس واحد.. يارب النصر لمصر.. من المحيط إلي الخليج. وحدة الأمل والهدف .. الكل خائف الكل مجتمع علي قلب رجل واحد كرة خلفية لمدافع الكاميرون يضغط عليه زيدان في عزيمة وإصرار يمررها إلي أبو تريكة يضع أمال أمة كاملة في هدف واحد.
لتخرج الأسرة الكبيرة أسرة واحدة تطوف الشوارع والميادين يجمعها هدف واحد, مصير واحد, فكر واحد, وفرح واحد.
صافرة النهاية..
والله ممكن ياعرب .. والله ممكن…
صابرقدح.