سأقبل اقدامكم يا اطفال بلادي.. بقلم خالد بركات

سأقبل اقدامكم يا اطفال بلادي.. بقلم خالد بركات

✍️..صدى الكلمات..

سأقبل اقدامكم يا اطفال بلادي..

بقلم خالد بركات..

 

نعم..عندما يتحرر الشعب بمواطنيته من فساد الطائفية والمذهبية والقبلية والعشائرية ولا يرى الا وطنه، يكون قد أصبح مستعداً اكثر من أي وقت مضى لرفض تدخل اي دولة فيه، وحينها الإرادة الوطنية الإستقلالية تعيده إلى الحياة..

*ساعة ذاك يعرف كيف يختار وطناً لأطفالهم..*

 

من أروع ما كتب علي الطنطاوي..

حدث خلاف بيني وبين والدي حتى وصل إلى ارتفاع الأصوات، وكان بين يدي بعض الأوراق الدراسية رميتها على المكتب وذهبت لسريري.

وضعت رأسي على الوسادة كعادتي كلما أثقلتني الهموم حيث أجد أن النوم خير مفر منها..

وفي اليوم التالي خرجت من الجامعة التي اتعلم فيها، فأخرجت هاتفي وأنا على البوابة فكتبت رسالة نصية أداعب بها قلب والدي الحنون فكتبت : ” سمعت أن باطن قدم الإنسان ألينُ وأنعمُ من ظاهرها، فهل يأذن لي قَدَمُكم بأن أتأكد من صحة هذه المقولة بشفتيّ..؟؟”

 

وصلتُ البيت، فتحت الباب.. وجدت أبي ينتظرني في الصالة ودموعه على خديه..

 

قال : يا بني لا لن أسمح لك بتقبيل قدمي..

وأما المقولةُ فصحيحةٌ، وقد تأكدت من ذلك عندما كنت أقبِّل قدميك ظاهرًا وباطنًا يوم,

كنت أنت صغيرًا “..

ففاضت عيناي بالدموع وقبلت جبينه كما يحب..

 

سيرحلون يوماً بأمر ربنا، فَتقربوا لهُم قبل أن تفقدوهم، وإن كانوا قد رحلوا فترحّموا عليهم..

 

‏واعلموا ان أباءكم أفنوا حياتهم كلها من اجلكم فلا تنسوا، فهم يقولون لكم إهتموا بأنفسكم وبوطنكم واحموه من الطغاة ومن أهل الخداع وأصحاب الأحلام بالمعالي والكراسي والمواقع..

آمنوا بالله..وخذوا حدس ابائكم على محمل الجد اذ قالوا : إنتموا لوطنكم قبل طائفتكم..

 

أما أنا أقول سنقبل قدميّ كل اطفال بلادي..

ونطلب منهم المغفرة، لإن من بعض الساسة وأفعالهم، يعبرون دروب الوطن حفاة، وبعتمة

ولم يعرفوا طعم النوم ودون غذاء وحليب ولا دواء، ولم يبقى مدارس ولا جامعات، والأكثر سيدفعون عنا الديون التي تراكمت من سياسة مالية هوجاء ومن فساد وتسويات وصفقات على حساب الوطن وكل مواطن كهل وصغير..

سامحونا وسنقبل أقدامكم لإننا وعدناكم كما

وعدونا إننا سنعيش يوماً، بالوطن بطمأنينة وببحبوحة وراحة بال وبعقلانية وحرية ويبقى الأمل بالله والحياة بوطن يستحق الحياة..

اللهم..احمي بعينيك لبنان وأطفاله واحباءه..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى