الريف المصري واثره علي تغيرات المجتمع وسلوكه

الريف المصري واثره علي تغيرات المجتمع وسلوكه

الريف المصري واثره علي تغيرات المجتمع وسلوكه

بقلم /محمدالغنام

.

للأسرة الريفية عدة خصائص تميزها عن غيرها من الأسر، تلك الخصائص التي فرضتها مهنة الزراعة التي يعمل بها غالبية الأسر الريفية، والتي تعتبر المصدر الرئيسي لرزقهم، ولعل من أهم هذه الخصائص أن الزراعة قد جعلت من الأسرة الريفية وحدة إنتاجية ووحدة استهلاكية في ذات الوقت، وقوت من السلطة الأبوية في الأسرة، علاوة على اعتبار مهنة الزراعة والتي تعتمد بدرجة كبيرة على العمل اليدوي أحد أسباب ارتفاع خصوبة السكان الريفيين وكبر حجم الأسرة الريفيه

ويعتبر التماسك الأسري جزءاً من التماسك الاجتماعي، وهو شرط رئيسي لنجاح الأسرة في تحقيق أهدافها وإثبات وجودها. حيث ان روابط التآزر والوحدة التي توجد في الحياة الدائمة للأسرة والتي من أهمها وجود مصالح وأهداف مشتركة وعواطف وشعور بالتساند الاقتصادي. كانت موجودة في الأسرة الريفية قبل التغيرات التي دخلت عليها لتغير انماطها وتؤثر بالسلب علي المجتمع وتنهار القيم والأخلاق التي كنا نتغني بها يعرف التماسك الأسري بأنه العملية التي بواسطتها تتلاءم الأسرة مع أهدافها، وتستطيع البقاء. و أن التماسك الأسري هو العلاقة الأسرية الناجحة التي تقوم على التفاعل الدائم بين أفراد الأسرة جميعاً، والتي تهيئ الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية اللازمة لإشباع احتياجاتهم في مراحل النمو المختلفة.

ويقوم التماسك الأسري على تفاعل عناصر كثيرة مع بعضها البعض، هذه العناصر قد تكون بيولوجية أو سيكولوجية أو اجتماعية أو اقتصادية أو قانونية. وفي هذا الصدد أن أهم العناصر اللازمة للحفاظ على التماسك الأسري هي: التلاؤم بين الزوجين، والقدرة على حسم الصراعات والمشاكل التي تتعرض لها الأسرة، والقدرة على تحمل أفراد الأسرة لبعضهم وقت الشدة أو المرض أو الصعاب، ومدى توافر المساعدات الخارجية للأسرة. وهي: توافر القيم الأخلاقية لدى أفراد الأسرة، وتوافر دخل كاف لدى الأسرة للحفاظ على مستوى معيشة لائق بها، وقدرة الأسرة على مسايرة العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الذي توجد فيه. العناصر التالية للتماسك الأسري: اتفاق أعضاء الأسرة على البناء الاجتماعي للأدوار، وإخضاع الطموح والرغبات الشخصية لأهداف الأسرة، والرضا عن الأسرة، وإدراك أهداف الأسرة والمشاركة فيها بطريقة جمعية.

, فعندما فقدت الأسرة المصرية هويتها كانت هناك أسباب ساعدت علي تفكيكها حيث أن أهم هذه الأسباب هي: عدم استعداد الأزواج لتحمل مسئولية الزواج، وانخفاض الدخول وما يصاحبه من انخفاض مستويات المعيشة بصفة عامة، وعدم القدرة على مواجهة الأزمات والمشكلات الأسرية، والقصور في التربية الجنسية، والسلوك السيئ للأزواج حيث أن هناك خمسة محاور رئيسية تشكل في مجملها المفهوم الإجرائي للتفكك الأسري، وهذه المحاور هي: حالة الضعف أو الانحلال التي قد تصيب العلاقة بين الزوجين، وحالة الضعف أو الانحلال التي قد تصيب العلاقة بين الآباء والأبناء، وحالة الضعف أو الانحلال التي قد تصيب العلاقة بين الأبناء وبعضهم البعض، وفشل نسق الأسرة في مواجهة الخلافات الأسرية والضغوط الخارجية. وكذلك

: المشاكل المادية المتعلقة بالإنفاق، والخلاف حول أسلوب تربية الأبناء، والخلاف حول تعليم الأبناء، والخلاف حول تحديد واختيار مكان إقامة الأسرة، وتدخل الوالدين في شئون الأسرة.

إذن من خلال ماسبق لابد من بث الوعي الارادي وانتباه الدولة علي إعادة قوة العلاقة التفاعلية بين الزوجين، وقوة العلاقة التفاعلية بين الآباء والأبناء، وقوة العلاقة التفاعلية بين الأبناء وبعضهم البعض، والقدرة على مواجهة الخلافات الأسرية والضغوط الخارجية بالريف المصري حيث أنه المصدر الوحيد لبناء شخصيا سويا ساعدت علي بناء المجتمع فهل تنتبه الدولة أن السلوكيات والتغيرات التي طرأت علي المجتمع من انتشار الجريمة وتدني الأخلاق والبعد عن الدين سببه تفكك الأسرة المصرية وبالأخص الأسرة الريفية التي كانت تحافظ علي العادات والتقاليد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى