نظرة إلى السماء                 ‏قصة قصيرة/صابرقدح

نظرة إلى السماء                 ‏قصة قصيرة/صابرقدح

 

صباح الخير يا دكتور. يرد بإيماءة من رأسه

حين يدلف من البوابة الرئيسية للإدارة .وتخرج الكلبة العتيقة مسرعة تسعى بين خشاش الأرض لتطعم صغارها التى تتركهم

فى الحديقة بين الشجيرات العتيقة والتى ضربها الإهمال وكم تكون الجِراء فى سعادة

وهم يتحسسون الضِرع المملوء بطعامهم

الدافىء فى هذا الصقيع الذى يفترش الحشائش وشعرهم الجميل كطفل ندِيّ

ينظر الدكتور مدير المعهد من الشرفة

يزمجر. ويسب ويلعن ماهذا الأرف؟ ألم أنبه إلى إزالة هذه الكلاب من هنا ..السكرتير يحدث زميله بغبن. الإهمال يضرب بكل شيء فى المعهد. أتكمن المشكلة فى تلك الكلاب التى لاتؤذى أحد إنها ودودة وصديقة للعاملين بالمعهد . العِشرة التى توطدت بين الكلبة وموظفى المعهد وحتى مرتادى المكان لقضاء مصالحهم .

يصرخ بأعلى صوته لابد من إزالتهم

،طعام يمتلىء بالحكم الجائر على تلك الحياة. ومانحة الحياة لتلك الجراء

تتلوى الكلبة فى ألم وهى تحتضن صغارها

يمزقها القلق عليهم أكثر من السم الذى يستشرى بأوصالها وفى عينيها أسف شديد

على هذا العالم المملوء بقلوب كالحجارة.أو أشد قسوة

يصرخ المدير حين رأى الجراء تطوف بأمهم

احفروا لهم وأزيحهم .كانت عيون الجراء تدمع وهى تنظر إلى السماء تشتكى ضعفها وهوانها على الناس والتراب يغطى أجسادهم الخضراء بينما سيادة المدير يعدل فى ياقة قميصه والسماء تهطل بدموع تودع تلك القلوب الصغيرة التى لم تتفتح بعد

2020/12/19

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى