ماذا تعرف عن وادي البطيخ الكنز المصري المجهول في صحراء الفيوم

ماذا تعرف عن وادي البطيخ الكنز المصري المجهول في صحراء الفيوم

 

كتب/أيمن بحر

تُعتبر مدينة الفيوم من أكثر المحافظات المصرية جمالاً وجاذبية حيث تحتوي على طبيعةٍ ساحرة وصحراءٍ رائعة بجانب كثير من الأماكن المميزة التي لا يعرف عنها كثيرون أي شيء ومن ضمنها وادي البطيخ الذي يعد من المواقع الغريبة الموجودة بصحراء الفيوم.
وقد سمي الوادي بهذا الاسم بسبب وجود العديد من الصخور التي تأخذ شكل فاكهة البطيخ، وتعدّ من أبرز مكونات صحراء الفيوم.

ووادي البطيخ يُعدّ منطقةً بيئية مميزة تم تصنيفها على أنها محمية طبيعية، حيث توجد على مساحة شاسعة وتقع الصخور بجانب بعضها البعض في الصحراء، وقد تكونت هذه الصخور الضخمة عبر الزمن بسبب العوامل البيئية والمناخية المختلفة مثل التعرية والنحت والبراكين، والأخيرة كانت في أوج نشاطها هناك خلال العصور القديمة ويُرجّح العلماء أن هذه الصخور الصلبة خرجت من باطن الأرض بفعل البراكين وقد طرأ عليها تغيرات كثيرة بفعل المناخ، حتى أصبحت بهذا الشكل الفريد والنادر.
وتتميّز صخور البطيخ بشكل فريد ومُميّز وقد احتار العلماء الجيولوجيون في سبب وجودها بشكل متقارب من بعضها على هيئة مجموعات وأرجعوا ذلك إلى البراكين التي نشطت منذ حوالي 65 مليون عام تقريباً إذ تَبلور كل من الكالسيوم والكربونات بالجسيمات المشحونة في الرواسب الطينية تحت الماء لتتشكّل أحجار البطيخ وتظهر على سطح الأرض.

وهذه الصخور التي تأتي في شكل حبات البطيخ يُطلق عليها وديان البطيخ بالفيوم وتتضمن أحجاراً ملونة وبأحجام عديدة ومختلفة فبعضها يتراوح وزنه ما بين 20 إلى 100 كيلوغرام وتوجد بجانب بعضها في مشهد فني أشبه بلوحة رائعة مرسومة باتقان حتى يشعر من ينظر إليها من مسافة بعيدة أنها ثمار حقيقية للبطيخ.
ويصل عمق صخرة البطيخ من الداخل إلى أكثر من 4 أمتار وذلك يرجع إلى أنها كروية وصلابة القشرة الخارجية لها تجمع بين القوة والنعومة حيث أن سطحها أملس ولهذه الصخور ألوان متنوعة مثل البني، الوردي القرمزي والأخضر وعندما تسقط عليها الأمطار فإن أجزاء الصخرة الواحدة تختلف في تأثرها بها ففي حين يذوب جزء من الصخرة الواحدة فإن الجزء الآخر لا يطرأ عليه أي تغير أو يتأثر بعوامل الجو والمناخ لذا تعتبر من الأحجار الكريمة ذات القيمة والأهمية الكبيرة.

وشهدت صخور البطيخ تعرضها للسرقة من قبل تجار الزينة حيث تم السطو على عشرات الآلاف من هذه الأحجار الموجودة في صحراء الفيوم وتم حملها على سيارات وبيعها في أسواق الزينة نظراً لاستخدامها في تجميل الواجهات الخاصة بالفيلات ومداخل الحدائق والمتنزهات، إذ تُضفي مزيداً من الفخامة والرقي في المكان الذي توضع فيه.

ويُعدّ وادي البطيخ من البرامج الرئيسية عند القيام برحلات سفاري في صحراء وادي الريان وشمال بحيرة قارون ومنطقة كوم أوشيم، إذ يحرص الزائرون على الذهاب إليها ليلتقطوا الصور التذكارية الجميلة في هذه المنطقة الرائعة والمميزة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى