معنىَ اسم قِبط ومتىَ ظهر اسم مِصْرَ في التاريخ؟

معنىَ اسم قِبط ومتىَ ظهر اسم مِصْرَ في التاريخ؟

 

كتب/أيمن بحر

اختلفت الآراء في ذلك فقال البعض أنّ كلمة (قِبط) مُشتَقّة من اسم قفطايم أحد أولاد مصرايم بن حام بن نوح، الذي آتى بأولاده إلى مِصْرَ التي سُمّيت بعد ذلك باسمه فلمّا كثر أولاده منح كلا منهم إقطاعية وكان قفطايم من أكبر أولاده فمنحه (قفط) وما فوقها إلى أسوان وما دونها إلى الأشمونين وقد سُمّيت (قفط) باسمه ولا يستبعد بعض المؤرّخين هذا الرأي الذي أورده المؤرخ المقريزي في خططه قائلين إن سُكّان وادي النيل كانوا قبل انضمامهم في أُمّة واحدة عِدّة قبائل -كقبائل العرب- فيُحتمل أن تكون قد وُجِدَت من بينها قبيلة تُسمّى قفط نسبة إلى قفطايم بن مصرايم ثم أُطلق الاسم على الجميع ولا سيما أن هذا الرأي موافق لما جاء بالسفر الأول من التوراة.
وقال البعض -وقولهم هو الراجح- أن كلمة (قِبط) صورةٌ مختصرة من لفظة (إيجِيبْتُوس – Aegyptos) وهي كلمة أطلقها البيزنطيّون على أهل مصر ومأخُوذة من العِبارة المصرية القديمة (حت – كا – بتاح) (Het – Ke Ptah) أو (ها – كا – بتاح) أو (بيت – روح – بتاح) وهو اسم كان يُطلق على معبد مصري قديم بمدينة من – نفر (منف) أو ممفيس كما لفظها الاغريق أو ميت رهينة كما نعرفها اليوم وهي عاصمة مصر القديمة ..

قام الإغريق ومن بعدهم الرومان بتحوير نُطقَ هذه العبارة بما يتماشى مع لُغتهم وألسنتهم إلى (هي جي بنو) ثُمّ أضافوا حرف السِّين وهو يُساوي الضَّمَّة في لُغَتِهم كما يُضاف حرف السين دائماً إلى نهاية الأسماء، ومع مرور الزمن أَطلقوا اسم (هيجبتس) أو (إيجيبتوس) والتي بدورها جاءت منها كلمة Egypt بالإنجليزية وقد ورد أيضاً هذا الاسم عِدّة مرّات في شعر هوميروس اليوناني في ملحمتيّ الإلياذة والأوديسة ..

فإذا حذفنا علامة الرفع اليونانيّة في آخر الكلمة وهي (أوس) نتجت لنا كلمة (إيچيبت) المُستعملة في اللغات الأوروبية كناية عن مصر وهي مُركّبة من كلمتين هما (إي) بمعنىَ أرض أو دار (وچيبت) أي (قبط) أو (جبط) كما ينطقها معظم أهل الصعيد إلى اليوم، فيكون الكلمتين معاً (أرض القبط، أو دار القبط) إلّا أن العرب ظنّوا أن المقطع الأول وهو (أي) حرف تعريف أو حرف إستهلال فحذفوه فخلصت لنا بعد ذلك كلمة (جيبت) ثم حوّروها إلى النُطق العربي الأسهل فصارت (قِبط) بمعنى مِصْرَ.
وكلمة قبطي شاعَت عندما كانت مصر تحت الحُكم البِيزنطيِّ وهذه الكلمة يُقصَد بها سُكَّان مصر من أهلِها الأصليّينَ مهما اختلفتْ دِيانَتُهم.
ويلخص لنا من ذلك -على أيّ حال- أنَّ كلِمة قفط أو قِبط معناها مِصْرَ، ولكن من أين جاءت كلمة (مصر) بدورها؟

اختلفت الآراء أيضاً في ذلك كذلك: فقال البعض أن كلمة مصر مُشتقّة من اسم مصرايم بن حام بن نوح الذي لجأ إلى وادي النيل واتّخذه مقرّاً له ولأولاده عقب تبلبل الألسنة في بابل وتفرّق أولاد نوح على وجه الأرض كما جاء في التوراة ونقلها كذلك المقريزي وغيره من المؤرخين العرب في القرون الوسطى، وقال آخرون أن كلمة مصر نشأت عن كلمة (صر) العبرانية ومعناها الشدة وان العبرانيين أطلقوها على هذه البلاد لما لاقوه فيها من شِدّة واستبداد.
وقال البعض -وقولهم هو الراجح- أنّ أرض النيل تُعرف لدى شعوب البلاد السامية المجاورة لها بأكثر من صيغة ولغة فى الأشوريّة والبابليّة والحثيّة والكنعانية على سبيل المثال (مِصري – Mi is ri) أو (مِصروم – Mi is rum) مُعتَمدين في ذلك على رسائل تل العمارنة المسمارية التي وُجدت في مصر بين مصر القديمة وممالك بلاد الشرق القديم في أواخر عهد الأسرة الثامنة عشر المصرية وتُلفظ (مصرين) فى الآرامية وايضاً (مصرايم) فى العبرانية وقد عرفها العرب باسم (مصر) فالقول الشائع بأنّ تسمية مصر ظهرت بعد نزول القرآن أو بعد دخول المسلمين لمصر هو قول ورأيّ ضعيف نظراً لما بين أيدينا أدلّة أركيولوجية تُخالف هذا الرأي.

أمّا اسم مصر فى اللغة القبطية فهو (كيمي أو خيمي أو حيمي) كما أوردها لنا دكتور الدراسات القبطية زكي شنوده في موسوعة تاريخ الأقباط، وهى تسمية مُشتقّة من كلمة (كيم) التى معناها أسود نسبة إلى سواد طينة وادي النيل وان كان البعض يذهب إلى أن (حيمي) نسبة إلى حام بن مصرايم والنتيجة في النهاية: أن قبطي نسبة إلى قِبط وان قِبط معناها مصر فالقبطي إذن هو المصري وجمعها أقباط أي مصريّون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى