أجيالنا كم ابتعدت عن القيم والاخلاقيات
أجيالنا كم ابتعدت عن القيم والاخلاقيات

كتب/أيمن بحر
قال سيد الورى وصفوتهم: {بَدَأَ الإسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ..}. الراوي: أبو هريرة
هانحن ذا نشهد وقائع هذا الحديث الشريف بشتى صورها غربة في القلب… غربة في العقل… غربة في الروح والفكر… سار شبابنا خلف الغرب بعيون مطموسة ونسوا طريق العودة إلى ربهم… إلى دينهم… إلى سنة نبيهم… ليحيوا تفاصيل التيه الروحي.
لقد خلق البشر بطبيعة تصبو إلى التكامل والتشابه مع بعضهم البعض ليحققوا الاستمرارية للجنس البشري وتطويره ومع الأسف في زمنٍ كهذا لا يستطيع المرء أن يتلفت حوله دون فتن أُخذت قلوب شبابنا بزهوة مظاهر غير المسلمين فيتخلوا عن مبادئهم وأخلاقهم رويدًا دويدًا في سبيل أن يماشي غيره ويظهر بمظاهر كول ترضي الأضواء المخملية التي يطمح لأن يكون بها!
كل خطوةٍ يسيرها كل شابٍ منا في الطريق فتنة…
كل نقرةٍ على أي تطبيقٍ من وسائل التواصل الاجتماعي فتنة…
كل يومٍ محملٌ بامتحاناتٍ وابتلاءاتٍ من المولى عز وجل لشبابنا…
استبدت بنا الفتن وبدأت تظهر في مجتمعنا مظاهر لا تمت لديننا الحنيف بصلة؛ فالفتاة المتحضرة ترتدي بنطالًا ضيقًا أو تنورةً قصيرةً أو حتى تظهر ساعديها وساقيها وقسمًا كبيرًا من شعرها مع حجاب ملفت للنظر والشاب المودرن يرتدي الحلي والملابس الضيقة ويتشبه بالنساء عدم المصافحة “قلة أصل عدم الجلوس باختلاط تزمت وتعصب الحشمة وغض البصر تخلف ورجعية، ما بالنا؟ أين دين نبينا؟ أين سعيه والدم الذي أريق من صحابته وأحفاده لنقوم نحن!
سار الشباب بكل انصياع خلف كل ما لا يرضي الله ظنًا منه أنه تحضر ورقي ونسي المرء أن عصيان أوامر الله أول سبب لعدم توفيق المرء بدنياه وآخرته ولو جمعنا هذا بين شتى أجيالنا الحاضرة لعلمنا لماذا فقدنا أمتنا!
إن الوهن والوهان الذي بات قوت بيوتنا وغذاء قلوبنا المغزوة بالعار تمكن منا فلم نعد نقوى حتى على تربية جيل صحيح؛ فالشجرة الفاسدة لا تُنبِت إلا شوكًا حنظلًا ولنستعيد رباطة جأش أمتنا لا بد لنا من بداية سليمة بدايةٌ شروق شمسها يبدأ باجتثاث جذور كل فسادٍ زرعناه بأيدينا وجعلناه إرث شبابنا.
الاستقامة على صراط دين الله ونبيه ليست بالأمر الهين ولنظفر بهكذا نجاحٍ لا بد من إصلاح كل فردٍ لذاته من الاقتداء بمن هم يستحقون أن يكون قدواتٍ لنا أولئك العظماء الذين لم يرتدوا في حياتهم كلها جوتشي ولم يشتروا عطور شانيل ولا يمتلكون منازل فاخرةً أو سياراتٍ فارهةً ما إن نصلح البوصلة حتى تنزاح الغشاوة عن أعيننا ونعود لنستحق نبيًا سيتوسل في يوم الحشر مناديًا أمتي