تأشيرة_المغادرة بقلم مروه المصري

 

 

إنها محاولة اغتيال مع سبق الإصرار و الترصد أن تودع شخصا فجأة

اغتيال لقلبه.. لمشاعره.. لثقته.. ولكل ماهو جميل؛ كي يظلم الكون فجأة و تزول كل الألوان ، ولا يبقى غير الأسود لونا لنظارتنا و نظرتنا للحياة

بل أصبح الأسود طريقا نسلكه بكل تأفف غير راضيين…وغير مبالين للعالم من حولنا كيف أصبح.. مخلفين وراءنا حريقا متأججا لا يضيء قلوبنا المظلمة بل صنع ضبابا أعمى قلوبنا عن الشعور بالحياة مرة أخرى

و من ثم تنهال علينا ظنوننا القاسية التي تفترس كل ماهو مطمئن بداخلك و تنزع منك سلامك الداخلي ثم تلقيك في مفترق الطرق لتبحث عن مأمن.. تبحث عن قوت قلبك الجائع للأمان.. تهرول لإنقاذ ما تبقى من قلبك قبل أن يتصدع و ينهار.. لكن جروحك كانت أعمق من أن تشفى بصحبة طيبة أو بضحكة طفل بريء و أقوى من أن تعبر فوقها و تمضي غير عابئ بألمك الذي يوخزك بلا رحمة كالنبض لا يوقفه إلا الموت

لذا كل المتألمون بالفراق يريدون الفرار

كل الذين تلقوا الوداع عبر الرسائل يريدون وداع الدنيا.. الفراق بالفراق و البادي أظلم

ربما إذا اختفيت.. و تواريت عن الأعين.. دب في القلوب صوت الضمير يناديهم بالندم و الوقوف على أعتاب قبور روحكم.. فترتاح ألسنة اللهب بداخل عقولكم التي دوما تسأل: ماذا فعلت لأجني مافعلوه بي؟!!

لماذا تركوني؟! و علامات الاستفهام لا تنتهي ولو بعد حين.. نظل نسأل دائما و أبدا ماذا حدث؟ لكنها فكرة رائعة تلك التي اقترحها عليك عقلك ( اترك لهم الدنيا و دعهم كما ودعوك سوف يندمون و يشعرون بذنوبهم بل وسوف يتمنون عودتكم ليعودوا) وماهي إلا أماني من وحي ذاك الشيطان الذي نام بين أفكارك و مشاعرك الممزقة بين الخراب و الحيرة و المسيطر الاعظم الذكريات الجميلة التي أستحالت إلى ذكريات مؤلمة.. وتود لو أن بإمكانك مسح ذاكرتك، لفعلت دون أدني تردد

لا تفلتوا أيدينا فجأة.. لا تقتلونا و نحن أحياء و نظل ضاربين ف الارض نشعر أننا بذلك السوء حتى تدعونا في منتصف الطريق وحدنا

وإن كان لكم الحق في الرحيل… فلنا كل الحق أن نعلم..

نعلم الأسباب.. و نسأل كما نشاء حتى ترتاح و تهدأ مشاعرنا

المجهول و المبهم دائما هو ما يعذبنا

قولوا الحقيقة ربما يمكننا أن نسامح و نسمح لأنفسنا بالعبور لبر الأمان..

قولوا أننا لم نكن بذلك السوء ؛كي تتعافى ارواحنا و تهتدي يوما ما

كونوا رحماء عند الوداع.. عند الفراق.. عند الرحيل.. عند الكلمة الأخيرة و النظرة الأخيرة و اللقاء الأخير

لا تدعوا البقاء.. والوفاء.. و أنتم بلا انتماء

و تذكروا دائما أن المغادرة دون تأشيرة عبور آمن مغامرة لا و لن ينجو منها القلب.. وإن عاش كان نبضه مشوها.

#مروة_المصري

#تأشيرة_المغادرة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى