من قتل بسنت ؟؟ .. و من قبلها .. بقلم د/ سهير شلبي

من قتل بسنت ؟؟ .. و من قبلها .. بقلم د/ سهير شلبي

من قتل بسنت ؟؟ .. و من قبلها .. بقلم د/ سهير شلبي

من قتل  بسنت و ما الدافع وراء مقتلها ؟ و هل هناك شباب و فتايات غيرها تم قتلهم بنفس الطريقة و نفس الادوات؟ و هل هناك توقعات بمقتل الكثير من الشباب و الفتايات في مقتبل العمر مثل بسنت ان لم نعرف الاسباب الحقيقية وراء ذلك …. ؟

قتلت بسنت نفسها بالسم المعروف باسم ” حبة الغلة”  و لكن لم تكن هي الجاني الحقيقي بل هناك عدد من الجناة شاركوا في تنفيذ الجريمة نتعرف عليهم فيما يلي :

أولهم من قام بتركيب الصور لها رغبة منه في ابتزازها “جنسيا ” ،

و اما الثاني :  فهو المدرس الذي تنمر عليها في المدرسة و الذي للاسف لم يكن على قدر كاف من المسؤولية .. ورغم انه يقوم بالتدريس في مدرسة اسلامية الا انه لم يطبق الاية الكريمة ” يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”

و الطرف الثالث في الجريمة : هو الاسرة التي لم تقف بجانب الفتاة و تشد عضدها وتذهب للشرطة فورا للبلاغ عن جريمة الابتزاز فقد اشتركت الاسرة في الجريمة بسلوكها السلبي و المتخازل حتى تفاقمت المشكلة و اصيبت الفتاة بالاكتئاب الحاد …

أما الطرف الرابع : فقد كانت اسرة الشاب الذي قام بتركيب الصور لها فهي لم تنتبه لسلوكيات ابنها و لم تقم بتربيته على الاخلاق و المباديء السوية و التي من اساسيتها ستر العورات و ليس هتكها و انه لا يصح ابدا ان يفعل هذا الجرم لانه مردود عليه فقد كان الاهل في العقود الماضية يربون اولادهم على الحفاظ على بنات الناس لان ما تقوم بفعله سوف يرد على اختك او امك … فقد كانت هناك تربية تجعل الشاب يخاف من الخطأ حتى لا يرد على اهل بيته ..

الطرف الخامس في هذه الجريمة كان المجتمع المستهتر بمشاعر الغير و الذي يدعي الدين و يعمل بعكسه حيث قال عز وجل ” يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ  ”

اصبحنا في مجتمع السوشال ميديا ننسى كل ما تعلمناه من اخلاق و قيم و مباديء… و اصبح الشير عند الناس عمل لا ارادي بمجرد ان يرى فيديو او خبر او صورة ملفته يقوم بالشير و كأنه “فرصة لن تعوض”  دون التفكير في الامر و لا نتيجة هذا الخبر او الصورة او الفيديو على غيره

و لكن ماذا لو كان الموضوع يخص جهة سيادية او خبر سياسي معارض هل يستطيع هؤلاء عمل شير للموضوع ؟؟ بالطبع لا .. خوفا من العقاب ” حقا من امن العقاب اساء الادب ”

اذا لا بد من رادع قوي .. لابد من تفعيل قانون اشاعة الاكاذيب على نشر مايسىء للغير أو يؤذيه

و بالنسبة لمن يقوم بتركيب أو نشر صور او تسجيلات فاضحة للغير  .. لابد من تغليظ العقوبة عليه و تطبيق المادة ( 268 ) من قانون العقوبات، على «كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد أو شرع فى ذلك يُعاقب بالسجن المشدد، الذي لا يقل عن 7 سنوات”  و ان يطبق هذا القانون حتى لو كان الجاني اقل من 18 سنة

أما المتنمر مثل المدرس فقد انتشر في الاونة الاخيرة حالات انتحار او شجار ادى لمقتل البعض كان السبب الاساسي فيها للتنمر و السخرية و لذلك لابد من تشريع قانون رادع يعاقب على التنمر

و ماذا بعد .. يظل دور الاسرة مهم جدا فلقد تكررت حالات الانتحار بين الشباب في الاونة الاخيرة و في كل مرة هناك يد للاسرة في ذلك  ( فهناك سمية طارق المعروفة بفتاة المول ، وهناك أميرة فتاة المترو ، وعمرو فتحي تحت قطبان القطار ، و ابراهيم من فوق كوبري فارسكوربدمياط ،  الاثنين الشابين اللذين انتحرا معا باحد الفنادق ، و من انتحر من فوق البرج ، وعدد من الفتايات قمن بتناول حبة الغلة في الريف… و عدد من الشباب قاموا بشنق انفسهم … )  و لقد شهد عام 2021  مئات من حالات الانتحار بين الشباب و الفتايات في عدد من المحافظات على رأسها الجيزة و الدقهلية و منهم من قام  بالبث المباشر لانتحاره مثل فتاة المول ، وقبل ذلك كان اسلام من محافظة المنوفية و منهم من كتب خطابا مثل بسنت .. و كانت الاسباب المشتركة وراء ذلك تتصدر قائمتها المشاكل النفسية التي تعود اما لخلافات مع الاسرة و كان اشهرها حالة ابراهيم الذي ترك رسالة على صفحة الفيس بوك الخاص به يؤكد هذا السبب او التعرض للتنمر من الزملاء في المدرسة او العمل و كانت اقل الحالات تعود لمشاكل اقتصادية و خاصة بين الذكور

الخلاصة : لابد من القرب من الابناء و خاصة في سن المراهقة لابد من مصاحبتهم و تنمية قدراتهم على مواجهة مشاكل الحياة ، و متابعة ما يشاهدون على السوشال ميديا .. لابد من الاستماع اليهم و احتواءهم و لا تقوم الاسرة بدور الجلاد طول الوقت و الذي ينتظر خطأ الابن او البنت لتنفيذ العقوبة عليه .. صاحبوا أولادكم فنحن في عصر تخلت المدرسة عن دورها و سادت السوشال ميديا بما تحويه من مساويء منها التنمر و رفقة السوء .. انها ” نداهة العصر ” التي تشد اولادنا بضوئها لتغرقهم في بحر الخطايا أو الهزيمة و الانكسار .. كرروا لهم تعبيرات الحب و انهم اغلى ما لديكم حتى لا يبحثوا عن الحب خارج دوائركم .. و اكدوا لهم انه مهما كانت اخطاؤهم فلن يجدوا من يغفرها لهم الا انتم ..و لا تنسوا أن المشاعر هي القائد الاساسي لسلوكيات الانسان و خاصة في عمر المراهقة و الشباب و ثقوا أنه لم توجد ابدا حالة انتحار حدثت في اسرة تنعم بالحب والتفاهم .. ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى