“شادية” في عيد ميلادها الـ91.

في مثل هذا اليوم 8 فبراير، نستعيد عامًا بعد عام الإجابات التي حملتها الفنانة الكبيرة شادية، ونحن نحتفل اليوم بذكرى ميلادها الـ91، في زمن الترافيك، والجري خلف التقاليع، والمتاجرة بأي شيء للفت الأنظار، تقف السيدة فاطمة أحمد شاكر، التي نعرفها جميعا باسم “شادية”، لتقدم القيمة التي نبحث عنها، عاشت شادية حياتها في مختلف مراحلها على قيمة إنكار الذات، وأي ذات تلك التي تخفيها شادية عنا؟! .

إنها أحد أعظم حكايات مصر الفنية عبر التاريخ، الفلتة متعددة المواهب على المستوى الفني، والشخصية نادرة الوجود على المستوى الإنساني، فهل يا ترى عندما أعطت شادية لفنها وحياتها بإخلاص، بعيدًا عن كذب الزفة وكاذبيها، هل ضاعت قيمتها أو غابت؟!، لم يحدث.

شادية، التي صاحبتنا في كل مواكب الفرحة بصوت محمل بطمي النيل، وهي تهتف، يا حبيبتي يا مصر يا مصر، تتذكرها مصر كل يوم حتى بعد رحيلها، في كل مدنها وقراها ونجوعها يتردد صدى أصواتهم هم يهتفون “يا حبيبتي يا شادية”، يذكرون شادية التي اعتزلت، وغابت عن الأنظار، طوال ما يقرب من ثلاثة عقود في نهاية حياتها، ولكنها لم تغب عن القلوب أبدًا، رغم أننا لم نكن نقرأ تصريحاتها على مدار الساعة، ولم تسعدنا برؤيتها على الشاشات آناء الليل وأطراف النهار.

إذن معادلة التحقق الفنية ممكنة، دون اللجوء إلى الابتذال والجري والتنطيط في الفضائيات، ومن لديه قيمة يقدمها سيدافع عنه الناس ويصعدوا باسمه، قبل أن يهتم هو بالتسويق لنفسه، المهم أن يكون لديه ما يقدمه مثل شادية.

وسط كل المنجز الفني الكبير الذي قدمته “شادية” طوال تاريخها الكبير، مازلنا نرى الاشتياق لها وسط البسطاء والعاديين، ليس افتقادا لقيمة فنية كبيرة فقط، ولكن حنين دائم لواحدة من أفراد الأسرة الكبيرة، التي حافظت على قيم وروح الأسرة، وشرفت كل أفرادها، شرفت كل أفراد الأسرة المصرية، حتى أصبحت كالهرم الرابع.

رددت شادية عبر العقود، يا حبيبتي يا مصر، وتأتيها الإجابة عامًا بعد عام من جمهورها، “يا حبيبتي يا شادية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى