كِتابٌ من الله ..
كِتابٌ من الله ..
الشاعر: أحمد مرسي (مصر)
كتابٌ مِنَ اللهِ حَبْلٌ مَتينْ
رَسَمْنَاكِ فِي القَلبِ نُورَ اليَقِينْ
وَصُنَّاهُ عَهْدًا قَطَعناهُ دَومًا
لِأَنّكِ نَبْضٌ وَفَجرٌ مُبِينْ
زَرَعْنَا رُبوعَكِ وَرْدًا وعطرًا
لِيَبْقَى نَسِيمُكِ مِنْ يَاسَمِينْ
لِكُلِّ المُحبين شَمْسٌ وبَدْرٌ
وَنَارٌ وَجَمْرٌ علَى الغَاصِبِينْ
وَيَبْقَى تُرَابُك في القَلْبِ تِبْرًا
وفِي الرُّوحِ تَاجٌ وَفَوْقَ الجَبينْ
فَلا تَقْرَبُوا الإثْمَ صُونُوا الدِّيارَ
فَمَنْ خَانَ دُنْيا كَخَائِنِ دِينْ
وَمِنْ كُلِّ صَوْبٍ أتَيْناكِ مِصْرَ
نَصُبُّ الْلَهِيبَ عَلَى الظَالِمِينْ
وَنَجْعَلُ مِن كلِّ باغٍ عَنِيدٍ
جِرَاحًا تَئِنُّ بِصَدْرِ السِّنينْ
وأَنْتِ الكَرِيمَةُ بِنْتُ الكِرَامِ
إلَهُكِ يَلْطُفُ بِالسَّائِلِينْ
فَيَا مِصْرُ إنَّكِ قَبْلَ الوُجودِ
صَنَعتِ الحَياةَ مَعَ المُخْلِصِينْ
سَأبْقَى عَزِيزًا فَلَا أَنْحَنِي لا
وَلَو كانَ صَمْتًا وَلَا أسْتَكِينْ
مَمَاتِي حَيَاةٌ وَمَحْيَايَ مَوْتٌ
أُناجِيكِ مَهْدًا وَقَبْلَ الجَنِينْ
وَيَا مِصْرُ أنْتِ مَلاذٌ وَمَأْوَى
وَكَعْبَةُ مِسْكٍ إلَى العَاشِقِينْ
فَمَنْ هَامَ عِشْقًا بِأعْلَى سَمَاءٍ
كِمِنْ ذَابَ وَجْدًا بِمَاءٍ وَطِينْ
وَمَنْ جَارَ يومًا عَلَى الأَرْضِ فِيهَا
رَدَدْناهُ خِزْيًا بِذُلٍّ مُهِينْ
فَمِصْر لِشَيْخٍ وَطِفلٍ وَلِيدٍ
وَمِصْرُ المِهادُ إلَى السَالِكِينْ
وَمَنْ فِي العُرُوبَةِ نَادَاكِ يا مُصْرُ
قُمْنَا أَجَبْنَاهُ لا نَسْتَهِينْ
فَمِصْر الأَمَانِي وَكُلُّ الأَمَانِ
حَمَاهَا الإلَهُ مِنَ الخَائِنينْ
وَتَسْرِي دِمَاها بِقَلْبِي وَرُوحِي
فَأزْدادُ وَجْدًا خَفِيَّ الْحَنِينْ
فَقُمْ لِلصَّلَاةِ تَصُنْ أَرِضَ مِصْرَ
فَنِعْمَ التَّقيُّ القَوِيُّ الأَمِينْ
نشره: د. حاتم العنانى (المستشار الإعلامى للوكالة)
