وجهات نظر التربويين المهتمين بالعمل في مجال التدريس
لماذا اختاروا مهنة التدريس ؟

مهنة التدريس من أسمى وأهم المهن التي عرفها البشر منذ قديم الزمان، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم الذين علموا البشر العقيدة الصحيحة والتوحيد بالله عزوجل وحده لا شريك له ، ولهذا تعتبر مهنة التدريس من أشرف المهن التي يقوم بها الإنسان، فأهميّتها لا تقلّ أبداً عن غيرها، بل هي أساس لجميع المهن ،وتأثيرها على المجتمع كبير لعظم تأثير المعلم على عقول ذلك العدد الكبير من الطلاب، فالمعلم قبل أن يعطي علمه لتلاميذه فهو أيضاً يعلّمهم الأخلاق الحميدة، ويهذب طباعهم، ويجعل منهم أشخاصاً ملهمين في هذه الحياة، وينير عقولهم ليفكروا بطريقة صحيحة وإيجابيةّ، ، فالمعلم هو الشخص الذي ينشئ أجيالا واعدة متعلمة ومثقفة، والمعلّم هو الذي يولد الأمل لدى طلابه ويجعلهم أكثر يقيناً بأنّهم هم بناة المستقبل ، وعندما ينجح المعلم أن يجعلهم أكثر إبداعاً في مواجهة وحل المشكلات اليومية بتجدده وابتكاره في أداء مهنته، فبهذا سيشجعّهم على المضي قدماً نحو المزيد من الإبداع،وحب مهنة التدريس والوطن .
إنّ مهنة التدريس هي المهنة الوحيدة القادرة على بناء المجتمعات الناجحة والمتفهّمة لهذه الحياة ومتطلّباتها، والمواكبة لكلّ ما هو جديد في هذا العالم، وهي المهنة التي تنشئ العلماء والمفكّرين في المجتمعات المختلفة.
وعندما ناقشنا العديد من المعلمين الذين تميزوا تربوياً وأبدعوا في مهنة التدريس لماذا اختاروا هذه المهنة ؟
ردت الأستاذة هالة شاهين معلم رياضيات بدولة الإمارات العربية المتحدة بأن المعلم هو صانع الاجيال وأكثر المؤثرين فيهم فلولا وجود المعلم لما كان للعلم مكانة ولظل الناس غارقين في الجهل ، فهو صاحب الفضل الأكبر في تقدم الأمم وتطورها، لهذا فإن مهنة التعليم تستحق أن تكون في المقدمة ويستحق المعلم أن يكون له مكانة مرموقة واحترام وتميز بين الجميع ، فالمعلم له فضل في التربية مثله مثل الام والأب لأنه يربي في طلابه الكثير من الأشياء ويعلمهم السلوك القويم مما يجعل دوره أصعب الأدوار والمهن ، لما وجب على المعلم من تحقيق المثالية في كل شئ فنجد المعلم يراعي انه قدوة اخلاقية واجتماعية قبل أن يكون قدوة علمية لطلابه ،فإذا لاحظنا سلوك الطلاب سنجدهم يتصرفون كما يتصرف معلمهم المفضل لهم فيأخذون الكثير من طباعه مع ما يأخذوه من علم ، لذلك يحرص المعلم على أن يكون مثل أعلى خالي من التصنع فهو نبراس الاخلاق قبل العلم وهو أيقونة في اذهان الجميع لايمكن أن يمحي الزمن أثره أو يتجاهل أحد قيمته ، فطوبى لكل معلم صانع الأجيال صاقل الشخصيات باني الأمم ومطورها ،ونهذه العبارات دللت لنا عن سبب اختيارها للعمل بمهنة التدريس التي هي أساس كل المهن .
وأكملت الحوار الطالبة عذيبة أحمد القايدي طالبة بالصف السادس بدولة الإمارات العربية المتحدة بأنها تتمنى أن تصبح معلمة رياضيات لأنها تحب مادة الرياضيات كثيرا ، وتحب جميع معلماتها ، حيث كن يشجعونها خلال الحصة الدرسية، وخاصة عندما تعطيها المعلمة الفرصة كي تصبح معلمة صغيرة، فيزيد هذا من فهمها للمسائل وطريقة حلها، وتشعر بالسعادة كثيراً عندما كانت تشرح وتعلم زميلاتها كيفية الوصول للحل ، طريقة وقدمت الشكر لمعلمتها أ/ هالة شاهين التي تعاماها بلطف وحب ، مما كون لديها الرغبة بأن تكون مثلها معلمة رياضيات.
وأضاف الطالب المتميز معاذ إيهاب ( 11سنة ) بالصف الخامس بمدرسة المنيا الرسمية للغات قائلاً : أنا أعشق مهنة التدريس وأتمنى أن أكون معلماً لأن للمعلم فضل ومنة ، فمهنته هي مهنة الرسل والأنبياء ،وقد قال الشاعر : قم للمعلم وفه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا ، فالمعلم هو الذي يفتح أمام التلاميذ مصابيح العلم وينفعهم ويحفزهم الي مستقبل باهر.