من اجل عده امتار بقلم/ القس لوقا فايز سناده
من اجل عده امتار بقلم /القس لوقا فايز سناده

من اجل عده امتار
القس لوقا فايز سناده
هل فكرت يوما انك تموت من اجل عده امطار؟؟
هل تضع حياتك في كفه وعده أمتار مقابل لها؟؟
هل تفقد سلامك وامانك من اجل عده امتار؟؟؟؟
قصة الموت من اجل عده امتار
حدث هذا من عدة أعوام و تم أكثر من مرة في السجون التركية، بدءًا من عام 1986 م
، ثم تكرر الأمر عام 1996 مع سجون الـF-type. وقد تم نشر الخبر في عدة منشورات، منها موقع “ذا جارديان” تحت عنوان “Turkish Kurds’ jail hunger strikes fails to move Erdogan government” (بتاريخ 25 أكتوبر 2012)، وذِكر ما حدث من موت سجناء اعتصام السجن الانفرادي isolation cells. وتحت عنوان “Mass hunger strike in Turkish prisons enters 52nd day” نشر موقع السي إن إن خبر مماثل يوم 2 نوفمبر 2012 عندما اعتصم السجناء الأتراك. لمدة تزيد على الستة أشهر.. وهو ليس اعتصامًا صوريًا بل امتناع حقيقي عن الطعام death fast وكان هناك ضحايًا.. فقد مات منهم حوالي 12 سجين.. أضربوا عن الطعام حتى الموت دفاعًا عن شرف القضية.. أما القضية فهي أن السلطات التركية قررت بناء سجون جديدة.. ولكن الزنازين فيها أضيق.. !! وهكذا قدم المساجين حياتهم من أجل بضعة أمتار في الحبس..
في البداية لم اصدق وقلت ربما كان هذا الاعتصام يقوم به سجناء الرأي وغطاء لمطالب أخرى.. دهشت عندما عرفت أن كل المساجين حتى (قتالين القُتلى) مشاركين في هذا الاعتصام.
يا الله.. من أجل قبضة هواء.. شعاع شمس هارب.. مساحة أوسع من الأسفلت للنوم.. من أجل هذا يموت البشر.. ويقدمون حياتهم رخيصة.. حتى وإن كانوا خارجين على القانون..؟! إنها الحرية.. تلك التي توُلَد مع كل بني آدم يرى النور.
الغريب أننا لا نحس بالحرية إلا عندما نُحْرَم منها.. وذلك بالرغم من أن أشهر جملة في التاريخ هي: “أنا حُر”!
عزيزي..
اجلس مع نفسك.. اترك كل الزيف خارجًا.. وابحث عن الكنز المخبأ داخلك.. ثم تساءل: “هل أنا حقًا حُر”؟؟ إن الحرية تصبح قيدًا لو تمسكنا بها لذاتها.. دقق جيدًا في قيودك..
أسمع البعض يردد ما أكثر قيودي.. المجتمع والحياه والبيت والتقاليد..!!
لا يا عزيزي أنت تعرف قيودك جيدًا.. إنها الأوثان التي تنصب لها معبدًا في حياتك وتكاد تعبدها.. هل أذكرها لك؟؟ العادات التي تحكمك.. الذات التي تغلبك.. الشهوة التي تحرقك.
. يا صديقي يوجد في عالمنا من يموت من أجل مساحة ضوء.. وأنت في كل يوم تكسب لنفسك مساحة ظلام.. لا تنكر قوة السلام والايمان وتحريرك من عبوديه الخوف والاضطراب كلنا زاءلون ولا تستحق الارض كل هذه المعاناه