عادات وتقاليد رمضان بين شعوب العالم العربى

عادات وتقاليد رمضان بين شعوب العالم العربى

د. حاتم العنانى (إعلامى بوكالة أنباء آسيا)
العادات والتقاليد الغذائية الرمضانية فى سوريا
سادت لدى أفراد الشعب السوري عادات إجتماعية وتقاليد غذائية وأخرى في اللباس والمسكن والعادات الأخرى
يمارس أهل دمشق عادات متوارثة خلال شهر رمضان تحكي روح التراث والأصالة والمحبة والتواصل الديني والأخلاقي والحياتي ووجبة السحور تعتمد على اللبن المصفى والزيتون والبيض والجبن والشايو المربات والزعتر وبعض المعجنات وغيرها . ومن عادات وتقاليد الشعب السوري أن المسحر هو الذي يقوم بإيقاظ النائم للسحور وهي ظاهرة عامة منذ العصر الأموي بواسطة الضرب على الطبلة وهو ينادي على الناس “قوم يا صائم وحد الدائم يا أبو احمد وحد الله” … وغيره.
وأهم شيء في مائدة الإفطار شوربة العدس أو شوربة الشعيرية ومعها اللحم أو مرقة الدجاج. أما صحن الفول فهو سيد طاولة الطعام في رمضان، ثم الفتة أو التسقية. الحمص البليلة مع اللبن والطحينة والثوم والليمون مع المتبلات . وأهم الوجبات هي الكبة والمحاشي، وغيرها من الوجبات المحببة لدى أهل الشام، مع السلطات الغنية بالخضار أو الفتوش. ووجبات الحلويات المشهورة دمشقياً كالعوامة والقطايف. – وأهم شيء بعد تناول الإفطار هو الشاي. ومن أشهر مشروبات رمضان العرق سوس والتمر الهندي وقمر الدين (عصير المشمش)
حلويات الضيافة عبارة عن القطائف العصافيري وتوضع عليها قشطة الحليب وكذلك البقلاوة والنهشن والنمورة وبعض الفواكه وتكون في ختام الضيافة القهوة المرة
إن المظاهر الرمضانية تتماثل في المحافظات الأخرى، ففي الساحل تسود وجبتا السمك مع الرز التي تسمى (صيّادية) والخضار واللحوم وتنتشر حلويات خاصة بالساحل مثل الجزرية، وهي نوع من الحلوى محببة محشوة بالقلوبات والمكسرات وغيرها. أما في المناطق الوسطى، حمص وحماة وأدلب، تسود أطباق غذائية متباينة أهمها الشعيبيات في حمص، وهي حلوى محببة تصنع من العجين والجوز والقشطة وحلويات أخرى. وفي حلب تعتبر الوجبات الحلبية المتداولة غنية بالأطعمة اللذيذة من أنواع الكبة الصاجية، والمقلية، واللبنية، والمشوية وحميص الفحم المشوي بنوعيه الشقف والسادة، وأنواع كل المحاشي وورق العنب. أما في المحافظات الشمالية الشرقية فتسود وجبات المنسف (الرز مع اللحم والسمن العربي)، مع اللبن الرائب والسلطات والعصير ويستهلك التمر والعجوة والحلويات الشعبية وغيرها
تتميز سوريا بأنواع المأكولات، مثل الفتوش والتبولة والكبة والمعجنات وحلويات الكنافة النابلسية والمدلوقة وشقائق النعمان. وفي الأسواق ينتشر باعة الحلويات الشهيرة كالكنافة، والمعجنات كالمعروك (نوع من خبز رمضان مزين بالسمسم) والمعروك المحشي بالتمر (العجوة)، والناعم (طبق شعبي من العجين مقلي بالزيت ومزين بالدبس)، ومحلات بيع الحمص والفول والسوس والمخللات، ومن الأشياء الشائعة قبل وخلال شهر رمضان، السلال الرمضانية وتحتوي على بعض المواد التموينية كالرز والسكر والزيوت والسمن وبعض الحبوب والبقول المجففة إضافة إلى المربات وغيرها، ويشتريها الناس للتزود أو للتصدق بها
رمضان فى الأردن
عند ثبون الرؤية بحلول شهر رمضان يتبادل المسلمون التهانى بحلول أيامه المباركة وتعلن مساجد المملكة الأردنية الصيام وتبدأ فى الأدعية والإبتهالات الدينيةويخرج الأطفال بالفوانيس فى الطرقات ويعرض الباعة بضاعاتهم من حلوى وخضار و فاكهة وتمر ولحوم طازجة وأجبان ومن عادات العائلات الأردنية تبادل الإفطار بين الأسر والجيران وتتجسد مظاهر الإحتفال بالضيف الكريم في الشوارع والمحلات والمراكز التجارية، وفي البيوت وحتى بالمساجد وغيرها،
ومن مأكولات رمضان المفتول والمقلوبة والملوخية والحلويات مثل القطايف والكنافة والعوامة وقمر الدين والتمر والمتبلات والمخللات والسلطات. ومن أشهر الأكلات الشعبية الحمص، والفلافل أما المشروبات الرمضانية شراب الخروب والكركدية وقمر الدين والعرق سوس ومختلف العصائر والفواكه
تقام أمسيات رمضانية يومية بعد انتهاء صلاة التراويح فى كافة محافظات الأردن
أما المسحراتي فيجوب الشوارع مشدياً بأناشيد رمضان والأذكار، ويرافقه الطبل
رمضان فى تونس الخضراء
يحظى شهر رمضان في تونس بنكهة خاصة، حيث تتناول العائلات الإفطار حول مائدة واحدة، وتنظيم موائد الإفطار طوال الشهر ويأخذ التجمع حول مائدة الطعام طابع القداسة. أنه مناسبة جيدة للتزاور وصلة الرحم، وتكثر حفلات الخطوبة والأفراح
يبدأ الاستعداد لرمضان قبل قدومه بعدة أيام، حيث يحرص التونسيون على تنظيف البيوت، وشراء مستلزمات الطهى وتنشط الأسواق التجارية وتفوح روائح العنبر والبخور من منازل التونسيين ومن عادات رمضان في تونس ، تجديد وترميم المساجد، لاستقبال جموع المصلين وتكثر مجالس تحفيظ القرآن الكريم والذكر وحلقات الوعظ الديني والمحاضرات الدينية وفي” ليلة القرش”، أي الليلة التي تسبق أول أيام رمضان، تحرص الأسر على إعداد الحلويات ويستهل التونسيون إفطار رمضان بترديد عبارة “صحة شريبتكم”،
من الأكلات الموروثة على مائدة الإفطار التونسية وجبتي “الحساء والبريك” ومن الأطباق الشعبية “الطواجن” . ولا يمكن أن تخلو مائدة من السلطة
وحبات «تمر» أو «دقلة» و«الحساء» إضافة إلى «البريكة التونسية».
وقبل الإمساك عن الطعام بفترة قصيرة، يتناول التونسيون أكلات “كالبسيسة”، و”المسفوف” ويتنويع الخبز بين مٌحلى بحبات “البسباس” و”حبة البركة”، كما تعرض المحلات مواداً غذائية خاصة برمضان مثل “الملسوقة”ومن حلويات رمضان التقليدية “الزلابيا” و”المخارق” و “المقروض القيرواني” و”البوظة ” و”المهلبية” و”الصمصة” و القطائف وتحلو السهرات الرمضانية على المقاهي التونسية
ومن العادات “المسحراتي” أو “بوطبيلة” الذي ، يجوب الأحياء وينادي الناس للسحور عن طريق النقر على طبلة، وتحظى ليلة نصف رمضان والتى تسمى “ليلة النص”، بمكانة متميزة وكذلك ليلة السابع والعشرين والتي تسمى “الموسم”، حيث يجري لهما مظاهر احتفالية خاصة، يتقدم على مائدة الإقطار “الكسكسي التونسي بوعاء”التبسي”. وتنظم العائلات سهرات “السلامية” و يحضر التونسيون المهرجانات الثقافية والعروض الفلكلورية وعادة إطلاق «المدفع» لإعلان نهاية الشهر  وفي «العشر الأواخر» من رمضان تزدحم الأسواق لشراء مستلزمات العيد من ملابس وحلويات وتزدحم مطابخ المنازل بالنساء حيث يقمن بإعداد حلوي العيد. 
جانب من العادات والتقاليد الغذائية الرمضانية فى الجزائر
يتميز الشعب الجزائري بعادات وتقاليد خاصة بشهر رمضان الفضيل، خاصة المتعلقة بالمأكولات. ولكنها تختلف من منطقة لأخرى فعند اقتراب حلول شهر رمضان تقوم ربات البيوت بتجديد مستلزمات المطبخ، وتنظيف المنزل وتبدأ ربات البيوت في تحضير مختلف أنواع التوابل التي تعطي النكهة الخاصة لكل الأطباق الجزائرية، إضافة للحوم البيضاء والحمراء، والخضر، وبقية لوازم ترتيب مائدة الإفطار. كما تقام للأطفال، الذين يصومون لأول مرة، احتفالات خاصة، حيث يجري إعداد مشروب خاص يتم تحضيره بالماء والسكر والليمون مع وضعه في إناء بداخله خاتم من ذهب أو فضة.
يجمع وقت الإفطار أفراد العائلة الجزائرية حول مائدة واحدة، وتتميز مائدة الإفطار بأصناف مختلفة تتفنَّن الجزائريات في إعدادها وتنويعها، وتنسيقها على أحسن صورة، على أن تتزيَّن بأصناف معلومة تُرافق الصائم طيلة أيام الصيام أما ليلة النصف من الشهر الفضيل، فلها تقاليد خاصة تتكرَّر كل رمضان، بإعداد أصناف معينة من الطعام يتصدَّرها الرقاق – الثَّرِيد – بمَرَق الدجاج ومن أشهر الحلويات التي تزيِّن مائدة ما بعد التراويح: الزلابِيَة، وقلب اللوز، وأصبع القاضي، والقطايف، والمحنشة؛ حيث تتحوَّل المخابز والمحلات الخاصة ببيع مختلف أصناف الحلويات، إلى بيع أنواع بعينها قد لا تجدها في غير رمضان. كما تبدأ الأسر في تحضير حلويات العيد وشراء ملابس العيد للأطفال
رمضان فى المغرب
يحرص المغاربة على إحياء تقاليدهم في شهر رمضان، سواء تعلق الأمر بالأطعمة أو بالملابس. وتشهد الأسواق حركة غير مألوفة، لاسيما في فترة ما بعد العصر التي يشرع فيها الناس في التسوق لمعروضات الحلوى والفطائر التي تبيعها النساء، وتحضر حلوى “الشباكية” ذات المكونات الكثيرة منها اللوز والعسل، على مائدة رمضان المغاربة بجانب أطعمة أخرى كالحريرة (الشوربة)، وفطائر البغرير والمسمن. أما الألبسة التقليدية فتبرز بقوة في الشارع، حبث يرتدى الرجال عباءة “الدراعية”، الواسعة المطرزة عند الصدر، ويكثر النساء من إرتداء الجلباب أما ليلة القدر،فتحيها أسر كثيرة بتظيم ما يشبه العرس المصغر للأطفال احتفالاً بأول يوم صيام. وتكتفي الأسر محدودة الدخل باصطحاب أبنائها إلى محلات لإلتقاط صوراً لهم بألبسة العرسان والعرائس دون تنظيم حفلات قد تكون مكلفة، وتكثر الزيارات بين الأقارب
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى