المرأة الجزائرية تضرب مثالاً للعفة والشرف يشهده لها العدو والتاريخ

د. حاتم العنانى (إعلامى بوكالة أنباء آسيا)


إبان الثورة الجزائرية الكبرى، كان ضمن الجنود – المكلفين بالمداهمات واعتقال المجاهدين والمجاهيدات من أهل الجزائر – أحد الجنود يروى:
” أهم عندما كانوا يصلون إلى قرية أو دشرة تقمن النساء والصبايا بالهروب إلى الاسطبلات ويشرعن بطلى وجوهن وأجسامهن بروث البهائم فيكتسبن رائحة مقززة حتى لا يتمكن الغزاة المحتلين من النيل منهن واغتصابهن.
هذا التصرف جعل من المستعمر يقف عاجزاً أمام هذا السلوك، ويعترف أمام مثل هذا التصرف: أنهن يرضين برمى أنفسهن فى القذارة وروث البهائم أشرف لهن من الوقوع بين أيدى الجلادين المغتصبين” .
عندما أدرك المحتل الفرنسى أبان ثورة الجزائر التحريرية للدور النضالى الفعال التى كانت تقوم به المرأة الجزائرية جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل ابن وطنها، ففكر فى حيلة شيطانية لمنع مشاركة المرأة فى الكفاح والنضال ضد المحتل الغاشم، حيث أمر جنوده وجلاديه باغتصاب كل امرأة وصبية فتلتصق بها تهمة الزنا، وتصبح بذلك عاراً على أهلها وعشيرتها، وعندها يمقتخا قومها ويتبرؤن منها، إلا أن مكرهم باء بالفشل الذريع، وتصدت فحلات وبطلات الجزائر، بأن ألهمهن الله – العلى العظيم – فكرة أن يقومن بالوشم على وجوههن، وبذلك يصبحن جمالهن مشوه بالوشم وغير جذابات، فيعرض عنهن الجلادين، وانقلب بذلك السحر على الساحر، وحافظت المرأة على عفتها وأصبحت مضرباً للشجاعة والجهاد.
اعتبر الوشم دليلاً على عفة المرأة، وعذريتها – إن كانت غير متزوجة – ، وأصبح المجاهدون – إبان الثورة الجزائرية – يميلون أكثر إلى الزواج من المرأة الموشومة، فيتسابقون لخطبتها والزواج منها.
تحملت المرأة الجزائرية، ما لا يتحمله بشر فى وقتنا الحالى، فكتيرات هن فحلات الجزائر اللائى قدمن النفس والنفيس من أجل استقلال الجزائر وأن تعيش حرة أبية.

