الحوار الأسري طوق نجاة بقلم الاعلامية / د هاله فؤاد
الحوار الأسري طوق نجاة بقلم الاعلامية / د هاله فؤاد

الحوار الأسري طوق نجاة
بقلم الاعلامية / د هاله فؤاد
الأسرة هي اللبنة الأساسية لبناء المجتمعات فاذا صلحت صلح المجتمع واذا فسدت فسد المجتمع . ولذلك يجب الاهتمام بأفراد الأسرة والعمل على تنشئتهم نشأة دينية سليمة ، ورعايتهم الرعاية السليمة من حيث التعليم والثقافة ، وزرع أسس المعاملات الصحيحة ، والتحلي بالقيم والمبادئ والأخلاق .
ولكي نصل إلى أسرة ناجحة يجب أن تسود روح التعاون بين أفراد الأسرة وأن يتبادلوا الحب بينهم والاهتمام أيضا . وكذلك المرونة بين أفراد العائلة ضرورية جدا ، وأهم عنصر في نجاح أي أسرة هو التفاهم والتواصل فيما بينهم ، ولايوجد تواصل ولاتفاهم بدون حوار .
مفهوم وأهمية الحوار :
يعرف الحوار بأنه محادثة لفظية تتم بين شخصين أو أكثر ، يتم خلالها تبادل الآراء والمشاورات والمناقشات والأفكار . والحوار لكي يكون ناجحا يجب أن يتحلى المتحدثون بالصبر والاصغاء والاحترام وتقبل الآخر ، مع الايمان بأن الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية .
إن الحوار له أهمية كبرى في حياتنا ، لأنه السبيل الوحيد للتواصل والتفاهم بين الناس ، وكذلك وسيلة للتعارف والتآلف .
الحوار يحقق التماسك بين أفراد المجتمع ، ويبني جسور التواصل والتعاون بينهم ، كما يعمل على تقريب وجهات النظر بين الأفراد.
الحوار الأسري وأهميته :
تعتبر الأسرة صورة مصغرة للمجتمع تتألف من الأم والأب والأبناء يعيشون معا كما يقال تحت سقف واحد ، فاذا لم يكن هناك حوار بينهم يعبرون فيه عن آمالهم وأحلامهم وطموحاتهم ، بل أيضا مشاكلهم وآلامهم ، وكان الصمت هو المسيطر فسنجد أسرة تعيسة يعيش فيها كل فرد حياته وعالمه الخاص الذي يعيش فيه بمفرده بمنأى عن الأخرين ، وفجأة يحدث الانفجار ، فهناك الضغوط الكامنة في نفس كل فرد لا يخرجها ولايعبر عنها فتتراكم وتتراكم حتى يحدث الانفجار .
ولذلك الحل الوحيد هو الحوار بين أفراد العائلة يتبادلون الآراء ويعرضون مشاكلهم ومشاورة بعضهم البعض حول الحلول المختلفة
وبذلك يسود الحب والتفاهم والمودة ، وبناء أسرة متماسكة مترابطة وقوية ، وبالتالي يكون هناك مجتمعا صالحا متماسكا وقويا .
ولكن ماهي أسباب إنعدام الحوار أووجود الصمت الأسري ؟
إن الصمت الأسري شبح مخيف يهدد تماسك الأسرة وترابطها ، وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك منها :
التكنولوجيا التي أعتبرها أهم سبب وراء الصمت الأسري ، فالمشهد الأسري اليوم تقريبا واحد في معظم الأسر ، تجد كل فرد ممسكا بالموبايل يعيش في عالمه الافتراضي الخاص ،الذي فيه يتكلم ويتحاور مع أناس لايعرفهم ، تاركا أفراد أسرته الأولى بالمناقشة والتحاور .
الظروف الاقتصادية وما تحملها من أعباء البحث عن لقمة العيش التي تترك الفرد غير قادر على الكلام أصلا ، واذا تكلم فسوف تكون العصبية هي سيدة الموقف ، ويكون الصمت هو الخيار الأفضل .
ومن أسباب الصمت الزواجي أيضا الانجاب الكثير ، تعدد الزوجات مع عدم وجود العدالة .
دكتاتورية بعض الآباء والأمهات التي تجعلهم يرفضون الحوار مع الأبناء اعتقادا منهم بأن هم من يملكون القرار لأنهم الأكثر خبرة .
علاج الصمت الزواجي :
التعبير عن مشاعر الحب والموده بحلو الكلام ،الاحترام المتبادل بين الزوجين وبين أفراد الأسرة جميعا، البحث عن هواية مشتركة ، قراءة كتاب ومناقشتة ، مشاهدة فيلم أو مسلسل هادف يناقش قضية مجتمعية هامة وتبادل الآراء حوله ، تعزيز ثقافة التواصل والحوار بين أفراد الأسرة .
تجنب العصبية في المناقشة الذي يجعل الطرف الأخر يفضل الصمت ،فالحوار الهادئ يؤدي إلى نتائج مثمرة .
إن الحوار بين أفراد الأسرة يؤدي إلي آستقرارها ، والاستقرار الأسري يمنح أفراد الأسرة الأمان والطمأنينة ، ويحمي الأبناء من الانحراف والتشرد والوقوع في براثن الادمان .