أنا وهو وأنتم. قصة قصيرة . بقلم: محمود أحمد على

موت أخي ومجموعة من زملائه المجندين، الذين استُشهدوا في إحدى الكمائن بسيناء، على ايدى مجموعة من الخونة، دفعني دفعًا إلى أن أكتب قصة قصيرة، لكي أرد بها على هؤلاء الخونة المرتزقة..
أقسم أنني كنت أبكي
قبل
وأثناء
وبعد وضع كلماتي على الورق..
جسد أخي وزملاؤه لم أستطع نسيانه؛ من هول ما حدث لهم..
انتهيتُ من كتابتها..
وضعتُ قلمي أمامي فوق قصتي، كما يضع الجندي سلاحه أمامه عند صلاة كل فرض..
رحتُ أجفف عرقي..
وأمسح دموعي الساخنة..
وكعادتي أكتب القصة أولاً، ثم أبحث عن عنوانًا لها، فما يدفعني لكتابة قصة قصيرة، هو موضوعها، وليس عنوانها كما يفعل البعض..
وكما عانيتُ أثناء كتابة قصتي، عانيتُ أيضًا في البحث عن عنوانًا مناسبًا جدًا.. جدًا لها..
أخيرًا.. وجدته..
عل الفور وضعته بين قوسين..
( شهيد تحت طلب الوطن)
أرادتُ أن أنشرها عبر الفيس؛ ليس من أجل أن يعجب
أصدقائي بها، ولكن كان المقصود من نشرها أن يترحموا على موتانا من شهداء الوطن..
على الفور قمتُ بنشرها..
تركتُ الفيس مفتوحًا، وقمتُ لأصلي ركعتين ترحمًا عليهم..
ولأول مرة رحتُ أنتظر ردود فعل قصتي على أصدقائي الذين قاربوا على خمسة ألاف صديق وصديقه..
في اللحظة التي نشرتُ فيها قصتي، كان إحدى تجار الترمادول_ بل وأشهرهم_ صاحب صيدلية السعادة، كان قد نشر فوق قصتي تمامًا صورته، وأسفل منها عبارة:
( صباح المزاج والفرفشه)
عجبًا..
ألاف الأصدقاء راحوا يعلقون على كلماته المفرفشه، ومازالت التعليقات تتوالي..
لم يعلق أحدًا من أصدقائي على قصتي..
وجدتني أتساءل في ذهول:
ربما أنني لم أنشرها؛ رغم أنني أراها جيدًا..!!!
على الفور قمتُ بنشرها مرة ثانية..
عجبًا..
لم تزل التعليقات تتوالي على صاحب المنشور الذي سبقني، ورغم هذا لم أزل انتظر.
