لا للهيمنة الذكورية بقلم الاعلامية / د هاله فؤاد
لا للهيمنة الذكورية بقلم الاعلامية / د هاله فؤاد

لا للهيمنة الذكورية
بقلم الاعلامية / د هاله فؤاد
إن المرأة عانت ولا تزال من الهيمنة الذكورية من سيطرة وتمييز ونظرة دونية تحط من شأنها وكرامتها .
وبرغم كل الشعارات التي تزعم أن المرأة حصلت على حقوقها في المساواة بينها وبين الرجل ، لانجد هذا على أرض الواقع .
فنجد الكثير من الرجال يرفض مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة ، وأن هذا ضد الطبيعة وضد الأديان . متجاهلين أو متناسيين أو جاهلين بأن المجتمع قديما كان مجتمعا أموميا . فقد كانت الأنثى هي أساس المجتمع وينظر إليها الرجل نظرة الاجلال والتعظيم بصفتها رمز الخصوبة والنماء .
إن النظام العائلي عند العرب القدامى كان يقوم على النظام الأمومي بمعنى أن الأم هي وحدة الأسرة ومركزها ، وعامود البيت ، بل إن بعض العشائر والقبائل كانت تنسب الأولاد للمرأة لا للرجل ، كبني خندف ، وبني رقية وغيرهم .
حتى أنه نسب بعض زعمائهم لأمهاتهم فخرا بهن مثل المنذر بن ماء السماء ، والملك عمرو بن هند .
وقد كانت المرأة ملكة ، وقائدة ، فنجد شقيلة : كانت أرملة ملك الأنباط في الأردن حاليا ، مالك الثاني ، وأم خلفه رب إيل الثاني ، والذي ترك الحكم لكل من أمه شقيلة وزوجته جميله ، كما أظهر إحترامه لكفاءة زوجته بأن ضرب صورتها على العملة النبطية ، وكان الأنباط يضربون أحيانا صور زوجاتهن على العملات .
وهاهي تلخانوكاهنة قبائل عريبي التي تولت زعامة قومها في مواجهة الأشوريين الذين إجتاحوا الشام وشمال الجزيرة .
وأكبر نموذج للنظام الأمومي هو المرأة الفرعونية:
كان لها الحق في الورث ، وكان الأطفال ينتسبون لأمهاتهم ، وكان الزوج يكتب كل مايملك من عقارات لزوجته ، كما كانت القوامة للمرأة على زوجها لاللرجل على زوجته ، وعلى الزوج أن يكون مطيعا لزوجته في جميع الأمور، وأكثر من ذلك كانوا يعتقدون أن المرأة أكثر كمالا من الرجل ، وكان من حق المرأة أن تتولى الحكم .
بدأ المجتمع الذكوري أو الأبوي الذي يتميز بسيادة الذكر (الأب) وتبعية النساء والذرية له . ولايقتصر النظام الأبوي على سيطرة الأب فقط ولكن يمتد إلى سيطرة الأخ حتى لو كان أصغر سنا من أخته ، فهذا الحاكم بأمر الله يتولى الحكم وهو الأخ الأصغر لست الملك لا لشئ الا أنه ذكر ، بالرغم من رجاحة عقل ست الملك التي يشهد لها الجميع . وشجر الدر التي أجبرت على الزواج لتأتي برجل يحكم لأن الرجال لاتقبل أن تتولى الحكم عليهم إمرأة .
بدأت نشأة المجتمع الأبوي ومعه الهيمنة الذكورية حينما علم الرجل بأنه عنصر مشارك في الانجاب وليست المرأة فقط هي المسيطرة ، فبدأيبحث عما يسيطر به عليها فلم يجد سوى قوته العضلية للتباهي بها .ووفقا لاحدى المدارس الفكرية ، يرجح أن النظام الأبوي ظهر منذ حوالي 12000 عام مع ظهور الزراعة وبناء المساكن وحاجة الناس في الاستقرار .
كانت هذه المجتمعات الصغيرة بحاجة إلى موارد غذائية بشكل مستمر وإلى من يدافع عنها ضد الحيوانات المفترسة ، لذا أصبح الذكور الأقوى جسديا يمارسون هذا الدور ، وصارت الممتلكات تورث في سلالة الذكور ، وقلت إستقلالية النساء ، وظهرت التبعية بسبب حاجة الاناث إلى الحماية والغذاء .
ومنذ ذلك الوقت لايألو الرجل جهدا في السيطرة على المرأة والحط من شأنها وكأنه إنتقاما منها للنظام الأمومي في الفترات الماضية
فهي عند الاغريق شجرة مسمومة ،وكانت محتقرة مهانة حتى سموها رجس من عمل الشيطان .
يقول أرسطو عن المرأة :
إن الطبيعة لم تزود المرأة بأي إستعداد عقلي يعتد به ، وقال أن المرأة رجل غير كامل ، وقد تركتها الطبيعة في الدرك الأسفل من سلم الخليقة .
وأن الرجل أعلى منزلة من المرأة .
أما المرأة عند الرومان :
إعتبرت المرأة عند الرومان متاعا مملوكا للرجل وسلعة من السلع الرخيصة يتصرف الرجل فيها كيف يشاء ، وكان يعتبرها الرجال شرا لابد من إجتنابه وأنها مخلوقة للمتعة .
يقول جايوس :
( توجب عاداتنا على النساء الرشيدات أن يبقين تحت الوصاية لخفة عقولهن ) .
اذا نظرنا إلى هذه الأراء نجدها لاتختلف عن نظرة السلفية للمرأة وهذا شرحه يطول ولذلك سأسرد له مقالا منفردا.
الأمثال الشعبية أسلوب لنشرثقافة دونية المرأة :
_ ولما قالوا ده ولد اتشد ضهري واتسند ، ولما قالوا دي بنية هدوا الحيطة عليا .
_ شاوروهن وخالفوا شورهن
ضل راجل ولاضل حيطة
من ملك إمرأة فقد ملك ثعبانا
ان ماتت أختك إنستر عرضك
صوت حية ولاصوت بنية
عار النسا باقي
بارك الله بالدابة السريعة والمرأة المطيعة
وها هنا هذا المثل الذي يدعو للعنف ضد المرأة : إكسر للمرأة ضلع يطلع لها ٢٤
لاتدخل على المرأة الا والعصا معك ، البنت مثل مدقة الباب مين ماكان بيدقها ، المرأة مثل السجادة كل فترة بدها نفض ، البنات ياتسترهن ياتقبرهن ، العار ما بنغسل الا بالدم .
هذه الأمثال الشعبية التي تحط من شأن المرأة وتساعد على نشر العنف ضدها ، نشره الاستعمار لأنه وجد المرأة ذات سلطة وكانت لها مكانة كبيرة وكانت قوية ، فلكي يسيطر على الشعب كان لابد من كسر أقوى عنصر فيه وهو المرأة .
وفعلا نجح الاستعمار في غرس هذه الصورة الذهنية البشعة عن المرأة ، والتي لاتزال تعاني منها حتى الآن ، على الرغم من التقدم الحضاري والتطور الذي شمل كل شيء في حياتنا ، الاهذه النظرة الدونية ظلت راسخة في عقول وضمائر الرجال .
الضحية والجلاد:
وللأسف ليس الرجل وحده هو من كرس لهذه الصوؤة القميئة للمرأة ، بل هي ساعدت في ذلك أيضا ، فخنعت وخضعت واستسلمت لجبروت الرجل ، صحيح أنه قامت بعض السيدات الفضليات بحركات نسوية تدعو لتحرر المرأة من سيطرة الرجل والهيمنة الذكورية ، بمساعدة بعض الرجال المستنيرين الذين رفضوا هذا الظلم الواقع على المرأة الذي رسخت له العادات والتقاليد البالية ، والتراث الشعبي ، وفتاوى بعض رجال الدين .
من أمثال هؤلاء الرجال قاسم أمين ،الامام محمد عبده ، الامام رفاعةالطهطاوي .
الذين لم يألوا جهدا في الدفاع عن المرأة ومحاولة تحريرها من القيودالتي فرضت عليها . ولكن للأسف حتى الآن النظرة الدونية للمرأة مازالت موجودة وذلك لوجود عوامل جامدة مثل الصخر عاصية على الكسر أو حتى اللين مثل التنشئة الاجتماعية ، والاعلام ، وفتاوى بعض الشيوخ الذين يفسرون الدين بطريقة خاطئة .
سافرد مقال خاص بكل نقطة من هذه النقاط .
عزيزتي المرأة :
إن الله تعالى خلقك وكرمك مثل الرجل تماما .
قال الله تعالى :
( كرمنا بني آدم )
ولم يقل سبحانه كرمنا الرجال فقط فبني آدم تشمل الرجال والنساء.
وقال الله تعالى :
( يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير ) .
صدق الله تعالى
كلام الله تعالى لعموم الناس نساء ورجال .
فلاتخضعن ولاتستسلمن ولاتقبلن الاهانة ولا السيطرة والعبودية فقد خلقكم الله تعالى أحرارا .