أحد أهم المشروعات القومية..تطوير مسار العائلة المقدسة بوادي النطرون

أكد محافظ البحيرة أن تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة بمدينة وادي النطرون يعد من المشروعات القومية المهمة التي توليها المحافظة اهتماما بالغا وهو ضمن خطط التنمية المستدامة التي يرعاها الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وذلك من خلال تطوير ورفع كفاءة المنطقة المحيطة بها وإضفاء مظهر تراثي وجمالي عليها بما يليق بمسار العائلة المقدسة لتكون مؤهلة لاستقبال الوفود السياحية من كل دول العالم وتوفير كل سبل الراحة لهم، فضلا عن استغلال هذا الأثر العظيم في جذب السياحة وتعظيم الموارد الاقتصادية والتنموية للمحافظة بجانب توفير فرص عمل للشباب.

أكبر المسارات الدينية في العالم

وقال محافظ البحيرة أن مسار العائلة المقدسة يعد من أكبر المسارات الدينية في العالم، كما أن رحلة العائلة المقدسة تحمل الخير لمصر، وهناك ملايين السياح بدول العالم يرغبون في زيارة هذا المسار الذى يبلغ 3500 كم  وقضاء أوقات طويلة فيه باعتبار تلك الرحلة تعد رحلة روحانية وتثقيفية وعلاجية ودينية، لافتا إلى أنه يقع جزء من المسار بوادي النطرون بطول 26 كم والذى شهد اعمال تطوير بتكلفة إجمالية 76 مليون جنية، بتمويل ذاتي من المحافظة ودعم من وزارة السياحة، وقد شملت أعمال التطوير البوابة الرئيسية لمدخل مدينة وادى النطرون وتركيب اللوحات الإرشادية والبانرات وأعمال الرصف والتى تم تنفيذها بنسبة 100 %  وقد تم رصف وتوسعة عدد 4 طرق بطول 26 كم وبتكلفة 44 مليون جنيه وهى رصف وتوسعة طريق الأنبا بيشوى بطول 1.5 كم وبتكلفة 3.4 مليون جنية ورصف وتوسعة طريق بيت الوادى بطول 1.2 كم وبتكلفة 2.2 مليون جنية ورصف وازدواج طريق دير البراموس بطول 6 كم وبتكلفة 19 مليون جنيه، كما تم رصف باقى الطريق الدائرى بطول 18 كم وبتكلفة 19.4 مليون جنيه

الطريق الدائري لمسار العائلة المقدسة

وأضاف المحافظ إلى أنه تم تنفيذ أعمال الإنارة والتى تشمل 2 طريق بطول 24 كم وبتكلفة 26.2 مليون جنية والخاصة بتنفيذ الطريق الدائرى؛ حيث تم توريد وتركيب عدد 9 محولات جهد متوسط لاستيعاب الأحمال الجديدة للإنارة وكذا تركيب 1081 كشاف و462 عمود مزدوج و157 عمود مفرد وتم الانتهاء من كافة أعمال الانارة بنسبة 100%، كما تم زراعة النخيل بالمسار بعدد 2 طريق بطول 26 كم وبتكلفة 3.6 مليون جنية حيث سيتم زراعة 1200 نخلة مثمرة وتم الانتهاء من زراعة 600 منهم بنسبة 50%، كما تم الانتهاء من أعمال تنفيذ ووضع اللوحات الإشادية والتى شملت تركيب 31 لوحة إرشادية وبانر على الطريق بتكلفة 2.2 مليون جنيه.

مباركة بابا الفاتيكان لمسار العائلة المقدسة

وأكدت الدكتورة نهال بلبع نائب محافظ البحيرة، أن المحافظة شهدت منذ مباركة بابا الفاتيكان لمسار العائلة المقدسة كمقصد لرحلات الحج المسيحى، حالة من النشاط المكثف وإجراءات غير مسبوقة وتحركات فى كل الإتجاهات لاستقبال آلاف الحجيج من أخواتنا المسيحيين لأداء شعائرهم الدينية.

وأشارت إلى أن مصر تحتضن على أرضها العديد من المعابد والأديرة والكنائس والكهوف التاريخية الفريدة مما يمثل دعوة ألباب الحجيج الكاثوليك حول العالم البالغ عددهم نحو مليارى نسمة، ودفع الحركة السياحية باعتبار ان مدينة وادى النطرون أبرز الأماكن الروحية الذى باركته السيدة العذراء واكتسب صفة التقديس فى المسيحية.

وأوضحت “بلبع” أن محافظ البحيرة يولي اهتماما بالغا بالأماكن الدينية والتي تشمل المقدسات الإسلامية والمسيحية على السواء للحفاظ على قدسيتها فضلا عن تشجيع السياحة وعمل رحلات بالجامعات ومراكز الشباب لزيارة المعابد والكنائس والمساجد والتعريف بهذه الأماكن التاريخية المهمة التي تعد من أبرز معالم المحافظة منوه بأن البحيرة تزخر بآثار فرعونية وقبطية وإسلامية.

وادي النطرون عنصر جذب سياحي

وكشفت الدكتورة نهال بلبع عن أن أرض وادى النطرون تمثل بمساراتها ومزاراتها ومواقعها المذهلة عنصر جذب سياحى شديد التميز لا تنافس مصر فيه أى دولة كأول تجمع رهبانى مسيحى يعود للقرن الرابع الميلادى على يد الأنبا مقار الكبير الذي أنشأ دير مقار بجانب ثلاثة أديرة أخرى وهي الأنبا بيشوى والبراموس والسريان، وأضافت إلى أن المنطقة تحوي نحو 700 دير في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادى لذلك تعد من أهم المناطق المكرمة بالنسبة لأتباع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وأكد اللواء محمد بدر سكرتير عام المساعد بالمحافظة أن أديرة وادى النطرون هى أساس الرهبنة ومنها انتشرت إلى جميع دول العالم ما يتطلب تعزيز ملف وضع أديرة وادى النطرون على قائمة التراث العالمى برصد التراث اللامادى للمنطقة ذات الطابع الأثرى، وأضاف أن المحافظة قد استقبلت فى الآونة الأخيرة وفدا من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” لمناقشة ودراسة وبحث للطلب الذى تقدم به  الدكتور خالد عنانى وزير السياحة لليونسكو لتسجيل أديرة وادى النطرون على قائمة التراث العالمى لأنها تعد أقدم الأديرة فى المنطقة وأحد المحطات الهامة فى رحلة العائلة المقدسة فى مصر ومزار لملايين من السياح لاسيما أنها مكان دفن الأنبا بيشوى الذى توفى فى القرن الرابع الميلادى والبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية السابق.

وأشار “بدر” إلى أن وضع أديرة وادى النطرون على الخريطة السياحية العالمية سوف يحقق عائدا اقتصاديا وأستثماريا كبير على المحافظة بشكل خاص وعلى مصر بشكل عام، هذا بالإضافة إلى إيجاد فرص عمل للشباب، لافتا إلى أن أزمة وباء كورونا وما نتج عنه عالميا هو من آخر توافد الحجيج من الأقباط من جميع أنحاء دول العالم لمدينة وادى النطرون.

 5 محطات رئيسية وطئت أقدام العائلة المقدسة

وقالت الدكتورة أمانى سلامة مدير أدارة السياحة بالمحافظة إن السائحين سيبدأون رحلتهم التى ستشمل 5 محطات رئيسية وطئت أقدام العائلة المقدسة عليها فى مقدمتها بحيرة نبع الحمراء وهى منخفض وادى النطرون شديدة الملوحة ورغم ذلك ينبع من وسطها عين شديدة العذوبة وذات قدرة على شفاء بعض الأمراض الجلدية وتعود أهميتها عند مرور السيد المسيح والسيدة العذراء ويوسف النجار بالوادى المعروف عنه عدم وجود أى عيون مياه عذبة به إلا على بعد 90 كليو مترا عندما عطش السيد المسيح ودخلت العذراء وأخذت منها المياه ليشرب منها المسيح فتتحول إلى مياه عذبة لتتدفق منها بارتفاع متر ونصف المتر عن سطح المياه العادية.

والنقطة الثانية دير الأنبا مقار الذى ينسب إلى مقار الكبير وهو تلميذ الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة ويضم 7 كنائس وملحقا به متحف ومكتبة بها مخطوطات نادرة ويمثل صرحا دينيا ويوصى الرهبان بزيارته كمركز للتبرك ويأتى دير الانبا بيشوى ضمن محطتهم الثالثة وهو أكبر الأديرة الأربعة وتم إنشاؤه اواخر القرن الرابع الميلادى وبه 5 كنائس أكبرها كنيسة الأنبا بيشوى وهى أكبر كنائس الوادى ويحتوى على المائدة الأثرية وبئر الشهداء ويعتبر من أهم الأماكن التى سار المسيح عليها وهى جاذبة للعالم المسيحى بأكمله باعتبار تربة هذا المكان الطاهر أرضا للصالحين والمحطة الرابعة دير العذراء وهو أصغر الأديرة على الإطلاق ويقع بين دير الأنبا مقار والبراموس وأسس على يد سوريون فى القرن السادس الميلادى ويحتوى على أربع كنائس وحصن ومقرا للضيافة ويشتهر الدير بوجود القلاية الأصلية التى كان يعتكف بها الأنبا بيشوى والذى ارتبط باسم القديسة مريم المصرية.

وينهون رحلتهم بزيارة دير البراموس الذى ينسب إلى السيدة العذراء ويعرف بدير الروم لوجود مغارة أولاد الملوك ويرجع تأسيسه إلى القرن السادس عشر الميلادى ويضم خمس كنائس أثرية ومكتبة تحتوى على مئات المخطوطات بلغات شتى ويمتلئ بمشاعر متفردة من التوبة والرحمة القديسة مريم حيث ارتبط عقلها ووجدانها بهذا المكان وذلك بطلب من “البتول” التى أوصت بزيارته طلبا للراحة والتوبة والسلام الداخلى والانسجام مع الذات ولخدمة روحها وتكريس أبديتها على ترابه الطهور.

توفير آلاف فرص العمل

وأوضح الدكتور عبدالحميد السيد نائب رئيس جامعة دمنهور، أن الانتهاء من تطوير مسار العائلة المقدسة والبدء فى استقبال الوفود السياحية من جميع دول العالم، أمرا هاما  لما له من عوائد وفوائد ضخمة تعود على الاقتصاد المصرى بشكل عام ومحافظة البحيرة بشكل خاص، فمن أهمها تنشيط السياحة وخاصة السياحة الدينية وتوفير آلالاف من فرص العمل الجديدة للشباب من الجنسين، الامر الذى يساهم فى خفض البطالة.

وأكد الدكتور عبدالحميد أن قطاع السياحة يُعتبر في غاية الأهمية بالنسبة لأي دولة، لما له من تأثير إيجابي في بناء الاقتصاد والنهوض به، لذا تُعدّ السياحة في مصر من المصادر الأساسية للدخل القومي، بالإضافة إلى أنّها من أهم عوامل التنمية والازدهار في الدولة، وذلك لدورها في كسب العملات الأجنبيّة الصعبة التى ينفقها السياح الأجانب خلال رحلتهم، هذا بخلاف تعزيز الروابط السياسية بين الدول وبعضها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى