كل شيئ هالك إلا وجهه =للكاتبة فوزية أبو ذكرى

( كل شيئ هالك إلا وجهه
له الحكم وإليه ترجعون )
في مشهد الجنازات ودفن الميت
ينتابني الفزع من لحظة إغلاق القبر
وتسارع الناس وترك ميتهم !
في أعلى القبر أحدهم يبكي ..
والآخر حزين ..
وآخر هناك لا يبالي ..!
وفي داخل القبر أحدهم يقول :
ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ..
وآخر يقول : هاه هاه لا أدري !
في الأعلى يُحكمون إغلاق القبر من هنا ومن هناك وكأنهم يخشون خروجه !
وفي داخل القبر أحدهم يقول :
رب أقم الساعة، وأحدهم ينادي :
رب ارجعونِ لعلي أعمل صالحا فيما تركت.
في الأعلى يتأفف أحدهم من التراب، وترهقه حرارة الشمس،
ويمل من طول الدعاء
وفي داخل القبر لا يملك أحدهم
إلا مترين في شبرين
وقطعة قماش، وعمله، ودعوات صالحات.
في الأعلى لا
تكاد تمضي ربع ساعة إلا وقد فرغ المكان وساد السكون،
وخيم الصمت ورحل الزوار!
وفي الداخل ضجيج!
أحدهم يُنعّم ويرى مقعده من الجنة .. وآخر يصرخ من ضيق المكان وظلمته ومن الهول والفزع.
في الأعلى أناس قد انتقلوا من بيت مكيف، لمسجد مكيف، بسيارة مكيفة، ويتعجلون الرحيل من الحرّ!
وفي داخل القبر يسمعون قرع نعال أحبتهم وهم يغادرون،
احدهم في سعة ولطف ورحمة،
وآخر في ضيق وحر ونكد.
أفي النعيم المقيم نحيا،
أم في العذاب نشقى؟
“لمثل هذا فليعمل العاملون”
(لا نجاة من الموت )
*فاللهم احسن خاتمتنا
بأحب الاعمال إليك
واصرف عنا ميتة السوء
ولا تأخذنا الا وانت راضٍ عنا
يا ارحم الراحمين
نسألك توبة قبل الموت
وراحة عند الموت
ومغفرة بعد الموت
وعفوا عند الحساب
وأماناً من العذاب
ونصيباً من الجنة
آمين يارب العالمين
وصلى الله على حاتم النبيين
والمرسلين وسلموا تسليماً
مع تحياتى . فوزية أبو ذكرى