في ذكرى 30 يونيو.. كيف طور الأزهر الأكاديمية العالمية لتدريب الأئمة لتكون حصن أمان ودرعًا واقية ضد التطرف؟

أوقات عصيبة مرت على وطننا الغالي مصر شهدت خلالها دخول الأفكار المتشددة من بعض الجماعات المتطرفة التى فتحت لها جماعة الإخوان خلال وجودها فى الحكم طريقا لمحاولة استقطاب شبابنا نحو فكرها المتطرف الذي يخدم مصالحها الخاصة.

وقد دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ضرورة مواجهة هذه التيارات المتشددة حماية لمصر ولشبابها.

من جانبه، حرص الأزهر بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على الوقوف في صف البلاد داعما للقيادة السياسية وسعيها للحفاظ على أمن وسلامة الوطن، وفى سبيل ذلك حرص الأزهر على تطوير أكاديميته العالمية التي تعمل على تدريب الأئمة والوعاظ داخل مصر وخارجها، ليقدموا توعوية كاملة ضد هؤلاء الجماعات، فعمل على إعداد برامج متميزة ومكثفة ومتنوعة تعمل على تطوير مهارات الأئمة وتمكنهم من مواجهة الأفكار المشددة من خلال مناهج وسطية استهدفت تزويد الأئمة والدعاة بمعارف ومصطلحات دعوية تجمع بين الأصالة والمعاصرة؛ تمكنهم من إجراءات النقاشات العلمية المنضبطة، وتفنيد الأفكار المغلوطة، وإظهار الصورة الحقيقية النقية للإسلام، فضلًا عن الارتقاء بمهاراتهم الفكرية والثقافية من خلال الوسائل والأساليب الحديثة، بما يتناسب مع التطور العلمي والتكنولوجي المعاصر.

نظمت الأكاديمية خلال السنوات الثماني السابقة المئات من الدورات التدريبية في مجالات متنوعة، وتم تدريب آلاف الأئمة والوعاظ المصريين والوافدين على مستوى العالم من جنسيات متعددة من قارة آسيا وإفريقيا وأوربا وأستراليا ، بنظام التعليم المباشر أو عن بعد (on line)، ومن أهم هذه الدورات “إعداد الداعية المعاصر”، واشتملت على عدد من القضايا المتنوعة، ما بين قضايا عقائدية وفقهية وفكرية وتربوية واقتصادية وطبية وسلوكية، فضلاً عن “برنامج تأهيلي للدعاة الوافدين”، لتمكينهم من الإلمام بأحكام الفقه الإسلامي، ودراسة التاريخ والحضارة الإسلامية، وإتقان أساليب الدعوة الإسلامية وفن التواصل مع الجماهير، والرد على الشبهات المثارة.

ودعمًا للقضية الفلسطينية التي تعد في صدارة اهتمام الأزهر وأولوياته؛ فقد نظمت الأكاديمية الكثير من الدورات استهدفت من خلالها تعريف الأئمة والوعاظ بتاريخ القدس والقضية الفلسطينية، والتأكيد على هويتها العربية الإسلامية ومكانتها الدينية العالمية، وتفنيد الدعاوى الصهيونية حول القدس وفلسطين، ولم تكتف بذلك، بل نظمت دورات لـ”آليات التعامل مع ذوي الهمم”، استهدفت العمل على تكوين ملكات علمية وفكرية لوعاظ الأزهر، وتنمية مهاراتهم في التعامل مع “ذوي الهمم”، اشتملت على خمسة محاور أساسية تتضمن الجانب (الدعوي، الفقهي، النفسي، الاجتماعي والتربوي، الاتصالي).

وحرصًا من الأزهر على تخريج واعظات قادرات على نشر رسالة الإسلام السمحة، والإلمام بالثقافة الإسلامية في فروعها المختلفة، نظمت الأكاديمية العشرات من الدورات التدريبية للواعظات المصريات، اشتملت على دورات في “منهجية الرد على الشبهات”، لتدريب الواعظات على دحض الشبهات المثارة والرد عليها بالدليل والحكمة والبرهان، ودورات في “التميز الدعوي” لإعداد واعظة قادرة على تصوّر المفاهيم بشكلٍ صحيح، وزيادة الفهم لمقاصد الفقه الشرعي من الأحكام العملية والتفصيلية، والربط بين الفقه كنموذج دعوي تطبيقي، فضلًا عن بيان قيمة المرأة وإظهار دورها في الوعظ والدعوة إلى الله، وغيرها من الدورات التدريبية التي كان الهدف منها التوعية الكاملة للشعوب بمخاطر التطرف والتشدد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى