ثورة 30 يونيو.. الشرطة تقدم أكثر من ألف شهيد و4 آلاف مصاب لاستعادة الوطن

عام واحد من الحكم كان كافيا لجماعة الإخوان الإرهابية لتتمكن من “دق مسمار” في نعش وجودها وسط صفوف المجتمع المصري، وكتابة شهادة وفاتها بعد أن استباحت البلاد والعباد لمصلحة أهداف خاصة وأجندات خارجية، وشوهت هوية وتجانس المجتمع على مر العصور، ليستفيق جموع الشعب المصري بثورة 30 يونيو، تلك الملحمة الشعبية التي كانت البذرة لعودة وطن مسلوب من جماعة إرهابية.

لم يكن خروج جماعة الإخوان الإرهابية من السلطة سهلًا، بل عقدوا العزم على الانتقام وحرق الأخضر واليابس، والتعدي على المنشآت العامة والخاصة، وارتكاب جرائم ضد رجال الأمن والجيش والشعب، وهو ما دفع الرئيس السيسي – حين كان وزيرًا للدفاع حينها، لطلب تفويض من الشعب لمواجهة إرهاب تلك الجماعة والموالين لهم.

ولعبت الشرطة دورًا مؤثرًا في نجاح ثورة 30 يونيو، بعد رفضهم حماية مقار الإخوان، حيث كان من أهم دروس ثورة يناير، أن الشرطة استوعبت ضرورة الانحياز للشعب المصري لأن مهمتها هي توفير الحماية للشعب وليس للنظام، بالإضافة إلى ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والخارجين عن القانون، مما أسهم في تقليل حجم الخسائر التي كانت من الممكن أن تحدث إذا تم دخول هذه العناصر وتلك الأسلحة وسط هذه الأحداث الساخنة.

تحركات رجال الشرطة من ضباط وأفراد ومجندين في الشارع خلال ثورة 30 يونيو، القائمة على احترام الشعب وخدمته بما يحقق مصلحة الأمن، أكسبتهم مرة أخرى ثقة المصريين بتفاعل أفرادها مع الشعب الثائر ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية.

أصبحت الشرطة ملك الشعب بعد ثورة 30  يونيو، وتغيرت عقيدة العمل الأمني بناءً على هذا المبدأ، ودفع رجال الشرطة خلال الأعوام 9 الماضية، فاتورة غالية من أرواحهم، ليستشهد إلى الآن أكثر من ألف شهيد ويسقط أكثر من 4 آلاف مصاب، خلال مواجهات مع الإرهابيين، بالإضافة إلى السيطرة على الأمن في الشارع المصري.

تسعة أعوام من التحدي الأمني، كانت فارقة في بناء واستعادة وطن مسلوب، بعد أن سادت حالة من الفوضى منذ 25 يناير 2011 وحتى اندلاع ثورة 30  يونيو، أكثر المتفائلين ما كان يتوقع أن يتم استعادة الأمن وإعادة الانضابط في الشارع المصري قبل مرور عقد من الزمان وبأعداد كثيرة من الأرواح والدماء، ولكنها بفضل عرق وجهد الجيش والشرطة المصرية تحققت المعجزة.

نجح رجال الأمن، في تجفيف منابع الإرهاب باصطياد وتصفية الخلايا والكيانات الإرهابية والأجنحة المسلحة لجماعة الإخوان، أمثال “حسم وأجناد مصر وأنصار بيت المقدس ولواء الثورة” وغيرها من الكيانات الإرهابية، وتمكنت من تصفية أكثر من ألف بؤرة إرهابية والقبض على نحو 20 ألفا من العناصر التكفيرية، وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة والعبوات الناسفة.

وتمكنت أجهزة وزارة الداخلية من ضبط العديد من الجرائم في مجال الأمن العام، من خطف وسرقة وسطو مسلح وقتل وبلطجة، والتصدي للعناصر المسلحة، والتعامل مع العناصر الإرهابية، وحصار الإرهابيين على الإنترنت، وشن حروب إلكترونية ضدهم.

قامت وزارة الداخلية بتطوير برامجها لمراقبة صفحات العناصر الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي وتتبعها، وتدعيم الضباط وقطاعات مباحث الإنترنت والأمن الوطني والتوثيق والمعلومات بأجهزة تكنولوجية حديثة، وإغلاق آلاف الصفحات التي يديرها عناصر إرهابية من داخل البلاد وخارجها، مع ضبط القائمين على الصفحات التحريضية.

تم رصد العديد من الكيانات والمؤسسات الاقتصادية الداعمة لتلك التنظيمات واتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهتها، الأمر الذي أدى إلى تراجع الحوادث الإرهابية.

تصدت الوزارة لظاهرة انتشار الأسلحة غير المرخصة، بالإضافة إلى ضبط ورش لتصنيع الأسلحة النارية، مع إغلاق المنافذ الحدودية بالتعاون مع رجال القوات المسلحة أمام مهربي الأسلحة والمتفجرات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى