القس لوقا فايز سناده يكتب عن” الأبدية”

كثيرا ما ننشغل فى هذه الحياه ونندمج في مشاكلها وتاخذنا احتياجات الدنيا ومتطلباتها وندوب في همومها ونندمج في اطراحها وافراحها ونضع الخطط والبرامج ونرتب الملفات والمشاريع التي من شأنها أن تساعد على النمو والتقدم والازدهار وننسى أننا راحلون قريبا وان خصم النقاط من حياتنا يسير لحظه بلحظه للاسف تنتقص اعمارنا بالسالب وتاخذنا الحياه لننسى الابديه
+يحكي أن امرأة فقيرة كانت تحمل ابنها ،مرت في طريقها بالقرب من كهف فسمعت صوتا آتيا من أغوار الكهف يقول لها “ادخلي وخذي كل ماترغبين ولكن لا تنسي الاساس والجوهر فبعد خروجك من الكهف سيغلق الباب الى الابد ….انتهزي الفرصة ولكن خذي حذرك من عدم نسيان ماهو الاساس و الاهم لك
وما ان دخلت المراة حتى بهرتها الوان الجواهر ولمعان الذهب …فوضعت ابنها جانبا وبدات تلتقط الذهب والجواهر وراحت تملا جيوبها بالذهب وهي مذهولة ..راحت تحلم بالمستقبل اللامع الذي ينتظرها ..وعاد الصوت ينبهها انه باقي لك ثمان ثواني …لاتنسي الاساس
وما ان سمعت ان الثواني على وشك ان تمضي ويغلق الباب …فانطلقت باقصى سرعة الى خارج الكهف وبينما جلست تتامل ماحصلت عليه …تذكرت انها نسيت ابنها داخل الكهف وان الباب سيبقى مغلقا الى الابد واحزانها لن تمحوها ماحصلت عليه من الجواهر والذهب
هكذا نحن ايضا يجب ان لا نهتم بكل ماهو زائل بل نضع اعيننا على هدفنا الاسمى
لا تجعلوا اللحظات المؤقته تسرق منكم الأبدية
اعرف من خطط ودبر للتخلص من انسان كان معهم وتخلصوا منه ودبروا له شرا عظيما واختفوا واقسموا انهم لا يعلمون شيئا مكررين قول اخوه يوسف ولطخوا دم خروف بثوبه واتهموا الذءب في قتله واكلوا لحم الخروف وقبله لحم اخيهم بدم بارد وتناسوا الابديه التى سيقف الكل عريانا امام الله ليقدم حسابا عما صنعت يداه ان كانت خيرا ام شرا يوسف رفعه الله وصار عظيم في مصر اما هما فجاعوا وجاؤا الى مصر لينقذهم يوسف لكن انتقام الله رهيب حقا مخوف هو الوقوع بين يدي الله
لا تنسوا الابديه
الوقت قريب