ثورة ٢٣ يوليو علامة بارزة فى تاريخ الوطن بقلم: الإعلامية د.امانى محمود

ثورة 23 يوليو علامة بارزة في تاريخ الوطن ونقطة تحول في مساره الوطني

بقلم:
الاعلامية الدكتورة
أمانى محمود

لم تزل ثورة 23 يوليو تشغل جانب كبير من اهتمام وأحاديث المصريين، باعتبارها أحد أهم الأحداث التي غيرت شكل مصر أيضا كونها ثورة جيش أيدها الشعب فثورة 23 يوليو 1952 تعد نقطة تحول جوهريَّة في التاريخ المصري؛ كما أنها تمثل نموزج لكل الثورات، وحركات التحرر الإقليميَّة ، والعالميَّة.

وتميزت هذه الثورة أنها كانت ثورة بيضاء لم ترق فيها الدماء، نجحت في تغيير وجه التاريخ المصري تمامًا، ثورة الجيش المصري التي نقلت مصر من عهد الملكية الي عهد الجمهورية. ثورة أيدها الشعب المصري بكل قوة، وتفاعل معها ومع ما صدر عن رجالها من قرارات غيرت وجه الأحداث في البلاد.
أطلق على الثورة في البداية «حركة الجيش»،

ثم اشتهرت فيما بعد باسم ثورة 23 يوليو و قد قدمت وجوها وطنية شابة في مصر. وهم ضباط في الجيش المصري وأطلقوا علي أنفسهم (تنظيم الضباط الأحرار)وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار وأصبحت تعرف باسم «مجلس قيادة الثورة»، وكان يتكون من 13 عضواً برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب. وكان اللواء محمد نجيب بمثابة أيقونة ثورة يوليو التى قادها الضباط الأحرار.

وضم تشكيل تنظيم الضباط الأحرار كل من جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وعبد الحكيم عامر، ويوسف صديق، وحسين الشافعي، وصلاح سالم، وجمال سالم، وخالد محيي الدين، وزكريا محيي الدين، وكمال الدين حسين، وعبد اللطيف البغدادي، وعبد المنعم أمين، وحسن إبراهيم.

وبعد نجاح الثورة أذيع البيان الأول للثورة والذي لخص أسباب الثورة وأهدافها وقد فرض الجيش على الملك التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد، ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952، وتم تشكيل مجلس وصاية على العرش وتم ترحيل الملك وأسرته إلى إيطاليا على متن يخته الخاص «المحروسة». فيما كانت إدارة الأمور في يد مجلس قيادة الثورة ، ثم ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في 1953.

وحظيت الثورة بتأييد شعبي جارف من ملايين الفلاحين والعمال وطبقات الشعب العاملة الذين كانوا يعيشون حياة تتسم بالمرارة والمعاناة وعلى أثر نجاح الثورة اتخذ قرار بحل الأحزاب وإلغاء دستور 1923 والالتزام بفترة انتقال حددت بثلاث سنوات يقوم بعدها نظام جمهوري جديد.

وتبنت الثورة فكرة القومية العربية، وساندت الشعوب العربية المحتلة للتخلص من الاستعمار، كما سعت إلى محاربة الاستعمار بكل صوره وأشكاله في أفريقيا وآسيا، وكان لمصر دور رائد في تأسيس جماعة دول عدم الانحياز. وهناك الكثير من الإنجازات التي حققتها ثورة يوليو في العديد من المجالات مثل الإنجازات السياسية كتأميم قناة السويس ، توقيع اتفاقية الجلاء بعد اكثر من سبعين عاما من الاحتلال وبناء حركة قومية عربية . و إنجازات تعليمية و اقتصادية واجتماعية منها علي سبيل المثال: قرارات مجانية التعليم العام ومجانية التعليم العالي. ضاعفت من ميزانية التعليم العالي. إنشاء مراكز البحث العلمي وتطوير المستشفيات التعليمية.

كما تعتبر الثورة العصر الذهبي للطبقة العاملة المطحونة الذين عانوا اشد المعاناة من الظلم وفقدان مبدأ العدالة الاجتماعية . فقضت الثورة على الأقطاع. وقامت بتأميم التجارة والصناعة التي استأثر بها الأجانب. كما ساعدت في إلغاء الطبقات بين الشعب المصري واصبح الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء،حررت الفلاح بإصدار قانون الإصلاح الزراعي.

ما زالت هذه الفترة الأساسية من تاريخ مصر الحديث مادة أساسية من تاريخ العربي ومرجعا ثابتا للحديث عن الدور الرائد للشعب المصري علي مر العصور. فلمصر تاريخ طويل في الثورات أثبت من خلالها الشعب المصري أنه شعب يتميز بالصبر والتريث، وليس شعبًا مسالمًا خانعًا يرضى بالذل، ويصمت على العار والهوان.

وقد حققت مصر فى تلك الفترة معدلات نمو اقتصادى غير مسبوقة ،فقد شهدت تلك الفترة بناء السد العالى و1200 مصنع صناعات إستراتيجية وثقيلة وتحويلية، كما شهدت توسعًا زراعيًا غير مسبوق وأحسن معدلات إنتاج للمحاصيل الزراعية .

كما شهدت تلك الفترة أوسع عملية للحراك الاجتماعى فى مصر عبر مجانية التعليم و تحقيق تكافؤ الفرص بين الأغنياء والفقراء.لا تزال ثورة يوليو تشكل علامة بارزة في تاريخ الوطن ونقطة تحول أساسية في مساره الوطني، بما قدمته من إنجازات مهمة وما أجرته من تحولات جذرية في جميع جوانب الحياة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى