التغيرات المناخية وأثرها على صحة الانسان ودور مصر في مواجهة هذه التحديات

بقلم: د هالة فؤاد

التغيرات المناخية وأثرها على صحة الانسان
ودور مصر في مواجهة هذه التحديات
إن ظاهرة التغيرات المناخية عالمية ولكنها تختلف من مكان لأخر نظرا لطبيعة النظم البيئية في كل منطقة .
وهذه التغيرات المناخية قد تكون طبيعية فتحدث مثلا من خلال التغيرات في الدورة الشمسية ، ولكن المسبب الرئيسي لحدوث هذه التغيرات هو تدخل العنصر البشري ، ويرجع ذلك أساسا إلى حرق الوقود الاحفوري ، مثل الفحم والنفط والغاز .
التغيرات المناخية في مصر :
أظهرت الدراسات أن المناخ في مصر قد تغير بشكل كبير خلال السنوات الماضية ، فوفقا للدراسة ، أنه من المتوقع أن درجات الحرارة سترتفع في جميع الفصول الأربعة ، والانتقال من الجنوب إلى الأجزاء الشمالية من مصر ،في المائة عام القادمة ، وهذا سوف يؤدي إلى حدوث إنكماش في مساحة الأرض الصالحة للزراعة وأيضا حدوث تحول في توقيتات الد ورات الزراعية مما سيترتب عليه حدوث تغير في أنظمة إنتاج المحاصيل والتي ستكون تحت ضغط متزايد لتلبية الطلب المتزايد على الغذاء في المستقبل .
للتغيرات المناخية آثار خطيرة ومدمرة لحياة الانسان ، فستؤدي إلى زيادة الفيضانات ، والعواصف ، والجفاف مما يهدد حياة الانسان.
أثر التغيرات المناخية على صحة المواطن المصري :
إن إرتفاع درحة حرارة الجو يؤدي إلى حدوث الأمراض والوفيات من الحرارة الشديدة وتلوث الهواء .
وطبقا لمنظمة الصحة العالمية فان التغيرات المناخية ستؤدي إلى إنتشار الأمراض مثل الملاريا ، الاسهال ، والكوليرا ،سوء التغذية ،وحمى الضنك وإنتشار الأمراض التنفسية.
سجلت وزارة الصحة المصرية في عام2015 م أكثر من 100 وفيات من الموجات الحارة ، وإذا إستمرت التغيرات المناخية العالمية فمن المتوقع وفاة حوالي 1000 طفل سنويا من الاسهال بحلول عام 2050 م ، وبين 2070 و2100 م من المتوقع أن تؤثر الفيضانات على حوالي 2.4 مليون مواطن مصري .
ولكن ماهي الحلول الممكنة لمشكلة تغير المناخ ؟
هناك فئات ثلاث عامة من الاجراءات اللازم إتخاذها ، وهي:
خفض الانبعاثات ، والتكيف مع تأثيرات المناخ ، وتمويل التعديلات اللازمة .
تحويل أنظمة الطاقة من الوقود الاحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة ، مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح ، إلى تقليل الانبعاثات المسببة لتغير المناخ .
التكيف مع التغيرات المناخية :
يمكن للجميع سواء أفراد أو حكومات التكيف مع التغيرات المناخية . فيمكن للأفراد مثلا زراعة الأشجار أو الحفاظ عليها حول المنازل للحفاظ على برودة درجات الحرارة بالداخل ، إزالة الأحراش لتقليل مخاطر نشوب الحرائق .
يتعين على الحكومات بناء الطرق والجسور بحيث تكون مكيفة لتحمل درجات الحرارة المرتفعة والعواصف الشديدة .
بالنسبة للمدن الواقعة على السواحل : يجب إنشاء أنظمة لمنع الفيضانات في الشوارع .
وقد تحتاج بعض المجتمعات إلى الانتقال إلى مواقع جديدة لأنه سيكون من الصعوبة التكيف مع هذه الظواهر .
هذه الاجراءات باهظة الثمن ولكن الانفاق الآن سينقذ الأرواح ويقلل التكاليف في المستقبل .
يجب على الدول الأكثر ثراء الوفاء بالالتزام الذي تم التعهد به في إطار إتفاقية باريس لتوفير 100 مليار دولار سنويا من التمويل الدولي المتعلق بالمناخ.
دور الدولة المصرية في التغلب على مشكلة التغيرات المناخية:
أشار فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال أعمال قمة المناخ في باريس إلى مخاطر زيادة درجة حرارة الأرض أكثر من درجة ونصف مئوية ، مطالبا باتفاق عادل وواضح فيما يتعلق بالحفاظ على المناخ وضرورة التوصل لاتفاق دولي يضمن تحقيق هدفا عالميا يحد من الانبعاثات الضارة ، وطالب الرئيس المجتمع الدولي بدعم جهود مصر في مساهماتها الطموحة لمواجهة التغير المناخي .
على الصعيد المحلي تم إنجاز عدة مشاريع منذ قمة باريس للمناخ ومنها مايلي :
_ مشروع إستبدال وسائل النقل القديمة بأخرى حديثة تعمل بالغاز الطبيعي .
_ ترشيد الطاقة وأبرزها إستخدام الغاز في الأتوبيسات والتاكسيات القديمة بدلا من البنزين .
مشروعات حماية السواحل الشمالية من إرتفاع منسوب البحر .
_ مشروع تأهيل وزراعة 1.5 مليون فدان لتحقيق الأمن الغذائي وتعويض تدهور وتآكل الأراضي في دلتا النيل
إعادة تأهيل وتجديد الشبكة القومية لقنوات المياه ، في إطار تحديث طرق الري التقليدية .،
وغيرها من المشروعات الهامة .
كما سيتم إستضافة مصر لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ في دورته السابعة والعشرين والمعروف باسم
Cop27
والذي سيعقد في مدينة شرم الشيخ . ويعد هذا إنعكاسا لدورمصر المحوري على الصعيد الاقليمي والدولي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى