المرأة السعيدة

د. ناهـد الخراشي
نائب عميد كلية التربية للشئون الاكاديمية
ورييس قسمي علم لنفس والاجتماع
جامعة باشن العالمية – امريكا

من هي المرأة السعيدة؟
هل هي المرأة الغنية أم الناجحة المشهورة التي يسعي اليها الناس ام التي كسبت قلب شريك حياتها بالرغم من كل الظروف والصعاب الي واجهتها أم هي المرأة المسيطرة والتي تظن ان بقوتها ملكت الدنيا وزخرفها والجميع خاضع وتابع لها..؟

يحكي عن زوجة قالت ذات مرة لزوجها:
أنت لا تملك أن تسعدني او تشقيني.. فغضب الزوج وقال لها : كيف؟ فقالت: لأن السعادة في شيء لا تملكه أنت او احد غيرك فقال لها: والشر يتطاير من عينيه: وما هو ؟
فأجابت في هدوء وثقة:
” إن سعادتي في ايماني، وإيماني في قلبي، وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي”

أين نحن من هذه الكلمات الواعية الثابتة والتي تكشف ان الايمان هو مصدر السعادة
الذي يملأ القلب بالأمل والرضا والسكينة سعادة لا تحتويها الكنوز والمناصب إنها السعادة الداخلية الروحية، وهذا هو السر الذي لا يملكه الكثيرون.

كشفت لنا الدراسات الحديثة اليوم أن بداخل كل انسان سر عظيم إذا عرف مفتاحه يستطيع أن يحقق السعادة وجميع احلامه ويجذب كل الخيرات وتتغير حياته بكاملها.
ياتري ما هو السر الذي بداخل المرأة السعيدة ويفتح لها الأبواب وينظر اليها الجميع
يتساءلون كيف حققت هذه المرأة السعادة وجذبت الخير كله اليها؟
إنه الرضا .. المرأة الراضية القانعة بحياتها هي المرأة السعيدة .. الرضا الذي يثمر الصدق والاخلاص والعطاء والتسامح ، وهناك ايضا الثقافة فالمرأة المثقفة هي القوية الحكيمة القائدة الرشيدة.

الثقافة سلاح قوي تستطيعين به أن تغزين القلوب والعقول وتتجاوزين المسافات والأماكن بطاقة الفكر.
نعرف أن الانسان بملك ثلاث قوي: الفكر ، المشاعر، والكلمة.. واذا تأملنا وجدناها تكمن في الثقافة .
لا تغير المرأة من أخري إلا اذا كانت مثقفة تعرف أنها ممكن أن تغزو فكر وقلب زوجها.

إذن فالمرأة المؤمنة الراضية الصادقة المثقفة الواعية بدورها هي المرأة السعيدة حقا وتستطيع أن تجذب كل الخيرات، وبايمانها وحبها لله هي الملكة المتوجة في محراب العبودية والحب الالهي تسعي اليها المخلوقات، وتحبها الملائكة وتدعو لها ، وتدان لها الأرض فتصبح المرأة القائدة الرشيدة في جميع مجالات الحياة اذ أخذت من آسيا الصبر، ومن خديجة الوفاء، ومن عائشة الصدق، ومن فاطمة الثبات.

هكذا .. تصبحين امرأة سعيدة؟ .سفيرة في دنيا السلام تملكين الحب والعطاء والوفاء.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى