المستشار الدكتور / السيد أبوعيطة :اصلاح منظومة الأمم المتحدة ضرورة لمسايرة التطورات العالمية

حوار – الاعلامية / د هاله فؤاد
الجمعية العامة للامم المتحدة هي جهاز الامم المتحدة التمثيلي الرئيسي للتداول .وتتناول قضايا هامة محددة مثل التوصيات المتعلقة بالسلام والأمن ، وهي مخولة بسلطة تقديم توصيات الى الدول بشأن المسائل الدولية التي تدخل في نطاق اختصاصها .
كما تقضي أيضا بالشروع في إتخاذ إجراءات -سياسية، واقتصادية ،وإنسانية ، وإجتماعية وقانونية تعود بالفائدة على ملايين الناس في جميع أنحاء العالم .
وتجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة من سبتمبر الى ديسمبر من كل عام ( الجزء الرئيسي ) ، وبعد ذلك من يناير الى سبتمبر ( الجزء المستأنف ) .
وبمناسبة الاجتماعات رفيعة المستوى للدورة ال 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تجرى حاليا ، كان لنا هذا الحوار مع المستشار الدكتور / السيد أبو عيطة المفكر والكاتب السياسي والمستشار بالمنظمات ، ورئيس الهيئة الاستشارية بالاتحاد الوطني لمكافحة الارهاب والفساد ودعم رئاسة الجمهورية .
دار هذا الحوار حول نشأة الأمم المتحدة وإختصاصات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وعن سبب حرص فخامة الرئيس السيسي على حضور هذه الاجتماعات سواء فعليا أو إفتراضيا ، كما تطرق الحوار إلى سياسة مصر الخارجية في عهد الرئيس السيسي وإستنادها على ثوابت أدت إلى مكتسبات .
وأيضا تناول الحوار أهمية إصلاح منظومة الأمم المتحدة لمسايرة التطورات العالمية .
بمناسبة إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ال 77 نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء حول نشأة منظمة الأمم المتحدة ،وإختصاصات الجمعية العامة للأمم المتحدة ؟
منظمة الأمم المتحدة ، هذه المنظمة العالمية تم تأسيسها عام 1945 م نتيجة الحرب العالمية الثانية وما جلبته على البشرية من دمار وخراب يصعب تجاوزها على حد تعبير الميثاق ، فتم إنشاء هذه المنظمة ،واجتمعت اكبر خمس دول ، الولايات المتحدة الأمريكية ،وفرنسا ، والصين ، وانجلترا والاتحاد السوفيتي ، هذه الدول قررت وضع نهاية للحروب العالمية من خلال ميثاق ، ووضع قواعد وأليات تمنع نشوب حرب عالمية ثالثة قد تبيد البشرية .
هل ستستطيع الامم المتحدة منع نشوب حرب عالمية ثالثة نتيجة الصراع بين روسيا وأوكرانيا ؟
هي نجحت بالفعل ، في فرق بين الحروب الكبيرة الاقليمية والحروب العالمية ، في الحروب العالمية أكبر دول العالم بتحارب بعض ،وهذه الدول الكبرى التي يزيد عددها عن عشرة دول ، تمتلك أسلحة نووية ، وبالتالي أي حرب بين هذه الدول
ستلجأ الى استخدام السلاح النووي وهذا دمار للبشرية .
ولكن هناك مايسمى بحق الفيتو التي تملكه خمس دول عالمية صاحبة القرار الأول تستطيع أن تمنع صدور قرارات قد تؤدي إلى حدوث حرب عالمية ، أيضا الميثاق خول للجمعية العامة للأمم المتحدة نص استثنائي في حالة إخفاق مجلس الأمن الدولي في اتخاذ إجراءات تمنع الحرب ، لابد أن تتدخل الجمعية العامة بموجب القرار الاتحاد من أجل السلام.
ماهي إختصاصات الجمعية العامة للأمم المتحدة ؟
للجمعية العامة للأمم المتحدة العديد من الاختصاصات ، لها أن تتناول كل ماورد في ميثاق منظمةالأمم المتحدة من مناقشة قضايا تتعلق بالسلام العالمي والأمن الدولي ، والتعاون الدولي في كل مايخص الانسانية ،وكل ماورد في الميثاق باستثناءأي قضية مطروحة على مجلس الأمن فإنه تقيد الجمعية العامة للامم المتحدة إنتظارا لقرار مجلس الأمن الدولي ، لكن إذا أخفق مجلس الأمن نتجة سوء إستخدام حق الفيتو، ففي هذه الحالة يكون من حقق الجمعية العامة للأمم المتحدة إتخاذ قرارات من شأنها منع حدوث حرب عالمية .
يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على حضور القمة رفيعة المستوى لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة سنويا سواء كان هذا الحضور فعليا أو إفتراضيا ، لماذا في نظركم ؟
دولة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الحقيقة عمل رقم قياسي في حرصه على حضور هذه الاجتماعات ،فقد حضر جميع الاجتماعات للجمعية العامة للأمم المتحدة ، وهذا الحرص يحقق العديد من الاستراتيجيات ، فهناك عملية تسهيل الالتقاء بالزعماء ، عملية ترتيب اللقاءات ، هذه الاجتماعت يجتمع فيها جميع الزعماء والقادة مما يسهل عمليات إجتماعات ثنائية وثلاثية .
وحرص الرئيس على حضور هذه الاجتماعات من أجل تحقيق السلام والتنمية ،بالاضافة الى توضيح وجهة نظر مصر وموقفها تجاه القضايا المختلفة.
كيف تقرأ رسائل الرئيس السيسي للعالم بهذه المناسبة الكبيرة؟
يرسل الرئيس السيسي عدة رسائل للعالم ، أولا طرح وجهة نظر مصر بمنتهى الشفافية بعيدا عن الزيف تجاه القضايا العالمية ، وجهة نظر السياسة المصرية تجاه الملفات المختلفة كالملف الليبي ،وملف الارهاب .
احقية الشعوب في ان تنعم بالسلام ، وحقها في تحقيق الاستقرار والتنمية .
وان مصر تتعاون مع النظم الوطنية ولا تتعامل ابدامع العصابات او الجماعات الارهابية ، أو المرتزقة .
مصر دولة محبة للسلام وللتعاون الدولي ، ولا تتدخل أبدا في الشئون الداخلية لأي بلد.
وأن مصر تدعم حق دول القارة الافريقية في السلام والاستقرار والتنمية .
تتناول القمة رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة كل عام العديد من الموضوعات والقضايا العالمية الهامة والمصيرية للدول ؟ فما هي أهم الموضوعات التي تتناولها القمة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة ؟
هناك نوعين من القضايا قضايا ثابتة يتم تناولها كل سنة مثل مكافحة الارهاب ، التنمية ، حقوق الانسان ، هذه الملفات يتم تناولها كل سنة .
وماالجديد؟
تناول قضية تغير المناخ ، وان شاء الله سيتم في شهر نوفمبر قمة المناخ ستعقد في مدينة السلام شرم الشيخ ، وهذا حدث عالمي سياحي يؤكد على استقرار مصر والسلام الذي تنعم به مصر هذه الفترة .
ملف أخر وهو تحول التعليم الى التعليم الرقمي ، وأيضا معالجة أثار كورونا والتعافي منها تماما وذلك إنطلاقا نحو العودة إلى الحياة الطبيعية .
وتأثير مصر قوي جدا على الجمعية العامة فملف الارهاب كان يناقش مرة كل سنتين وادى تدخل مصر إلى تناول موضوع الارهاب سنويا، لان فعلا موضوع الارهاب مصيري للشعوب ، فهو يؤثر على تنمية الشعوب فالمليارات التي تصرف على مواجهة والقضاء على الارهاب اذا وجهت نحو التنمية ستؤدي الى رخاء الشعوب .
ترتكز السياسة الخارحية المصرية في عهد الرئيس السيسي على العديد من الثوابت مما جعلها تحقق العديد من المكتسبات . نريد من سيادتكم القاء بعض الضوء حول هذه الثوابت وتلك المكتسبات ؟
الرئيس السيسي يسير وفق العديد من الثوابت ، ولقد اكتسبنا في دستور 2014 ،ورؤية مصرالاستراتيجية 2030 هذه الثوابت ، هذه الثوابت عميقة في السياسة المصرية ولكن ازدادت فعاليتها وتعميقها في هذه السنوات .
أول هذه الثوابت أن مصر لاتتدخل في الشئون الداخلية لأي بلد ،ولا تسمح بالتدخل في شئونها الداخلية .
الشعوب هي من تختارنظامها ، من تختار حياتها ، لايجوز الحروب بالوكالة ومصرلاتحارب بالوكالة لاتتدخل الا اذا طلب منها هذامن الشعب المجاور وكانت هذه الحرب تؤثر على الامن القومي المصري ، فمثلا ليبيا دولة مجاورة ، وهي مهمة جدا لأمن مصر لأننا على الحدود معها .
ومن الثوابت أيضا أن مصر تسعى لتحقيق السلام العالمي والاقليمي عن طريق الحلول الدبلوماسية ، والمفاوضات ، والتحكيم الدولي .
ومن الثوابت أيضا أن مصر تتعامل مع الدول الكبرى من منطلق الشراكة وليس التبعية .
تنادي العديد من دول العالم خاصة الدول النامية باصلاح منظمة الأمم المتحدة .
في تقديركم هل تحتاج منظمة الأمم المتحدة القيام بعملية الإصلاح هذه وكيف تتم ؟
منظمة الأمم المتحدة أنشأت عام 1945 ، اذا قدم الميثاق لابد أن يتغير وأن يتطور وفقا لتطورات الوقت الحالي ، هناك قضايا وملفات لم تكن موجودة ، ولم يتناولها الميثاق بالمعالجة ، ولابد من عمل تعديلات .
يجب ان يتم اصلاح منظومة الامم المتحدة لأن الدول الكبرى المسيطرة والتي لها حق الفيتوهي التي تصرف على هذه المنظمة وبالتالي ستكون القرارات وفقا لمصالحها .
ازاي بلد عظمى زي المانيا لا
تمتلك حق الفيتو ، ومصر ازاي ماتمتلكش حق الفيتو، وكذا السعودية
اذكر حوار للدكتور بطرس غالي قال ان الدول العظمى التي تمتلك حق الفيتو هي التي تمتلك القرار ، هي ال بتصرف على المنظمة وبالتالي هتفكر في مصالحها
وما الحل ؟
الحل هو تدخل قوى عظمى أخرى مثل ألمانيا ،مثل مصر والسعودية .
في اتجاه بقة الفلسفة نلغي خالص الأمم المتحدة وننشئ منظمة جديدة أو حكومة عالمية جديدة تكون هي صاحبة القول الفصل .
ما رأي حضرتك في هذا الاتجاه ؟
ده اتجاه مثالي بعيد جدا عن الواقع ، ده خيال من أيام الفارابي والكواكبي .
في حاجات خيالية ممكن تتحقق حتى الخيال العلمي بيتحقق
حضرت قلتي خيال علمي لكن ده مش خيال علمي ، ده خيال سياسي بالتاكيد ماينفعش .
المدينة الفاضلة صعب تتحقق
ايوه ، ده خيال ، ولكن أنا مع تيار الاصلاح ، على الأقل نبدأ نعدل في التشريعات لتساير التطورات والقضايا الجديدة ، ونوسع قاعدة حق الفيتو ، فترة نعطي صوت لمصر ، وجنوب إفريقيا فترة تانية ، ودول اكبر دولتين في إفريقيا يستحقوا حق الفيتو .
مثلا مصر تاخد حق الفيتو سنتين ، وجنوب إفريقيا سنتين .
وفي أسيا أرى أن السعودية تستحق حق الفيتو لمكانتها الدولية والدينية ،ويمكن تناوبها مع الامارات .
وفي اوروبا ألمانيا يجب ان يكون لها حق الفيتو .
بهذا الشكل يمكن تحقيق التوازن الدولي الذي نسعى إليه .
لي كتاب في هذا الشأن بعنوان الامم المتحدة بين الانهيار والاصلاح .
وفي نهاية الحوار لايسعني الا أن أشكر سيادتكم على المعلومات القيمة والحوار المثمر الرائع ونتمنى لكم التوفيق دائما .