مقالات
أخر الأخبار

” هذا الجيش عاد إلى وطنه سالمًا “

كتب :- إسلام دربالة،، 

■  يعد الجيش المصري من أقدم الجيوش تنظيمًا فى هذا الإقليم و لن يخوننا التعبير إن قلنا أن الجيش المصري من أوائل الجيوش العالمية وجوداً و تنظيمًا حيث تُجمع المصادر على أنه أول جيش نظامي أنشيء في العالم كان في مصر، و تأسس حوالي عام  3200 ق.م. وقد كان ذلك بعد توحيد الملك مينا لمصر. فقبل ذلك العام كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه، ولكن بعد حرب التوحيد المصرية أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر.

▪︎حيث نشأ المصريون أول إمبراطورية في العالم وهي الإمبراطورية المصرية الممتدة من تركيا شمالاً إلى الصومال جنوباً ومن العراق شرقاً إلى ليبيا غرباً، وقد كان ذلك هو العصر الذهبي للجيش المصري.

فنتصار الجيش المصري فى حرب أكتوبر لم يكن حدث حديث العهد به فهو جيش الأمجاد منذ الأزال فقد تكاد تُجمِع مصادر التاريخ على أن الجيش المصري قد خاض حوالى 955 معركة لم يهزم إلا فى 12 معركة

 

▪︎ فحرب أكتوبر إن صدق القول ليست فقط حدث حربي يهم القوات المسلحة والقيادات في الدولة.

بل هي حدث يهم جميع الشعب المصري بصفة خاصة و جميع شعوب العالم العربي بصفة عامة.

لأنها كانت حرب لإعادة الأراضي المصرية والمناطق السورية، التي احتلتها إسرائيل بدون وجه حق في عام ١٩٦٧.

حيث قالت المواقع الغربية ووسائل الإعلام الإسرائيلية أن الحرب اعتداء من القوات المصرية.

ولكنها حرب لاسترداد الحق، وهي معجزة عسكرية بكل المقاييس العسكرية وكان الراحل أنور السادات ورجاله أمام قرار غاية في الصعوبةهو قرار قيام الحرب .

■ مناقشات حول حرب أكتوبر ١٩٧٣

لقد بدأ الفريق سعد الدين الشاذلي في وضع تصور لخطة حرب أكتوبر ، وفي ٦ يونية ١٩٧٢ دعا السيد الرئيس محمد أنور السادات القادة العسكريين إلي مؤتمر  باستراحته بالقناطر الخيرية لمناقشة خطة ” الشاذلي ” وبدأ القادة و معهم الرئيس السادات يستمعون إلي تقرير الفريق أول أحمد أسماعيل رئيس جهاز المخابرات العامة آنذاك ، حيث يتحدث أولاً رئيس جهاز المخابرات العامة بحكم أنه لديه التصور الكامل و وجهة  نظر العدو .

▪︎ و خلاصة ما جاء في التقرير  ..

( تحذير من أن تقوم القوات المسلحة المصرية بأي عمليات هجومية ضد العدو حيث أنها غير مستعدة بسبب ضعف قواتنا الجوية ، و بناءً عليه تؤجل أي عملية هجومية إلي أن تكون قواتنا متوازية مع قوات العدو )

و جاء اقتراح التأجيل متوافقة مع وجهة نظر الفريق صادق وزير الحربية آنذاك في رفضه لفكرة الحرب ، ففي تلك اللحظة طلب الفريق ” الشاذلي ” الكلمة تعليقا علي ما جاء في التقرير حيث قال :

( ليس هناك خلاف علي ضعف قواتنا المسلحة في قدرتها علي القيام بعملية هجومية كبيرة  ، و لكن إمكانياتنا الحالية تسمح بأن نقوم بعملية محدودة نصيب بها إسرائيل في نقطتي ضعفها ، الأولي: هي عدم قدرة العدو علي تحمل الخسائر البشرية لقلة عدد المقاتلين لأن الجيش النظامي محدود جدا،  و الثاني : طول مدة الحرب لأن إسرائيل تعتمد على الحروب السريعة و تعبئ لها نسبة كبيرة من الشعب اليهودي للأشتراك في الحرب مما يؤدي إلي توقف الحياة في إسرائيل بكل قطاعاتها ، فالاعتماد علي إطالة مدة الحرب سيكون سببا لتعجيز إسرائيل و تكبيدها خسائر بشرية، فتسقط من تلقاء نفسها..)

■ و من ذلك ندرك أن قرار الحرب لم يكن سهلاً علي الإطلاق إننا كنا نواجه عدو شرس يمتلك أحدث أنواع السلاح و يضمن التفوق العسكري عن من سواه في المنطقة  ، فمثلا أجيال السلاح

العدو كان يمتلك في تلك الفترة السلاح الأمريكي  كان متفوق  ومتقدم عن السلاح السوفيتي بجيل من السلاح في حين أن  إذا أعتقد الحليف السوفييتي أنك أول الحلفاء يعطيك الجيل الثاني

فتكون المحصلة في النهاية أن ” المقاتل المصري يقاتل العدو الإسرائيلي  بسلاح متأخر عنه بجيلين من السلاح ” بمعنى آخر يقاتل بجيل ثالث من السلاح ، فكان التفوق مضمون لليهود .

■ هنا علي الجانب المصري

الشعب و الدولة علي حد سواء ينتظرون الأخذ بالثأر من مَن أعتدوا علي الأرض ، إن بعض القوى الدولية لم تمد مصر ببعض الأسلحة الهجومية لضمان التفوق الإسرائيلي مثل أسلحة الدفاع الجوي المحمولة لمعاونة الأسلحة البرية في القتال لتوفير الغطاء الجوي من سلاح الطيران الإسرائيلي المتفوق ، و اكتفوا فقط بمد مصر بسلاح دفاع جوي دفاعي و ليس هجومي فهو ثابت علي منصات خرسانية ولهو مدي محدود من ١٠ إلي ٢٠ كيلو متر  لحماية سماء القاهرة و العمق المصري ضد الطيران الإسرائيلي  .

■ عبقرية المصريون في تحويل السلاح الدفاعي إلي سلاح هجومي

حيث قام رجال القوات المسلحة المصرية بنقل حائط الصواريخ  ” أرض/ جو ” إلي غرب قناة السويس مما أدى إلى عمق دفاعي وهجومي داخل سيناء من ١٠ إلي ٢٠ كيلومتر وهي مظلة الدفاع الجوي المعاون للأسلحة البرية داخل سيناء

■ و أصدق شهادة هي شهادة العدو ذاته

ففي كتاب ” حرب عيد الغفران ” ل إيلى زعيرا والذى كان رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية

حيث قال  في أخر صفحة ٤٣ من الكتاب المذكور

” و مثلما سبق أن أوضحت ، فقد قام قائد السلاح الجوي ، قبل حرب عيد الغفران ‘ السادس من أكتوبر ‘ ببضعة شهور ،بإبلاغ هيئة الأركان في جيش الدفاع الإسرائيلي ، بأنه سوف يكون في حاجة إلي ٤٨ ساعة من أجل القضاء علي هيكل أو تشكيل الصواريخ المصرية أرض/ جو و سلاح الطيران المصري ، وبعد تنفيذ هذه  المهمة فقط سوف تكون لدي السلاح الجوي حرية العمل لمساعدة القوات البرية . و هذا البلاغ من جانب السلاح الجوي  يعني انهيار عمود رئيسي من أعمدة نظرية الأمن . و إذا كان السلاح الجوي لن يكن قادراً خلال ال ٤٨ ساعة الأولى  الحرجة من بداية الحرب ، علي أن يساعد القوات البرية في الدفاع ، فكيف سيقف الجيش النظامي الصغير أمام قوات عربية تحظي بتفوق عددي هائل ؟

ومن الذي سوف يوفر المدفعية الطائرة؟ .

■ فكانت تلك الشهادة من جانب العدو أن المصريين كانوا عباقرة في تحويل نقاط الضعف إلي نقاط قوة عن صدق

” فهو جيش ذهب لينتحر ولكنه عاد بالانتصار “

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى