(التعليم العالى وكوكاكولا)

بقلم
د/أحمد محمد خليل
دكتور جامعى وكاتب مصرى
البريد الإلكترونى: drahmedkhalil2020@yahoo.com
وفقاً لأحدث الإحصائيات فلدينا نحو أكثر من ثلاثة مليون طالب وطالبة يدرسون بالجامعات والمعاهد الحكومية بخلاف القطاع التعليمى الخاص والأهلى والتكنولوجى، الأمر الذي يشكل تحديًا عظيماً أمام الدولة المصرية من أجل تخريج هؤلاء الطلاب بمستوى مهارات هائل ومواكب لمتطلبات سوق العمل المصرى، وإنطلاقاً من حرص الحكومة المصرية الدائم على التعاون مع شركات القطاع الخاص المحلية والعالمية ومن الشراكات المتميزة التى حققتها الحكومة المصرية فى مجال التعليم العالى مؤخراً هى الشراكة العلمية بين التعليم العالى وشركة “كوكاكولا هيلينيك” العالمية، وتعد شركة تعبئة كوكاكولا هيلينيك هي ثالث أكبر شركة Coca-Cola في العالم ويتم سرد أسهمها بشكل رئيسى في بورصة لندن بالتوازى مع قائمة ثانوية على بورصة أثينا للأوراق المالية وتمتلك شركات لتعبئة منتجات كوكاكولا في ثمانى وعشرون دولة، وتعد مصر الدولة التاسعة والعشرون التي تنضم للمجموعة عبر ثلاث قارات، كما تم تصنيفها في مُؤشر “داو جونز للاستدامة” كواحدة من أكبر ثلاث شركات مُشروبات مُستدامة على مستوى العالم على مدار إحدى عشر عامًا، والجدير بالذكر هو التواجد الطويل والناجح لشركة “كوكاكولا” بالأسواق المصرية، مما دفع وزارة التعليم العالى لعقد برتوكول شراكة مع الشركة في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، بما يشير إلى إلتزام الشركة بالمسئولية الإجتماعية داخل المجتمع المصري.
تستهدف الشراكة خلق فرص عمل جديدة وتأهيل شباب الخرجين وتمكينهم و ربط طلاب الجامعات المصرية بسوق العمل وذلك عن طريق إتاحة برامج للتدريب تلبي متطلبات وحاجات سوق العمل المصرى، لاسيما فيما يتناول الإستدامة ومهارات الضيافة والمهارات الشخصية والمهارات الفنية التخصصية والمهارات الرقمية، بالإضافة إلى ريادة الأعمال، وذلك تحت مظلة منظومة التعليم الجامعي في مصر التى تحتوى على جامعات حكومية وجامعات أهلية جديدة نابعة من الجامعات الحكومية وجامعات تكنولوجية، بالإضافة إلى إنشاء أربع جامعات أهلية بمعايير دولية وعالمية هى (الجلالة، والملك سلمان الدولية، والعلمين الدولية، والمنصورة الجديدة)، علاوة على إتاحة فروع للجامعات الأجنبية المرموقة في مصر والتي تضم مُؤسسة الجامعات الكندية في مصر التي تستضيف فرعي جامعة الأمير إدوارد وجامعة رايرسون، ومؤسسة جامعات المعرفة الدولية التي تستضيف فرع جامعة كوفنتري البريطانية، ومؤسسة جلوبال التي تستضيف فرع جامعة هيرتفوردشاير البريطانية، ومؤسسة الجامعات الأوروبية في مصر التي تستضيف فرع لكل من جامعتي لندن، وسط لانكشاير.
مما لاشك فيه أن مثل هذه الشراكات المتميزة تستهدف تقليل نسبة البطالة وتمكين آلاف الخريجين داخل مصر وخارجها عن طريق تزويدهم بكافة المهارات الحياتية والتجارية لدعمهم من أجل التكيف مع بيئات العمل المُتغيرة، وبالتالى إنتقالهم إلى سوق العمل، كما تضمن هذه الشراكة تنفيذ إستراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي وفقًا لرؤية مصر (2030)، فيما يختص ببناء القدرات المهنية للطلاب وخريجى الجامعات المصرية وتأهيلهم لسد إحتياجات سوق العمل ومتطلباته المحلية والإقليمية والدولية، وللحديث بقية..