مدبولي: لأول مرة في تاريخنا نحقق صادرات بترولية وصناعات البتروكيماويات بنحو 18 مليار دولار العام الماضي

تناول الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، موقف صادرات مصر البترولية التي قفزت خلال سنة واحدة بمعدل 109%، مشيرا إلى أنه في العام الماضي حققنا لأول مرة في تاريخنا، صادرات بنحو 18 مليار دولار، وهنا نتحدث عن الصادرات البترولية والصناعات البتروكيماوية، بالمقارنة بالسنة السابقة لهذا العام، وكان المعدل 8.6 مليار دولار.

وأكد رئيس الوزراء أن هذا التوقيت شهد بداية حلم العاصمة الإدارية الجديدة، التي يعقد بها اليوم هذا المؤتمر الاقتصادي، ففي عام 2015 تم عرض “ماكيت” هذا المشروع، واليوم يمكن للجميع التجول في أرجائه لرؤية ما تحقق خلال هذه الفترة من انجاز في العاصمة الجديدة.

ولفت مدبولي إلى أن مؤتمر العام 2015 شهد كذلك مناقشة عدة أفكار وأطروحات من بينها انشاء خطوط نقل ذكية وصديقة للبيئة، أصبحت اليوم على الأرض مثل مشروعات القطار الكهربائي الخفيف، والمونوريل، والقطار الكهربائي السريع، كما قامت الدولة منذ هذا التاريخ بتدخل كبير في احدى المشكلات التي طرحها مؤتمر عام 1982 وهي استفحال ظاهرة العشوائيات والعشش، والنقص في الإسكان لمحدودي الدخل، كما تدخلت الدولة المصرية في مشروعات النقل، مستعرضاً في هذا الصدد تقريرا للبنك الدولي صدر في 2014، أشار إلى أن خسائر مصر سنوياً في القاهرة الكبرى فقط، نتيجة للازدحام المروري، تبلغ 8 مليارات دولار، وتوقع ـ مع استمرار نفس الظروف ـ أن تصل تلك الخسائر في 2030 إلى 18 مليار دولار، إذا استمر الوضع الكارثي للزحام المروري، وبالتالي كان من الضروري أن تتدخل الدولة، كما تناول مدبولي نتيجة دراسة للجايكا صدرت عام 2009 توقعت أن تتحول القاهرة إلى جراج كبير عام 2020 إذا لم يتم إيجاد منظومة محاور وطرق تخدم القاهرة الكبرى.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة أنشأت شبكة طرق لا تقتصر على القاهرة الكبرى، تتضمن 7 آلاف كم من الطرق، وتطوير لـ 10 آلاف كم أخرى، بإجمالي 17 ألف كم، بما يستوعب زيادة السيارات وضمان السيولة المرورية، والتي نلمسها اليوم في طرق مصر، لافتاً إلى أن الأصعب على أي دولة والأكثر كُلفة وجهداً، أن نُصلح منظومة “خَربة”، والأسهل دوماً أن أنشىء شيئا جديدا، ولذا نواجه تحديا حقيقيا عند توسعة طريق وسط كتلة سكانية ومناطق غير مخططة، ويتم صرف مليارات الجنيهات لتعويض الأهالي، لمجرد أن نُصلح المشكلة، مضيفاً أن تطوير الطرق لا يقتصر على القاهرة الكبرى، بل يمتد لكافة المحافظات، مع تشغيل وسائل نقل جماعي حضارية، ونشهد مع قرب مؤتمر COP27 التوسع في وسائل النقل العامة الخضراء والحديثة، حيث نستثمر في انشاء شبكة حضرية تخدمنا لسنوات قادمة، مؤكداً أننا لا نتبع أسلوب المسكنات، بل نحل المشكلات للأجيال المستقبلية.

كما استعرض مدبولي مؤشرات مصر وترتيبها بين الدول فيما يخص مجالي البنية الأساسية والطرق، موضحاً أنه قبل عام 2014، كان ترتيبنا في البنية التحتية 125 وفي الطرق 118، أما اليوم أصبح ترتيبنا 52 في البنية التحتية، و 28 في شبكة الطرق، وهذا يوضح حجم الجهد الذي تحقق من أجل وضع مصر في مصاف الدول التي نستحق أن نكون في مصافها.

وأكد رئيس الوزراء أن الدولة المصرية تصدت أيضاً لتحدي الإسكان والتنمية العمرانية، موضحاً أن حجم ما تحقق من مدن جديدة حتى 2015 كان 24 تجمعا عمرانيا، مستأذناً رئيس الجمهورية في أن يطلب من المستشار حنفي الجبالي، رئيس مجلس النواب، العودة لمضبطة مجلس الشعب عامي 1977 و1978 حيث وقف وزير الإسكان في هذا الوقت “حسب الله الكفراوي” يدافع عن فكرة إنشاء المدن الجديدة، السادات والعاشر من رمضان و6 أكتوبر والشروق والعبور وبرج العرب، ولكنه واجه انتقادات تتعلق بأولويات هذا التوقيت، وطلب النواب إصلاح الموجود فقط، دون داعٍ للإنفاق في هذه المدن الجديدة، في الوقت الذي أخذ الوزير يدافع حينها عن هذه المدن ويعتبرها مُستقبل مصر، فالعمران القائم من المستحيل إصلاحه والأفضل أن نعطي فرصة للأجيال المستقبلية للسكن في مدن نظيفة ومخططة جيداً، وتساءل رئيس الوزراء: لنا أن نتخيل ماذا لو أن الدولة لم تنفذ هذه المدن الجديدة نتيجة للانتقاد ؟

وأوضح مدبولي أن هذه المدن الجديدة تستوعب اليوم أكثر من 12 مليون نسمة، وبها كل صناعة مصر، وكان مصير تلك الأعداد سيكون السكن فوق الأراضي الزراعية أو في صورة عشوائيات وعشش أخرى، مضيفاً أن الخطوات التي تنفذها الدولة حالياً، تحاول استيعاب معدلات النمو السكاني، فمنذ عام 2015 تبني الدولة أكثر من مليون وحدة سكنية، كما تقوم بإنشاء 30 مدينة جديدة من مدن الجيل الرابع أو المدن الذكية، وفي سبيل القضاء على المناطق العشوائية والمناطق غير الآمنة، التي كانت دائما ما تظهر في الأفلام الدرامية، وتٌوضع كوصمة عار على جبين مصر، تم وضع استثمارات جارية ومنفذة بقيمة 425 مليار جنيه؛ للقضاء عليها وتحقيق حياة آدمية لقاطنيها، وفي هذا الصدد أشار رئيس الوزراء، إلى أخر هذه المناطق التي تم تطويرها وهي منطقة سور مجرى العيون (منطقة المدابغ)، وهي في صدد اكتمال إنشائها، حيث أصبحت العشوائيات والمناطق غير الآمنة من الماضي، وأصبح مكانها هذا الشكل الحضاري، وبهذا نفذت مصر واحدة من أكبر مشروعات الإسكان، لمختلف فئات الشعب، الإسكان لمحدودي الدخل، والإسكان المتوسط.

وأشار رئيس الوزراء إلى مدينة العلمين الجديدة، وكيف كانت في عام 2017، وما أصبحت عليه اليوم عام 2022، وعدة مدن أخرى، مثل المنصورة الجديدة، وما تم بها من طفرة عمرانية، وبخاصة جامعة المنصورة الجديدة، وهي تستقبل طلابها للعام الدراسي الجاري، ومدينة الجلالة، وجامعة الجلالة، والمنشآت الكبيرة الموجودة بهذه المدينة، في فترة زمنية قصيرة، حيث حققت مصر طفرة إنشائية وعمرانية كبيرة جداً، أتاحت لها الحصول في خمسة مشروعات في مسابقة التحكيم العالمية، كأفضل أعمال إنشائية على مستوى العالم لعام 2022.

وأوضح رئيس الوزراء، أنه وبالتزامن مع التوسع العمراني، كثفت الدولة جهودها لتحقيق التنمية البشرية، وتحسين جودة الخدمات الأساسية، في ضوء بناء الإنسان المصري، حيث تضاعفت الاستثمارات العامة الموجهة لقطاع التعليم، مشيراً إلى حجم الفصول التى كان يتم بناؤها حتى عام 2014 بلغ 5.6 ألف فصل، وفي عام 2021 فقط تم بناء 21 ألف فصل، وكذلك يتم إنشاء مدارس جديدة، ويوجد أكثر من 56 ألف مدرسة، يتم العمل على صيانتها وتجديدها وإحلالها، ضمن منظومة تعليمية كبيرة، وحجم إنفاق كبير، وبالتالي ونتيجة لحجم الزيادة السكانية، فإن الدولة بحاجة إلى نحو 20-25 ألف فصل، يتم بناؤها لاستيعاب هذه الزيادة، بالطبع مازال هناك تحديات تواجه الدولة، إلا أنه يتم العمل على مجابهتها وحلها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى