قمة مصغرة لمؤتمر المناخ بمشاركة 11 مدرسة دولية.. طلاب الحاضر يرسمون مستقبل البيئة الآمنة

بمشاركة إحدى عشرة مدرسة دولية، استضافت مدرسة الألسن البريطانية والأمريكية الدولية، ما يمكن اعتباره قمة مصغرة، لقمة المناخ COP27، التي تستضيفها مصر بمدينة شرم الشيخ، فيما بدت تلك المحاكاة لطلاب المدارس المشاركة وكأنها قمة حقيقية، إذ تضمنت العديد من ورش العمل وناقشت الكثير من الموضوعات المعنية بالمناخ وطرق الحفاظ على البيئة
وشهدت المحاكاة، جُملة من الفعاليات شارك فيها متخصصون وخبراء في مجال البيئة والطاقة المتجددة، وتم تنظيم مجموعات من ورش العمل، فيما جاءت النقاشات وكأنها بالفعل عبارة عن قمة مناخ، لكن الفارق في معدلات أعمار المشاركين ورؤيتهم للمشكلة والحلول المطروحة للتنفيذ، وهو ما عملت عليه المدارس المشاركة بأن ركزت على الشق التوعوي.
كانت البداية، بعرض مجموعة من الأفلام التسجيلية التي تتحدث عن مشاكل البيئة، لتوعية وتوسيع أفق الطلاب بشأن القضية ذاتها، وتضمن محتوى الأفلام، أننا رغم اختلافنا كأشخاص ومجتمعات ودول، لكننا نواجه مصيرا واحدا يرتبط بحتمية الحفاظ على البيئة، لأن المشاكل الراهنة إذا استمرت على نفس الوضعية، فسوف نواجه جميعا أزمات يصعب تحملها.
وتركزت أولى جلسات محاكاة قمة المناخ، على أن يكون لكل طالب من المشاركين، أو زملائهم في باقي المدارس، دور ومسئولية في صناعة مستقبل أفضل للبيئة، بطريقة “لو كل واحد فكر يبقى مسئول ويقرر إن المستقبل لازم يبقى أحسن، العالم كله هيتغير، وطالما إنك كطالب رمز للمستقبل الآمن، فالواجب إنك بقرارات وتفكيرك وتصرفاتك تصنع بإيدك مستقبلك الآمن“.
هكذا كان ملخص اليوم، برسائله وأهدافه، واللافت أيضا، أن المدارس المشاركة طلبت من طلابها الحاضرين، وعددهم كان 170 تلميذا وتلميذة، أن يكتب كل منهم تعهدا على نفسه تجاه البيئة، للوصول إلى كيفية تفكير الطلاب في هذه القضية، وبأي شيء سيتعهدون تجاه محيطهم، ولأي درجة يؤمنون بأنهم شركاء في تحمل مسئولية تأمين البيئة في المستقبل من المخاطر.
جاءت تعهدات الطلاب، مثالية وفريدة، عكست لأي درجة نجحت فكرة عقد محاكاة لقمة المناخ. والأهم أيضا، أن الطلاب أدركوا العديد من المعاني والأفكار الخاصة بالطاقة المتجددة، ما هي، وما طبيعتها وشكلها، وما قيمتها للبيئة وللبشرية، ولماذا قمة المناخ في شرم الشيخ تركز جهودها لهذه الدرجة على أن تكون هناك مصادر جديدة وغير تقليدية للطاقة.
صحيح أن وزارة التربية والتعليم أدرجت العديد من مفاهيم المناخ في المناهج الدراسية، لكن هناك حلقة غائبة عن طلاب المدارس ترتبط بالشق العملي والتطبيقي، والتواصل المباشر مع المختصين في القضية، لتكون هناك واقعية في الرسالة التربوية الموجهة للطلاب، وهي الثغرة التي عالجتها قمة المحاكاة المصغرة بمدرسة الألسن، وظهرت قيمتها في تعريف الطلاب بما وراء المصطلحات البيئية الجديدة، مثل أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ونوعية الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، وإعادة التدوير والانبعاثات الكربونية، وخلافه.
ورصدت “بوابة الأهرام”، لأي درجة جاءت مقترحة الطلاب المشاركين، لحلول المشكلات الناجمة عن التغيرات المناخية، فريدة وغير تقليدية، وكيف يمكن للمراهقين والشباب بالمجتمع، أي مجتمع، أن يكونوا عناصر أساسية وفاعلة في الحفاظ على البيئة من أية مشكلات مستقبلية، حيث أدرك واتفق الجميع على قاعدة، أنه مهما كانت الخطط والأفكار الرسمية مثالية وطموحة، فالعبرة بتطبيقها في المنزل والمدرسة والشارع ومكان العمل، والمجتمع ككل، وطالما أن المستقبل للشباب، فالشباب هم الأمناء على المستقبل الآمن من أية منغصات بيئية، هكذا خلصت القمة المصغرة.





.