المرأة عدوة نفسها

بقلم الاعلامية / د هاله فؤاد
بداية ، اعتقد أن من يقرأ عنوان المقال وخاصة من قرائي الأفاضل سيندهش ، فأنا دائما ادافع عن المرأة وحقوقها .
ولكن لاداعي للاندهاش ، فأنا بهذا ادافع بالقطع عن المرأة .
لطالما تأذيت من بعض المشاهد في المسلسلات سواء التليفزيونية أو السينمائية أو الاذاعية ، من ترديد بعض الأمهات البنت مالهاش غيرالجواز ،والجواز سترة .
والأم التي تأمر إبنها بضرب أخته لتربيتها وهي بتردد ، اكسر للبنت ضلع يطلع لها اربعة وعشرين .
وماتأمر به الابنة الكبرى بسماع كلام أخيها الصغير لأنه هو الرجل .
وغيرها من الجمل التي تحط من شأن المرأة وتضيع حقوقها ، وتجعلها تابع للرجل .
هذه التربية هي من تجعل في مجتمعنا سي السيد والست أمينة .
سي السيد المطاع لأنه ذكر في شهادة الميلاد ، وأمينة التابعة الضعيفة المهانة لأنها أنثى في شهادة الميلاد .
هذا دائما يثير غضبي من صورة المرأة في الاعلام ، ولكن ما أدهشني وأزعجني هو سماعي لاحدي المثقفات في مؤتمر عن المرأة هي بالمناسبة إمرأة عاملة ، ولكنها تدعو المرأة بالرجوع إلى البيت ،الأبشع من ذلك أنها تطلب من المرأة أن تكون تابع للرجل .
ونسيت أن (الله تعالى ) يقول في كتابه العزيز :
ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف .
ويقول جل شأنه :
وخلقناكم من ذكر وأنثى لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم .
وقوله تعالى:
من عمل منكم صالحا من ذكر أو أنثى فلنحيينه حياة طيبة .
في نفس المؤتمر كان لأحد شيوخ القبائل البدوية رأي أخر :
فالمرأة البدوية لها قيمتها في المجتمع وتتمتع بالاحترام والتقدير ، والرجل يشاورها في الأمور التي تتعلق بعمله . وحينما سألته عن مقولة الاستاذ :محمد بوعود :
لا أدري لماذا كلما كتب أحدهم المرأة عورة ،أجد نفسي أقرؤها :المرأة روعة .
قال فعلا المرأة ليست عورة بل هي روعة ، وأقول للناس ال بتقول ان المرأة عورة أنهم ناس بعيدين عن الدين وعن القرأن وعن السنة ، المرأة كانت تقاتل في ساحات القتال أيام الرسول عليه الصلاة والسلام ، وكانت تداوي الجرحى وتسوس الخيل وتقود الحروب جنبا الى جنب في الغزوات ، والأن المرأة نصف المجتمع ، لا بل المجتمع كله .
واقول للرجل اتقي الله في المرأة فهي أمك التي ربتك حتى وصلت لما أنت فيه ، وهي أختك ، وإبنتك ، وزوجتك .
وكان لى لقاء مع أحد الكوادر الشبابية الذي أخبرني بأن له إخوة على أعلى قدر من العلم والثقافة ، وأن والدتهم أستاذة الجامعة لها الفضل كل الفضل في تربيتهم ووصولهم إلى أعلى درجات العلم .
وأنهم لم يشعروا أبدا بأي تقصير في حقوقهم في الرعاية .
كانت هذه أراء الرجال في المرأة وحقوقها وكيانها وعملها خارج المنزل والذي تود بعض الأصوات الرجعية بعودة المرأة الى زمن الحريم والجواري٥
نجدأن المرأة عدوة نفسها حينما ترضى عن الحرمان من الموارد وعن العنف الذي تتعرض له من قبل ال زوج ، لخوفها من أسرتها أو مخالفة ما تعتقده أوامر مقدسة تستدعي عقاب أخروي .
ويمكن أن تكون المرأة عدوة نفسها نتيجة التربية الذكورية التي تشربتها النساء وصارت جزءا من تركيبتهن الذهنية اللا واعية .
إن الله تعالى خلق الانسان سواء ذكر أو أنثى ليعمروا الأرض ،ولن تعمر الأرض بدون ود ومودة ومحبة ، ولن تكون هناك مودة ورحمه بالتسلط ، وبنظرة الرجل للمرأة بأنها أدنى منه .
لن تستقيم الحياة الزوجية والأسرية والمجتمع ، طالما هناك تمييز وظلم للمرأة .
اذا شعرت المرأة بالاحترام والندية في التعامل بأنها إنسان مثل الرجل ، تسود الحياة التعاون والتشاور ، والأخذ بالرأي الصحيح سواء كان من الر جل أو المرأة .
هنا ستكون الأسرة السعيدة والمجتمع المستقر.
عزيزتي المرأة أنت إنسان مثل الرجل لست أقل منه ، لا تستسلمي للعادات والتقاليد الخاطئة .
انت تمتلكين الحق في التعليم والعمل والاختيار ، ولا تنظري للأحاديث الموضوعة التي تحط من شأنك الرسول الكريم برئ منها فانت لست ناقصة عقل ولادين .
لاتنظرين للأراء الهدامة ، حينما نقول السيدة نفسسة نفيسة العلم ، وماري كوري عالمة الفيزياء ، يقول الرجال أن هذه أمثلة نادرة .
وأقول لكن أيتها النساء أن منكن الكثير والكثير مثل السيدة نفيسة وماري كوري في العلم والدين .
تحياتي لكل إمرأة تعرف قدرها ، ولكل رجل يقدر المرأة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى