“هل استراتيجية التعليم المقلوب (الصف المعكوس) هي الأكثر تحقيقياً للأهداف وتنميةً للتفكير الناقد والإبداع عند الطلاب؟  “

تقديم الباحث أ/ عبد الحميد إسماعيل محمد – دولة الإمارات العربية المتحدة

إيماناً بأن لكل زمان أدواته ووسائله وأن حركة التغيير لا يمكن أن تتوقف وانطلاقاً من خبرات مهنية كبيرة في الميدان التربوي قدم الباحث /عبدالحميد إسماعيل محمد  لدراسة بحثية بعنوان “أثر استراتيجية التعليم المقلوب (الصف المعكوس) في تنمية مهارات التفكير العليا في الفهم القرائي لدى طلاب الصف الثامن بمدرسة التميز ح2- بمدينة العين -بدولة الإمارات العربية المتحدة ، وتأتي هذه الدراسة لتقيس أثر تطبيق الاستراتيجية والتي تستفيد بشكل كبير من التطور الهائل الحاصل في مجال البرمجيات والذكاء الاصطناعي وتنوع مصادر التعليم وانترنت الأشياء وبذات الوقت التوجه العالمي والمتزايد للتعليم عن بعد، وتغيير بيئات التعلم  والاستفادة القصوى من وقت الحصة الدراسية ، وتحقيقاً لأهداف التعليم المستدام من امتلاك الطلاب لمهارات التعلم ، ولأن توفير نظام تعليمي رفيع المستوى أحد مرتكزات الأجندة الوطنية لتحقيق رؤية الإمارات 2021 ، حيث تضمنت عدداً من المؤشرات الوطنية لتحقيق ذلك، ومنها التأكيد على أن يكون طلاب دولة الإمارات من بين الأفضل في العالم في القراءة . الأمر الذي يجعل المعلمين في بحث دائم على اختيار أفضل الاستراتيجيات وأنسب طرق التعليم؛ وجب إخضاع هذه الاستراتيجيات للتجريب وقياس الأثر لاختيار المناسب منها والداعم لتحقيق الرؤى والأهداف ؛ ولهذا تم اختيار استراتيجية تعد من أفضل الاستراتيجيات التي تساعد على بناء علاقات أقوى بين التلميذ والمعلم ،وتجعل التلميذ يتعلم حسب وتيرته الخاصّة، كما أنها  تشجع على الاستخدام الأفضل للتقنية الحديثة في مجال التعليم، وأيضاً هي أداة جيّدة للتشخيص وتضمن الاستغلال الجيد لوقت الحصة ويمكن اشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية ومن خلالها يتحول الطالب الى باحث عن مصادر معلوماته كما أنها وكما أثبتت الدراسة تُعزّز التفكير الناقد والإبداعي والتعلم الذاتي وبناء الخبرات ومهارات التواصل والتعاون بين الطلاب.

وللتأكد من فاعلية هذه الاستراتيجية وقياس أثرها قام الباحث بإجراء اختبار قبلي وبعدي لقياس تحقق نواتج التعلم بالإضافة لاستبانة استطلاع رأي لمعرفة تأثيرها على دافعيتهم للتعلم. وأظهرت النتائج وجود أثر ملموس على زيادة دافعيتهم للتعلم وارتفاع ملحوظ في معدل درجاتهم في الاختبار البعدي مما يدل على تحقق نواتج التعلم. حيث ارتفع معدل تحصيلهم في الاختبار البعدي عن القبلي وتحديداً في مهارات التفكير العليا واظهرت استبانة استطلاع الرأي عن رضى الطلاب وتفضيلهم للتعليم المقلوب على الفصل التقليدي.

عينة ومجتمع الدراسة

اختار الباحث مدرسة التميز ح2- بمدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة بطريقة قصدية نظراً لعمله بها كمدرس لمادة اللغة العربية لصفوف الثامن، وللدعم المحفز والمستمر من إدارة المدرسة والمشجع على التطوير ، وتم اختيار شعبتين لتطبيق التجربة وبلغ عدد الطلاب (42)  طالباً بواقع (21) طالباً للمجموعة الضابطة و(21) طالباً للمجموعة التجريبية.

الجانب التطبيقي

لتحقيق أهداف الدراسة قام الباحث بالإجراءات الآتية:

-تحديد أفراد الدراسة، واختيار شعبتين من طلاب الصف الثامن (بمدرسة التميز ح2 – العين) ضابطة وتجريبية، وقد وقع الاختيار على تطبيق الدراسة بسبب تبني المدرسة لمشاريع توظيف المستحدثات التكنولوجية الحديثة، بالإضافة إلى توفر الأدوات والإمكانات اللازمة لتطبيق الدراسة، وتعاون مدير المدرسة وتسهيل تطبيق الدراسة.

-تم تحديد قائمة بمهارات فهم المقروء وتطويرها والمؤشرات السلوكية الدالة عليها، ثم بناء الاختبار في ضوء المهارات والمؤشرات، والتحقق من صدق الاختبار وثباته.

-تم تطبيق الاختبار القبلي على المجموعة التجريبية والضابطة.

-تم تطبيق استراتيجية التعليم المقلوب على طلاب المجموعة التجريبية وتطبيق الطريقة الاعتيادية على المجموعة الضابطة.

-بعد انتهاء التجربة تم تطبيق الاختبار البعدي على المجموعتين (التجريبية والضابطة)، وتحليل البيانات، ثم استخلاص النتائج، وكتابة التوصيات.

جدول المتوسطات الحسابيّة، والانحرافات المعياريّة لأداء عينة الدراسة على فقرات اختبار فهم المقروء ككل القبليّة والبعديّة

المعدل البعدي القبلي استراتيجية

التدريس

الانحراف المعياري المتوسط الحسابي الانحراف المعياري المتوسط الحسابي المتوسط الحسابي الانحراف المعياري
.33 10.06 3.46 11.40 1.21 5.61 الطريقة الاعتيادية
.34 18.19 4.73 16.78 1.46 4.54 التعلم المقلوب
4.91 14.03 1.44 5.09 الكلي

يتبين من الجدول السابق وجود فروق ظاهريّة بين المتوسطات الحسابيّة لأداء عينة الدراسة على فقرات اختبار  فهم المقروء ككل البعديّ، وذلك وفقًا لمتغير المجموعة

التوصيات:

وقدم الباحث مجموعة من التوصيات  في ضوء ما توصل إليه البحث الحالي من نتائج وهى:

–  الاهتمام باستخدام استراتيجية التعلم المقلوب في تدريس فروع اللغة العربية.

– الاهتمام بتنمية مهارات الفهم القرائي بمختلف مستوياته.

– توجيه المعلمين على مرحلة إعداد الدروس وتوظيف التقنيات والمنصات التعليمية قبل الحصص.

– إعداد قائمة بمهارات الفهم القرائي بما يتناسب وكل مرحلة دراسية.

– يقترح الباحث القيام بعمل ورش عمل لاستراتيجية التعليم المقلوب ونشرها على أوسع نطاق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى