الصداقه بين الرجل والمرأة حب مقنع بقلم شيرين شيحه

#لقطة_من_شاشة_الحياة

 

في واقع الأمر لا يوجد شيء اسمه (صداقة بين رجل وامرأة) أو شاب وفتاة..

 

علاقة الصداقة نوع من العلاقات الإنسانية لا يمكن وجوده من الأساس بين الجنسين دون أن يتطور إلى شكل آخر من العلاقات أنقاها الحب والزواج وأقبحها العلاقة المحرمة..

 

أقول أنه لو دققنا النظر في حقيقة ما يسمونه صداقة بين رجل وامرأة لوجدناه لن يخرج عن :

 

_ علاقة حب مقنّعة من أحد الطرفين

_ علاقة حب مستحيلة من الطرفين تحاول أن تأخذ شكلًا اجتماعيًا مقبولًا

_ علاقة حب مؤجلة من الطرفين تنتظر أن يشعل أحدهما شرارة البوح..

 

إن تعاليم الإسلام- الذي أعتنقه – لم تُحرّم تعامل الرجل مع المرأة في إطار المباح والمشروع كقضاء الحوائج والبيع الشراء، العلم،وزمالة الدراسة والعمل والمجال المشترك،

ولكنه حرّم ما عدا ذلك من القرب غير المشروع والذي لا تُحمد عواقبه،

ففي الصحيحين وغيرهما عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.”

قال النووي في شرحه لصحيح مسلم:

“وأما قوله صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت. فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه بخلاف الأجنبي، والمراد بالحمو هنا أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه، فأما الآباء والأبناء فمحارم لزوجته تجوز لهم الخلوة بها ولا يوصفون بالموت”

 

وإذا كان هذا هو الحال و التحذير من النبي بالنسبة للأقارب أصحاب الثقة والمكانة فكيف بمن تتخذه المرأة صديقًا؟!

 

كلمة” صاحبة ” نفسها لم ترد في القرآن إلا للدلالة على الزوجة فقط ولا معنى آخر لها غير علاقة الارتباط بالزواج..

 

إن الميل إلى الجنس الآخر غريزة في بني آدم وبنات حواء على السواء، والغريزة إن لم تُقيّد وتهذب بالطرق المشروعة تتحول إلى شهوة، والشهوة ذئب لو تركنا له الحبل على الغارب سيأكل كل ما ربيناه في دواخلنا من تقوى وخشية وفضيلة..

 

أعود لأقول أن الصداقة بالمعنى الفعلي لكلمة الصداقة من التعاطف والتحيز للصديق، والثقة الكاملة في كل تصرفاته.. مناقشة كل تفاصيل الحياة معه بلا حرج وتعرية دقائق النفس.. مناقشة كل المشكلات.. البوح بلا قيود وغيرها من دعائم علاقة الصداقة

لا وجود لها بين رجل وامرأة، فإذا وجدت بهذا الشكل فقد تطورت إلى شكل آخر من العلاقات كما ذكرت.

 

كثير من دراسات علم النفس نوهت إلى أن تطور علاقات الصداقة بين الرجل والمرأة إلى شكل آخر من العلاقات أمر وارد جدًا..

الغربيون أنفسهم دعاة الحرية والعلاقات المتحررة ناقشوا ذلك في العديد من الأعمال الأدبية والفنية حتى وإن خرجت في إطار كوميدي نجدها جميعا تخلص إلى نفس النتيجة فنجد فيلم

My Best Friend’s Wedding

“يدور حول «جوليان» وصديقها «مايكل» اللذان يعرفان بعضهما لسنوات عديدة، وفي إحدى الأيام يخبر «مايكل» صديقته «جوليان» أنه تعرف أخيرا على فتاة أحبها «كيمبرلي» وسيتزوجها قريبا، فعندما تشعر «جوليان» أنها ستفقد صديقها العزيز إلى الأبد تكتشف أنها تحبه، ولا تريد أن تخسره، فتذهب بدعوى مساعدته في الفرح، وتحاول التقرب منه، وفي نفس الوقت تحاول تخريب علاقته بحبيبته قبل أن يتزوج ويصبح ملكا لغيرها إلى الأبد.

الفيلم بطولة، جوليا روبرتس، ديرموت مولروني، وكاميرون دياز.”

 

الكثير من قصص الواقع تؤكد استحالة دوام صداقة – بمعنى الصداقة-بين رجل وامرأة

ولنأخذ مثالًا بسيطا على ما يمكن أن تنزلق إليه تلك العلاقة بشكل عفوي :

لنفرض أن امرأة متزوجة شكت لصديقها الرجل في يوم من الأيام من خلاف حدث بينها وبين زوجها – مما لا يخلو أي منزل منه – وبدوره كصديق فقد انحاز لموقفها وخرجت منه كلمات إطراء في شخصها استنكرت كيف يعاملها زوجها بهذا الأسلوب وأنها تستحق معاملة أفضل من ذلك بكثير..

ظاهر الأمر أنه لم يحدث أي تجاوز من الطرفين

ولكن تعالوا لنحلل النتيجة :

هنا سوف تبدأ المرأة في المقارنة بين موقف الصديق اللطيف المتعاطف المتفهم لوجهة نظرها وموقف الزوج الذي أغضبها وقد يتغير قلبها تجاهه..

على الجانب الآخر فقد وقع هذا الصديق في مخالفة شرعية دون أن يقصد تضعه في دائرة وصف الحديث النبوي : ” لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا”

ومعناه: أفسد أخلاقها عليه وتسبب في نشوزها عنه.

 

يا أعزائي أذكركم ونفسي بحديث النبي الكريم :

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ : إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، والْحَرَامَ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَنْ وقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، أَلَا وإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وهِيَ الْقَلْبُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

 

#صباحكم_خير

#شيرين_شيحه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى