مفوضة الاتحاد الإفريقي: قمة “دكار” شهدت إشادة إفريقية كبيرة بالتجربة المصرية في مجال البنية التحتية|

تستضيف العاصمة السنغالية دكار قمة “تمويل تنمية البنية التحتية في إفريقيا”، وهي المرة الثانية التي تعقد فيها هذه القمة منذ عام 2014، وعقدت القمة برئاسة الرئيس ماكي سال، رئيس جمهورية السنغال، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، وبحضور الرئيس بول كاجامي، رئيس جمهورية رواندا، رئيس اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإنمائية الإفريقية (النيباد)، وبحضور متميز من الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء وأيمن بن عبدالرحمان، الوزير الأول بجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية، حيث تعد مصر والجزائر دولتين مؤسستين لوكالة التنمية الإفريقية النيباد .
وقالت الدكتورة أماني أبو زيد مفوض الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الإفريقي في تصريحات صحفية علي هامش القمة ” إن قمة تمويل البنية التحتية في أفريقيا ” تعقد في ظل ظروف دولية صعبة خاصة فيما يخص قضايا التمويل في العالم، بالنظر للقضايا المتلاحقة التي يشهدها العالم منذ عام 2020، والتي أظهرت أيضا أهمية بناء القدرة علي تحمل الصدمات والتعامل معها، بالإضافة الي أهمية البنية التحتية في تحقيق التنمية في دول القارة الأفريقية وأهميتها التنافسية وأيضا أهميتها في وصول الخدمات الأخري وأهميتها في المشاركة في برامج التنمية للجميع خاصة القطاع الخاص الإفريقي.
وأضافت ” جدير بالذكر هنا أن القارة الإفريقية تواجه ضعف شديد في البنية التحتية، حيث تقدر الفجوة التمويلية لبرامج البنية التحتية في القارة بحوالي من 100 إلي 170 مليار دولار سنويا لازمة للقارة لمدة 10 سنوات لتغطية هذه الفجوة التمويلية .
وأوضحت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الإفريقي أن قمة دكار تقوم بالأساس علي تمويل برنامج المرحلة الثانية من البرنامج الإفريقي للبنية التحتية، مشيرة إلي أن هذا البرنامج تم إعداده وبلورته واختيار المشروعات وتحديد المحددات لها وتوجهاتها المستقبلية تحت الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي، وأيضا كان يترأس الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، اللجنة الوزارية الإفريقية المشكلة لهذا الغرض .
وقالت الدكتورة أماني أبو زيد ” إذن مصر لعبت دورا كبيرا جدا في صياغة هذه المشروعات التي يبلغ عددها 69 مشروعاً اقليمياً وعابر للقارة، وتمت بلورتهم وإختيارهم وأيضا تم إطلاقهم تحت الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي كما ذكرت سابقا.
ولفتت مفوض الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الإفريقي أن الجلسات التي شهدتها قمة داكار عكست الاهتمام الكبير بالتعاون الإفريقي الإفريقي والاستعانة بالشركات والخبرات الإفريقية في تنفيذ مشروعات البنية التحتية، وذلك لعدد من الأسباب علي رأسها تميز تلك الشركات وأيضا من أجل تحقيق الخطوات الطموحة فيما يتعلق ببناء الخبرات داخل القارة الأفريقية، حيث تم التطرق في الجلسات إلي أهمية وجود شراكات إفريقية إفريقية بين هذه الشركات الموجودة داخل القارة، لتعزيز قدراتها علي التقدم للعطاءات الكبيرة والفوز بها، مشيرة إلي أن هذا الأمر حظي باهتمام كبير خلال الفعاليات التي شهدتها القمة، حيث تم التطرق لها في أكثر من مداخلة رئاسية، وأهمية استخدام الخبرات الإفريقية .
وقالت الدكتورة أماني أبو زيد ” في الحقيقة كنت فخورة جدا بمداخلات الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة والمهندس كامل الوزير وزير النقل، والتي أشاد بها الجميع، والنقلة النوعية والقفزة الرهيبة التي تحققت وغطت تأخر ما يقرب من حوالي أكثر من 30 عاما في البنية التحتية في مصر تمت جميعها بأيد مصري، مضيفة ” كانت هناك إشادة كبيرة خلال القمة بالتجربة المصرية في مجال البنية التحتية، وطلب الجميع أن يتم الحذو بتلك التجربة المصرية وطلب هذه الخبرات المصرية في هذا المجال.
وأشارت الدكتورة أماني أبو زيد إلي مشاركة عدد كبير من الشركات المصرية في القمة علي رأسها شركة المقاولون العرب وحسن علام وأوراسكوم والسويدي وغيرها، لافتة إلي أن القمة فرصة جيدة للشركات المصرية والافريقية .
وأوضحت مفوضة الطاقة والبنية التحتية أن فعاليات القمة اليوم الجمعة من المقرر أن تشهد جلسات سيتم خلالها عرض مشروعات بعينها في القارة علي الشركات المنفذة والاستشاريين وعلي مؤسسات التمويل .
ونوهت إلي مشاركة عدد من مؤسسات التمويل الدولية خلال فعاليات القمة علي رأسها البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية والبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسمبانك) الذي أشاد من جانبه بالتجربة المصرية في مجال البنية التحتية وكيف أن عدد من المشروعات التي تنفذ في القارة يتم تنفيذه بأياد مصرية، مثل سد جوليوس نيريري في تنزانيا، لافته الي وجود اهتمام من جانب ” Africa 50 ” بمشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في القارة، وقالت ” حضرت جزء من النقاش بينها مع الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة، ونتمني في القريب العاجل نري اتفاقا في هذا المجال ” .
وأكدت الدكتورة أماني أبو زيد أن القمة شهدت أفكارا جيدة وتواجدا قويا والجميع يسعي لمشروعات تطبق عمليا وليست شعارات أو أمورا نظرية، وقالت ” وبرز في هذا المؤتمر أهمية أن يكون هناك تمويل بشروط تفضيلية أو منح للدول الإفريقية بالنظر كما ذكرت الي وجود فجوة تمويلية ضخمة جدا، فلا يمكن تصور أنه بالشروط الحالية التي تفرضها الدول أو المؤسسات التمويلية أن تستطيع القارة سد هذه الفجوة التمويلية أو تستطيع تحمل عبء الديون الكبيرة التي تعاني منها القارة .
وأوضحت الدكتورة أماني أبو زيد أن القمة شهدت اهتماما كبيرا بقضايا السلم والأمن والقارة، خاصة من جانب موسي فقي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، بالنظر لأهمية هذا الأمر في تنفيذ مشروعات البنية التحتية وركيزة أساسية في تحقيق التنمية في دول القارة، وهذا يعد جزءا من جهود الاتحاد الإفريقي في هذا المجال خاصة في منطقة الساحل والصحراء التي تعاني من عدة صراعات.
ونوهت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي أن الاعداد لمشروعات البنية التحتية تتطلب مبالغ كبيرة وتأخذ جهودا ووقتا كبيرا، وفي هذا الصدد اشارت أكثر من جهة تمويلية الي استعدادها ولديها بالفعل برامج لتغطية جزء من نفقات الدراسات والاعداد لهذه المشروعات، وقالت ” هناك بعض الجهات تطرقت لأهمية أن يكون هناك أدوات تمويلية تغطي جزءا من المخاطر والتي بسببها تزيد الفوائد .
وأكدت الدكتورة أماني أبو زيد في هذا الصدد أن هناك تقييما غير عادل نهائيا لإفريقيا من مؤسسات التقييم الدولية فيما يخص موضوع تقييم المخاطر، وبالتالي ما يطبق علي إفريقيا من فوائد وشروط عالية جدا مقارنة بظروف دول ومناطق أخري في العالم .
وقالت ” الحقيقة النقاش خلال فعاليات القمة كان منصبا علي جوانب كثيرة في موضوع التمويل، وتحديدا تمويل البرنامج الثاني للبنية التحتية الإقليمية والعابرة للقارة والتي تمت إعداده وبلورته وإطلاقه تحت رئاسة مصرية خالصة علي المستوي الرئاسي وعلي المستوي الوزاري، مشيرة إلي أن وزيري الكهرباء والنقل كان لهما مداخلتان قويتان استعرضا خلالهما ليس فقط التجربة المصرية وإنما عدد كبير من الجهود الإقليمية مع دول الجوار للربط الكهربائي والطرق والسكك الحديدية والملاحة النهرية وتطوير الموانئ .

