اخبار عالميةاخبار عربيةمال و أعمالمقالات

شريحة ثمنها دولار واحد تهدد العالم ؟

أين موقع دول الشرق الأوسط والعالم من هذه الصناعة ؟

بقلم : تامـــر حســـن

رفع عمالقة الصناعة حول العالم الراية البيضاء أمام أزمة نقص الرقائق الإلكترونية التي تجتاح الصناعات كافة وتذهب أزمة نقص الرقائق من سيئ إلى أسوأ في ظل انضمام صناع السيارات إلى عمالقة التكنولوجيا “أبل إنك”، و”سامسونج إلكترونيكس كو” في رفع راية خفض الإنتاج وفقدان الإيرادات.

ما حجم تجارة أشباه الموصلات في العالم سنوياً؟

ووفقاً لموقع (IDC) بلغت قيمة عائدات  صناعة أشباه الموصلات 439.8 مليار دولار أمريكي في عام 2020

وتوقع الموقع أن تصل عائدات قطاع أشباه الموصلات في جميع أنحاء العالم إلى 661 مليار دولار في عام 2022 بمعدل نمو سنوي قدره 13.7% بعد النتائج القوية لعام 2021 حيث وصلت الإيرادات إلى 582 مليار دولار ومن المتوقع أن تبلغ قيمتها أكثر من 800 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026 مسجلاً معدل نمو سنوي مركب يقارب 7.6٪ خلال فترة التوقعات

بالرغم من سيطرت  الولايات المتحدة علي  إنتاج أشباه الموصلات عالميا ؟

فقد تراجعت حصتها من 37% عام 1990 إلى 12% في العام 2020.

فما مكانة المنطقة العربية في هذه الصناعة؟

خطت بعد الدول العربية ومنها مصر وقطر وسلطنة عمان و السعودية والإمارات خطوات جيدة في هذا المجال عبر استثمارات عملاقة ستظهر نتائجها خلال السنوات المقبلة.

 أولا ما  هي أهمية الرقائق الإلكترونية أو أشباه الموصّلات؟

هي شريحة رقيقة من مادة نصف موصلة مثل بلورة أحادية من السيليكون النقي تستعمل لتصنيع الدارات المتكاملة وأجهزة أخرى ميكروية وحيث توجد رقائق السيليكون في كل جهاز هذه الأيام وهذا يتضمن الهواتف والحواسيب والسيارات حتي أدوات المطبخ .

وتحتل تقنية الرقائق الإلكترونية موقع الصدارة في الكثير من الصناعات، وهي رقائق متناهية الصغر، لكن لا غنى عنها لتصبح مكون أساسي في جميع المنتجات الإلكترونية. أصغر بكثير من خصلة شعر الإنسان  والتي تتراوح ما بين 50 إلى 100 ألف نانومتر وتعتبر هذه الرقائق الأصغر حجما ألاكثر قوة مما يعني أنها تدخل في أجهزة أكثر قيمة مثل أجهزة الكمبيوتر العملاقة والذكاء الاصطناعي إن تصنيع أشباه الموصلات معقد ومتخصصة ومتكاملة.

وتقع هذه الأجزاء الصغيرة من السيليكون في قلب صناعة تبلغ قيمتها 500 مليار دولار ومن المتوقع أن تتضاعف بحلول عام 2030.

فمثلا عندما  يحتوي جهاز هاتف آي فون على شرائح تم تصميمها في الولايات المتحدة  ويتم تصنيعها في تايوان أو اليابان أو كوريا الجنوبية ثم تم تجميعها في الصين او الهند اوفي دولة في شرق اسيا

حقا انها صناعة معقد ومتخصصه ومتكاملة تماما في ان…..

أهم الدول والشركات التي  تصميم وتصنع الرقائق الإلكترونية أو أشباه الموصلات :

تم اختراع أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، ولكن مع مرور الوقت ظهرت شرق آسيا كمركز تصنيع وتجميع اشباه الموصلات إلى حد كبير بسبب الحوافز الحكومية بما في ذلك الإعانات الخارجية

وتقود دول متقدمة محددة سلاسل التوريد العالمية لأشباه الموصلات وهي الولايات المتحدة الأمريكية وتايوان واليابان وهولندا وكوريا الجنوبية وهي الدول التي تقدم تصميمات ومعدات تصنيع أشباه الموصلات، ولديها حقوق ملكية فكرية لا يُسمح بالتعدي عليها .

وتتصدر الولايات المتحدة الأمريكية تصميم أشباه الموصلات عالميا بحصة سوقية 45% وتشكل مع اليابان حصة إجمالية 70% من سوق إنتاج معدات تصنيع أشباه الموصلات بينما تبلغ حصة تايوان 20% وكوريا الجنوبية  25%.

أما على مستوى تصنيع الرقاقات الإلكترونية وهي الشركات التي تعرف تقنيا بـ المسابك (Foundries) وتتخصص في تصنيع وإنتاج الرقاقات الإلكترونية دون أن تكون مالكة لحقوق تصميماتها أو المعدات عالية التقنية اللازمة لذلك وهي تعمل بمثابة مصادر خارجية لإنتاج الرقاقات، وتتركز في آسيا وتمثل تايوان والصين وكوريا الجنوبية ما يقرب من 87% من سوق ( المسابك ) العالمي لصنع الرقاقات الإلكترونية وتسيطر 10 شركات على هذه الصناعة .

أين موقع دول الشرق الأوسط والعالم من هذه الصناعة ؟

الإستراتيجية الأوروبية لدعم صناعة الرقائق الالكترونية ؟

وفي هذا المجال تسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى اللحاق بالدول المنتجة للرقائق الإلكترونية وتطوير صناعة الرقائق داخل دول الاتحاد خصوصا بعد الأزمة التي أدت إلى نقص هذه الرقائق مما دفع القطاعات الصناعية في بعض الدول الأعضاء منها ألمانيا وبالأخص في قطاع صناعة السيارات على سبيل المثال إلى خفض إنتاجها بمقدار الثلث بالإضافة إلى التأخر في تسليم المنتجات الإلكترونية الأخرى مثل الكاميرات الرقمية، أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة الطبية لفترات طويلة.

وتتضمن خطة المفوضية الأوروبية لدعم صناعة الرقائق الالكترونية داخل دول الاتحاد توفير ما يقرب من 43 مليار يورو حتى العام 2030م. وتهدف هذه الأموال إلى المساعدة في بناء مرافق إنتاج الرقائق في أوروبا ودعم الباحثين والمطورين وذلك من اجل مضاعفة حصة أوروبا من إنتاج الرقائق في السوق العالمي من 10 %في الوقت الحالي إلى 20 % بحلول عام 2030م. كما تعمل المفوضية على تخفيف القواعد المنظمة لتلقى الشركات الخاصة بإنتاج الرقائق الالكترونية المساعدات الحكومية حتى تتمكن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من تقديم الدعم اللازم لرفع إنتاجية هذه الشركات، حيث تعمل قواعد المفوضية على ضبط الحد المسموح به

مصر بدئت خطة لتوطين صناعة الرقائق الإلكترونية في مصر باستغلال الموارد الطبيعية

فقد تم وضع خطط إستراتيجية من أجل توطين صناعة الرقائق الإلكترونية من خلال دعم مشروعات التنقيب عن المعادن التي تدخل في الصناعات المرتبطة بتحول الطاقة. وبتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية، وزيادة القيمة المضافة، والتوجه نحو توطين صناعة الرقائق الإلكترونية في مصر وتفعيل آليات الاستثمار في خامات الكوارتز والرمال البيضاء واستغلال الموارد الطبيعية .

وعقد رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في أغسطس الماضي  اجتماعًا لاستعراض آليات الاستثمار وحوافزه في خامات الكوارتز والرمال البيضاء.

المغرب  صناعة السيارات الكهربائية تجذب أنظار العالم :

بدأت بالفعل في دولة المغرب في صناعة السيارات الكهربائية وكان الداعم لها هو الاستقرار السياسي والموقع الجغرافي والكفاءات المتوفرة لديها في الذكاء الاصطناعي.

أعلنت الرباط مؤخرًا توقيع اتفاقية وشيكة لبناء مصنع “غيغافاكتوري” لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في المغرب وهذا التوقيع يعزز موقع المغرب رائدًا للنقل الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتعدّ هذه الخطوة تطورًا ذا أهمية هائلة للمملكة بصفتها مركزًا لتصنيع السيارات على نطاق عالمي له أهمية حيوية في ضمان مرونة سلسلة التوريد الغربية لتعزيز دور النقل الخالي من الكربون في مكافحة التغير المناخي.

الرقائق وأشباه الموصلات في تركيا ماذا تعرف عنها ؟

تعتبر تركيا واحدة من الدول القليلة حول العالم القادرة على تصنيع الرقائق الإلكترونية بإمكانيات محلية. فمنذ 1983 يُنتج مختبر YİTAL الذي أنشئ لإجراء البحوث في مجالات تكنولوجيا أشباه الموصلات، الرقائق الخاصة بالمنتجات الوطنية، وتحديداً الدفاعية.

الخليج انطلاقة جيدة بالرغم من تأخيرها باتت دول الخليج تدرك أهميتها

قمة عالمية لأشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية بسلطنة عمان الشهر المقبل

وهذه الصناعة المتطورة عالمياً باتت دول الخليج تدرك أهميتها، وأعلنت عن استثمارات ضخمة فيها ستحظى بمكانة مهمة خلال السنوات المقبلة

و تستضيف سلطنة عمان أعمال القمة العالمية لأشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، يوم 22 فبراير المقبل وعلى مدار يومين بمشاركة عدد من الشركات العاملة في مجال أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية من مختلف دول العالم.

وأكدت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات العمانية على أن تنظيم هذه القمة يأتي ترجمة لتوجهات البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي ومواكبة لتوجه سلطنة عمان لتحقيق أهداف “رؤية عمان 2040” لتنمية الاقتصاد الرقمي، وجذب الاستثمارات في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، واستقطاب الشركات العالمية في مجال صناعة أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية لتأسيس مشاريعها في سلطنة عمان.

قطر تعمل على توفير متطلباتها وحاجاتها من أشباه الموصلات:

وتركيز على تشجيع نهج الابتكار لتتمكن من ضمان تنفيذ استراتيجياتها الرقمية الطموحة ولتعزيز القطاع التقني في مختلف المجالات الذي يشكل جزءاً جوهرياً من نهضة قطر ورؤيتها الاقتصادية2030

ولا شك بأن الخطوة الأولى تبدأ دائما بالكوادر البشرية التي يجب أن تتمتع بالفكر المنفتح والعلم والخبرة إن تحقيق النمو السريع والمستمر في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطر يعتمد بشكل أساسي على التسهيلات الكبيرة التي توفرها القيادة القطرية وتوافر برامج وسياسات تتسم بالشفافية والنزاهة.

ومع وجود بنية تحتية راسخة للاتصالات تتيح للشركات والأفراد استخدام التكنولوجيا الحديثة وتطبيقها بسهولة.

بالإضافة لتطبيق إجراءات أمنية صارمة ومتطورة لضمان أمن الأفراد والمجتمعات فيما يتعلق بارتباطهم بالفضاء الالكتروني وتفاعلهم مع مختلف التقنيات والحلول والخدمات الرقمية.

السعودية نجاح المملكة في تصنيع أول رقائق ذكية على أراضيها :

كشف وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبد الله السواحة عن نجاح المملكة في تصنيع أول رقائق ذكية على أراضيها، للاستخدامات العسكرية والتجارية والمدنية كما أعلن الوزير عن إطلاق برنامج “همة”وهو أكبر برنامج تقني بحزمة 2.5 مليار ريال (67 مليون دولار) لدعم سوق التقنية بأكثر من 20 منتجاً ودعم الرياديين المبتدئين والمتقدمين. وسيركز على تحقيق الريادةة العالمية للسعودية في صناعة التقنية، من خلال إطلاق البرنامج الوطني لتنمية قطاع تقنية المعلومات. وفي مارس 2022، أطلقت السعودية برنامجاً يعدّ الأول من نوعه بالمنطقة يستهدف توطين تكنولوجيا صناعة الرقائق الإلكترونية.

الإمارات العربية  تستثمر في الرقائق الالكترونية :

أعلنت العام الماضي شركة ((مبادلة الإماراتية)) عن استثمار بنحو 4 مليارات دولار في بناء مصنع للرقائق الإلكترونية وفي يونيو 2021 أعلنت “غلوبال فاوندريز”- المملوكة لشركة مبادلة للاستثمار المتخصصة في مجال تصنيع الرقائق الإلكترونية بدء أعمال الإنشاء لمصنع جديد للرقائق في سنغافورة بتكلفة 15 مليار درهم (4 مليارات دولار أمريكي) ويجري إنشاء المصنع بالشراكة مع مجلس التنمية الاقتصادية السنغافوري وبمساهمات من بعض عملاء شركة “غلوبال فاوندريز”. ويُسهم المشروع في تلبية الطلب المتزايد على التكنولوجيا وخدمات الرقائق الإلكترونية .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى