كيف تحولت “الصحافة الزراعية” إلى لسان حال الفلاحين؟.. جولة مع أقدم مجلات البساتين فى مصر| صور
بدأت الصحافة الزراعية تشق طريقها في بلاط صاحبة الجلالة بشكل مبكر، بداية من “الوقائع” أول صحيفة عربية التي اهتمت بالفيضان والزروع والغلال، ومرورا بتجربة إبراهيم باشا “الجورنال الجمعي”، ثم ظهرت مجلة “المقتطف” في بلاد الشام، والتي نقلت مقرها لمصر، وجعلت لها أبوابًا ثابتة للزراعة والإرشاد الزراعي وغيرها.
يؤكد المؤرخون أن الصحافة من أكبر العوامل التي تساعد على ترقية الزراعة؛ لكونها تنشر التعليم والتثقيف الزراعي وتخاطب الجمهور بلغة سهلة بعيدة عن اللغة الأكاديمية التي يحتاجها المتخصصون، كما تساعد الصحافة على نشر الأساليب الجديدة في الزراعة والابتكارات وغيرها سواء كانت الصحف يومية أو أسبوعية.
وتنفرد “بوابة الأهرام” بنشر مقتطفات من أقدم المجلات الزراعية المصرية عام 1915م، كما تنشر شهادة خريجين الزراعة الذين شاهدوا تجارب الصحف الأجنبية القديمة المتخصصة في الزراعة خلال ثلاثينيات القرن الماضي، حيث كان للصحف الزراعية في أوروبا، وبالأخص انجلترا أهميتها الكبرى آنذاك.
جمعية فلاحة البساتين المصرية، والتي كان يُشرف عليها السلطان حسين كامل(1914ـ 1917م)، قدمت للجمهور مجلة باللغتين العربية والإنجليزية، حيث أكدت أن لجميع الصحف الحق في كتابة أي واحدة من المقالات أو اقتطاف منها على شرط كتابة المصدر، بل أكدت مجلة البساتين أنها تقبل الآراء وكذلك الاقتراحات التي تؤدى لترقية المجلة.
وقامت المجلة بنشر أسماء هيئة التحرير وهم: رعاية السلطان حسين سلطان مصر ، السير هنري مكماهون نائب جلالة ملك بريطانيا، السير الكسندر بيرد بارت، صاحب السعادة عبد الرحيم باشا صبري وزير الزراعة، ثم قدمت المجلة أسماء اللجنة العلمية للمجلة ومنهم مهندس الري الأشهر آنذاك وليم ولولكوكس، ومحمد بك سرور وغيرهم مع نشر الأعضاء المنتخبون بأغلبية الأصوات.
ونشرت المجلة ردود مدير المجلة على القراء وخاصة على النباتات التي تنمو على شاطىء النيل بالقرب مصر القديمة حيث هو “القرطم”، بل قدمت إعلانات باللغتين العربية والإنجليزية عن بذور الحاصلات الزراعية والخُضر من مزارع الإمبراطورية البريطانية، وهى موافقة لطبيعة الأرض المصرية.
اهتمت مجلة الفلاحة الصادرة عن خريجى الزراعة بالجيزة بعرض الصحف الزراعية في أنحاء العالم ومنها بريطانيا عام 1938م، حيث قال محمود سليم الذي شاهد تجربة الصحف الأجنبية، إن الصحف البريطانية الريفية تنشر أبوابًا ثابتة وتغطيات للزراعة، وتنقسم إلى قسمين شئون علمية ويُراعى فيها أن تقدم بلغة سهلة ليفهمها المزارع، وقد تنقسم لصحف متخصصة مثل الألبان أو الدواجن أو النحل وتكون شاملة لكل أبواب الزراعة، أما الصحف التي تعنى بالمسائل الدقيقة فهي للموظفين والأكاديميين وطلبة الكليات والمعاهد، وأغلبها مرتبط ببحث معين مثل الحشرات وكيمياء التربة والصحف الأجنبية، وتُصدرها الشركات الأهلية والهيئات الفنية والحكومية، ولوزارة الزراعة مجلة شهرية تنشر أخبار المعارض وأسعار المحاصيل والإعلانات.
وقد طالبت مجلة الخريجين الزراعية أن تحذو حذو الصحف الأجنبية فى الزراعة وأن تكون الزراعة متواجدة دائما في الصحافة المصرية مع إصدار نشرات بحجم صغير وتوزيعها بشكل يومي.