النصف من شعبان.. ليلة ينزل فيها الله إلى السماء الدنيا ليغفر لعباده

بدأت ليلة مباركة.. ليلة النصف من شعبان من مغرب اليوم الإثنين، وحتى فجر يوم غد الثلاثاء.. تلك الليلة المباركة التى يتجلى فيها الله على عباده المؤمنيين ليغفر لهم.

فهذه الليلة لها قدرها وجلالها، فهي تأتي في شهر شعبان الذي خصه رسول الله “صلى الله عليه وسلم” بالعبادة؛ حيث سأل الصحابي الجليل أسامة بن زيد “رضي الله عنه”  رسول الله “صلى الله عليه وسلم” قائلا: قلتُ يا رسولَ اللهِ لم أرَك تصومُ من شهرٍ من الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ، قال: “ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ، وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين، وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ”.

من أسماء ليلة النصف من شعبان

تحتل ليلة النصف من شعبان مكانة خاصة لدي المسلمين، فهي للبعض ليلة الاستعداد لشهر رمضان المبارك.

كما يسميها البعض ليلة البراءة، وهى ليلة الدعاء، والليلة المباركة، وليلة الشفاعة، وليلة الإجابة، وهى أيضا ليلة الغفران والعتق من النيران.

وقد ورد أن الله تبارك وتعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له.. ألا من مسترزق فأرزقه.. ألا من مبتل فأعافيه.. ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر”.

وكلها أسماء تظهر جانب من بركات ورحمات التى تختص بها هذه الليلة.

وهي أيضًا ليلة الدعاء والصلح، وقد استحب بعض الفقهاء قيام هذه الليلة لتعرض المؤمن إلى رحمة الله ومغفرته، و فيها يقوم ليلا ويقف بين يدي الله مصليا وداعيا ومستغفرا لينال الثواب والرحمة.

والبعض لايكتفي بقيام ليلها، بل يزيد عليه بصيام نهارها طمعا في أكبر قدر من الثواب.

صيام النصف الثانى من شعبان

أجازت دار الإفتاء صيام النصف الثاني من شعبان خاصَّة إذا وافق عادةً للمسلم، كصيام يوم الإثنين والخميس، أو قضاء أيام فائتة أو نذر أو غيرها من أنواع الصيام التي لها سبب.

إحياء ليلة النصف من شعبان

ورد في ذكر فضل ليلة النصف من شعبان تلك اليلة مباركة، عدد كبير من الأحاديث يعضد بعضها بعضًا ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة، فالاهتمام بها وإحياؤها من الدين ولا شك فيه، وهذا بعد صرف النظرعما قد يكون ضعيفًا أو موضوعًا في فضل هذه الليلة».

وتقول دار الإفتاء: إن من الأحاديث الواردة في فضلها: حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟» فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ ليلة النصف من شعبان إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعرِ غَنَمِ كَلْبٍ» رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَطَّلِعُ الله إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَة النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه الطبراني.

الأعمال المستحبة في ليلة النصف من شعبان

من الأعمال المستحبة في ليلة النصف من شعبان هى الدعاء.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم في فضل هذه الليلة: «إن الله سبحانه وتعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا، فيقول ألا من مستغفر لي فأغفر له، ألا من مسترزق فأرزقه، ألا من مبتلى فأعافيه»، إلى آخر الحديث.

والدعاء في هذه الليلة كان يدعو به الصالحون، وهو وارد عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

دعاء ليلة النصف من شعبان

نشرت دار الافتاء من خلال صفحاتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، الدعاء المشهور والمعروف باسم دعاء ليلة النصف من شعبان وهو:
“اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ.

لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ.

اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ؛ فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى