سكينة فؤاد : مائير وتزوير التاريخ .. ومنصة المنصة !

تابعت بعض ما عرض من أفلام فى مهرجان برلين السينمائى من خلال مقالات الناقد الكبير طارق الشناوى وآلمنى غياب الفيلم المصرى ووقفت طويلا أمام مقال بعنوان: جولدا مائير.. رؤية إسرائيلية تحاول تزييف نصرنا العظيم الذى حققناه فى حرب أكتوبر من خلال فيلم بريطانى بعنوان «المرأة الحديدية» يحاول ادعاء أن النصر الذى حققته قواتنا الباسلة فى الأيام الستة الأولى قضت عليه الثغرة التى استطاعوا بها ان يخترقوا ارض المعركة ولا يذكرون أن قواتنا الباسلة والمقاومة الشعبية لأبناء السويس حولوا الثغرة الى مصيدة كادت تقضى على جميع قوات العدو المتسللة لولا مفاوضات إيقاف إطلاق النار التى سعوا إليها ليستطيع ضباطهم وجنودهم الانسحاب.. ومن المؤكد ان الدراسات والتحليلات الاستراتيجية لانتصارنا فيها الأكثر والأعظم لوقائع المعارك التى تحدثت بها الدنيا واعترف به كبار قادتهم ومن أمثلة اعترافاتهم ما يقوله زئيف شيف: لقد هزت حرب أكتوبر إسرائيل من القاعدة إلى القمة
◙ هذه أول حرب للجيش الاسرائيلى يحتاج فيها جنوده وضباطه إلى علاج نفسى وبينهم من نسوا أسماءهم من هول ما فعله المصريون. ويقول أليعازر رئيس أركان العدو: كان المصريون يهاجمون كأنهم كائنات غير بشرية ويتقدمون فى موجات تلو الموجات كأنهم إعصار رياح ونار لا يوقفه شيء عن التقدم وسط جحيم النيران التى نطلقها. بينما يقول جان كلود: حرب أكتوبر غيرت العالم ولم يتبق مكان على الكرة الأرضية كما كان عليه وقدمت صورة مصغرة لإسرائيل وهى تزول.
◙ لا أريد أن أعود الى توثيق الموثق وتأكيد المؤكد عن نصرنا العظيم الذى يحاول الفيلم البريطانى تزييفه كجزء مما تقوم به إسرائيل من تزييف وتزوير للتاريخ وقائع هزيمتهم وانتصارنا فى حرب 6 اكتوبر1973 وما أنزلته مصر بهم من هزيمة من اكبر الهزائم التاريخية التى أنزلتها قواتنا المسلحة بقواتهم التى دعمتها الادارة الامريكية بأحدث أسلحة الحرب كما حكى كيسنجر أشهر وزراء خارجيتهم من اتصال مائير به فجر أول ليلة هزيمتهم وتستدعيه وهى منهارة تصرخ لنجدتهم وهو ما فعلته الإدارة الامريكية بالفعل، ومع ذلك لم تستطع أحدث أسلحتهم أن توقف هجوم واجتياح وسيطرة قواتنا وتحقيق انتصارنا واسترداد أرضنا ولكن الكيان الاستعمارى الاستيطانى يحاول بما اعتاده من أكاذيب وتزوير للتاريخ والجغرافيا أن يصدر للعالم أنهم انتصروا فهل نتركهم يواصلون تأكيد كذبة انتصارهم؟ وكيف فاتنا بما لدينا من مبدعين أن نقدم فيلما عالميا موثقا بأفلام تسجيلية عن انجازات ومعجزات انتصارنا وملحمة تلاحم الشعب وجيشه لتحقيق هذا النصرـ أين نحن من مخاطبة العالم. اسئلة مهمة يطرحها قلم ناقد سينمائى محترم وأضيف إليها ما سبق أن كررت الدعوة إليه لاستلهام حلقات تاريخنا الوطنى فى أفلام ومسلسلات يتوفر لها إمكانات إنتاج ضخم يليق بها وأقرب مثال يحضرنى فيلم «الممر» الذى أرجو أن يستكمل بجزء ثان عن نصر أكتوبر وقبل أن يصل التزييف والتزوير الى أجيال جديدة لم تعش مثل أجيالنا حقائق ووقائع هذه البطولات، كما أرجو الانتباه الى أبنائنا وكيف يدرس لهم تاريخ بلدهم خاصة المدارس التى لا تضع مناهجها وزارة التربية والتعليم؟!.
◙ وأعود لمواصلة ما يتوافر لدينا لتوفير مقومات أمننا الغذائى والصحى والاقتصادى وإعادة إحياء صروحنا الصناعية والزراعية وعدم انتظار الأزمات العالمية للانتباه بما نمتلك من مقومات ذاتية وأشرت الأسبوع الماضى إلى ما يستطيع أن يحققه تعظيم استثمارنا لثرواتنا الطبيعية والبشرية من العلم والعلماء وقدمت نماذج من أبحاث وانجازات علماء المركز القومى للبحوث وأقسام الزراعة بجامعاتنا المختلفة ومراكز البحوث بوزارة الزراعة واعتذر لمن فاتنى كتابة أسمائهم من علماء استعنت بعلمهم وأبحاثهم مثل أستاذ الزراعة.د. نادر نور الدين خاصة فيما تحققه زراعة الشعير لدخلنا القومى فى تقليل ما ندفعه من عملة صعبة فى استيراد القمح. وتساءلت فى المقال عما كان يمكن ان يحدث لبلدنا من استقواء واستغناء من خلال احترام وتطبيق ما عرضته عشرات الأقلام وكنت واحدة منهم منذ نهايات القرن الماضي. لذلك توقفت باهتمام شديد أمام خبر اعتبره من أهم الانجازات المهمة وسط الظروف الصعبة التى نعيشها بشرط الالتزام بما جاء فيه من أهداف وأقصد به تدشين منصة حوار للاتصال بين الحكومة والمواطنين تحقق أفضل مشاركة مستدامة للمواطنين فى صنع القرار وتوفير قنوات اتصال مباشرة تضمن الاستفادة من جميع الرؤى والآراء ومختلف وجهات النظر واستطلاع الرأى العام فى مختلف القضايا وأعلن أن ذلك يحدث تنفيذا لتوصيات المؤتمر الاقتصادى أكتوبر 2022 ودعونا نتساءل عن أساليب التنفيذ التى تضمن مشاركة مجتمعية من جميع الفئات والمستويات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية وما يتطلبه تعزيز الحوار المجتمعى من فتح آفاق الحريات والتطبيق الصادق لقاعدة أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية والإيمان بالشفافية والمكاشفة دون حواجز أو مخاوف جسور يجب ان تمتد بين المواطن وجميع المسئولين ودوائر المسئولية فى بلاده. ولعله فوق هذه الجسور التى تقدمها المنصة تصل وتنفذ فى وقتها الصحيح خطط البعث والإنقاذ والتعظيم لإمكاناتنا والثروات التى يمتلئ بها بلدنا وتضع نهايات لمعاناة الملايين الذين يحاولون ايصال نداءاتهم عبر بوابات شكاوى مجلس الوزراء ومبادرة صوتك واصل وغيرها من المبادرات التى تصلها مئات الآلاف من المناشدات. إن شرط نجاح منصة الحوار الجديدة الأول وجود مسئولين يحترمون أهدافها وحساب وعقاب من لا يعمل بها ويتقدم جميع شروط النجاح احترام ثروة مصر من العلماء والخبراء فى جميع المجالات وعدم استبدالهم بمن لا يملكون معارف او خبرات!.