سلاح “الشئون المعنوية” في معركة الوعي

شهور من الاستعدادات والتحضيرات والتنسيقات لترتيب الندوات التي تقدم في الاحتفالات الرسمية للقوات المسلحة ويشرفها بالحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة، وكبار قادة الدولة والشخصيات العامة.

هذه الندوات التي تعد منبرًا مهمًا في معركة الوعي، ووسيلة إعلامية مباشرة تسجل وتنقل الرسائل وتشرح الأهداف وتعكس نبض الحياة اليومية لحياة المقاتل وأسرته، لتشرح ” الثمن” الذي يدفعه الأبطال عن طيب خاطر بدءًا من إنكار الذات والعمل الدءوب في كل الظروف ووفقا لطبيعة كل موقع علي امتداد البلاد، وصولًا للفداء وحتي التضحية بالحياة عن طيب خاطر لحماية مقدرات الوطن من كل من يحاول أن يتعدي عليها أو يفرض واقعًا علي الأرض أو الأهل.

هذه التفاصيل المهمة والكاشفة لطبيعة التحديات وجهود مكافحتها والتصدي لها، والتي اعتدنا أن تكون بعيدة عن التناول الإعلامي، لا يعرفها المواطنون، وبالتالي لا يشعرون بقيمة التضحية ولا ب” ثمن” الاستقرار والأمان والحفاظ علي مقدرات الوطن.

كل ذلك تغير مع اتجاه الإعلام العسكري للمكاشفة، وتقديم أعمال فنية وعرض بطولات الأبطال بأسمائهم الحقيقية ومواقع خدمتهم وأماكن تضحياتهم، ليس فقط من باب التباهي والافتخار بعقيدة قتالية لا تقبل إلا بالنصر أو الشهادة، لكنها أيضا دروس المعركة ونتائجها التي نحتاج للتطعيم بها، حتي نحتمي من فيروسات قوى الشر التي تزيف الواقع وتقلب الحقائق، وهو ما دأبت إدارة الشئون المعنوية علي محاربته بسلاح بتار وهو “الحقيقة”.

من منا استطاع أن يتحكم في دموعه وهو يتابع الطفل بلال، ابن الست سنوات، نجل الشهيد البطل النقيب محمد الأكشر، استشهد وبلال كان عنده سنة وبعدها ب6 أشهر توفيت والدته وهى تؤدى فريضة الحج وتوليت تربيته جدته لأمه.. قصة بلال وهو يقول “بابا وماما واحشني بس أنا مطمن إنهم مع بعض في الجنة “هي نفس قصة أطفال وأمهات آخرين فقدوا الأب أو الابن، نحو ١٠٠٠ قصة واقعية لشهداء تجعلنا نعرف معنى مرارة الفقد وقسوة الحرمان لأعز الناس، وده الثمن اللي اندفع علشان نكمل ونعيش.

كل تلك الرسائل وأكثر، تجلت في الندوة التثقيفية السابعة والثلاثين التي نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة بقيادة اللواء أركان حرب “ياسر الأسريجي”، بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد الذي يواكب ذكرى استشهاد البطل الفريق أول عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة يوم 9 مارس 1969، والذي أكد باستشهاده أن الدفاع عن الأوطان واجب مقدس تذوب فيه الفوارق وتتلاشى فيه الرتب”.

معاني عبر عنها مقدم الندوة، صوت مصر الوطني العميد “ياسر وهبة ” بمقولة : “لكل أمة صفحة من الحياة القومية تحتوي تاريخ الجهود التي بذلتها والآلام التي عانتها في سبيل حريتها، تلك الصفحة أول ما تعني كل أمة بتدوينها، ففيها ذكريات لكفاح الماضي، وعبر لجهاد الحاضر، وعظات لآمال المستقبل، وبيان للأجيال المتعاقبة في أداء الأمانة القومية، تلك الأمانة المقدسة وصية الآباء للأبناء لتستمر مسيرة العطاء من جيل إلى جيل”.

وهو ما انعكس أيضا في رسالة الفيلم التسجيلي بعنوان “القطرة” الذي تطرق إلى القطرات التي يستنزفها الإنسان في سبيل تحقيق الإنجازات والتطورات وتغيير الواقع في البلاد سواء أكانت قطرات من العرق أو الدم أو الدمع على شهداء الوطن .

وسلط الفيلم التسجيلي، الضوء على إحدى الكلمات السابقة للرئيس السيسي التي قال فيها “يا مصريين في ثمن كبير قوي دُفع من أجل بقاء باقي الشعب، وأقل ثمن يمكن أن يدفع الآن هو أننا نحافظ على تضحيات زينة شباب مصر التي بذلت من أجل بقاء الشعب.

وهو نفس معني التضحية الذي أكد عليه فيلم “سيناء ملحمة التضحية والبناء” بصوت المقدم مصطفى لبيب، في رسالة أن إدارة الشئون المعنوية نجحت في جهودها وبتكامل وتنسيق مع الشركة المتحدة في أن يكونوا سلاح الوعي وحائط الصد من أجل مواجهة قوي الشر وكشف الحقائق والمساهمة في تحقيق الأمن القومي المصري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى