الأسواق المالية تتلقى ضربة موجعة بسبب قلق المصارف
وكالة موديز تخفض نظرتها لقطاع المصارف الأمريكية وتحذر من مزيد من الصعوبات
الأسواق المالية تتلقى ضربة موجعة بسبب قلق المصارف
وكالة موديز تخفض نظرتها لقطاع المصارف الأمريكية وتحذر من مزيد من الصعوبات
بقلم : تامــــــــــر حســـــــن
المودعين والمستثمرين بالإضافة إلى توجسهم الذي بدأ مع إفلاس المصرف الأمريكي بعد انهيار “سيليكون فالي بنك” في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي ونظرًا لأن انهيار “سيليكون فالي بنك” كان الأكبر في أمريكا منذ الأزمة العالمية 2008 وجاء مصحوبًا بانهيار مصرف أمريكي آخر أصغر هو “سيجنتشر” ومن قبلهما مباشرة “سيلفيرجيت” تزايدت المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي والعالمي والبنوك الأمريكية الإقليمية وتبعات الازمة علي اوربا وباقي دول العالم وكما تفاعلت الحكومة البريطانية ووُفقت في النهاية إلى اتفاق مع “إتش إس بي سي” لشراء أعمال “سيليكون فالي بنك” في بريطانيا مقابل جنيه إسترليني.
وبالرغم في أعقاب انهيار “سيليكون فالي بنك”، أعلنت الإدارة الأمريكية أنها ستضمن أموال جميع المودعين بما في ذلك غير المؤمن على ودائعهم في محاولة لتهدئة المخاوف وأطلق الاحتياطي الفيدرالي برنامجًا طارئاً لتمويل البنوك.
وما زالت المشاكل المالية في أمريكيا متسارعة ويتجه تركيز الانظار الآن إلى “فيرست ريبابليك بنك”، الذي لديه نحو 120 مليار دولار من الودائع غير المؤمن عليها، وهو ما يمثل 68% من إجمالي أصوله، ما يجعله في وضع مشابه لما كان عليه “سيليكون فالي” قبل الانهيار مباشرة.
مع تعاقب الضربات الموجهة إلى القطاع المصرفي في الأسابيع القليلة الماضية، يسارع المسؤولون الحكوميون والمنظمون وحتى البنوك نفسها، لمعالجة الاضطرابات وطمأنة المودعين والمستثمرين، لتجنب اندلاع عدوى مالية واسعة النطاق.
و يتوقع محللو بنك “جيه بي مورجان” أن يصل حجم التمويل الإضافي الذي سيضخ الاحتياطي الفيدرالي في النظام المصرفي إلى تريليوني دولار، بغرض دعم السيولة في البنوك وتفادي انهيارها على غرار “سيليكون فالي بنك”.
وتوقع JPMorgan Chase أن يضخ الاحتياطي الفدرالي ما يصل إلى تريليوني دولار في النظام المصرفي بعد انهيار ثلاثة مصارف الأسبوع الماضي.
وقال المصرف الأميركي في مذكرة الأربعاء الخامس عشر من مارس آذار: استخدام الاحتياطي الفدرالي لبرنامج التمويل البنكي لأجل سيكون كبير على الأرجح.
وكان الاحتياطي الفدرالي كشف مطلع الأسبوع الجاري عن أداة تمويلية جديدة ضمن برنامج إنقاذ SVB وsignature bank.
وتستهدف تلك المبادرة منع تهافت المودعين على البنوك لاسترداد ودائعهم كما حدث مع SVB.
ويسمح البرنامج الذي أطلقه الفدرالي للبنوك بالحصول على سيولة عبر وضع حيازتهم من السندات كضمانات.
وعلى الرغم أن الفدرالي لم يفصح عن الكمية الرسمية في البرنامج، لكنه شدد أنه كبير بما يكفي لتغطية كافة المودعين غير المؤمن عليهم.
أما JPMorgan Chase فيرى أن تلك الكمية ستبلغ 7 تريليونات دولار، مع الإشارة إلى أن المصارف الخمسة الكبرى لن تستخدم البرنامج على الأرجح، بما يدفع الكمية التي سيوفرها الفدرالي بالفعل إلى تريليوني دولار.
المركزي الأوروبي قوة ومرونة القطاع المصرفي
وأكدت رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد على قوة ومرونة القطاع المصرفي في خطابها عقب اجتماع البنك الذي رفع الفائدة بنحو 50 نقطة أساس.
ورفع المركزي الأوروبي معدل الفائدة بنحو 50 نقطة أساس إلى مستويات 3% رغم الاضطرابات التي يشهدها القطاع المصرفي في أوروبا وأميركا حالياً. وقالت لاغارد إن القطاع المصرفي أفضل حالياً بكثير مما كان عليه في 2008، مشيرة إلى أنه في حالة أن كان هناك أزمة سيولة فإنه سيتم التصرف بسرعة لكنها لا ترى ذلك في الوقت الحالي.
وفيما يتعلق بالضغوط التضخمية، أشارت لاغارد إلى أنها لا تزال شديدة، مؤكدة أن التضخم سيظل مرتفعاً لفترة من الوقت.
ازمة اخري ولاكن في ارو ربا بنك كريدي سويس السويسري
يعتزم بنك كريدي سويس اقتراض ما يعادل حوالي 54 مليار دولار من المصرف المركزي في سويسرا.
وقال البنك المتعثر إنه قرر اتخاذ “إجراءات حاسمة” بصورة استباقية لتعزيز السيولة النقدية لديه.
وقالت الهيئات التنظيمية السويسرية إنها على استعداد لدعم المصرف “إذا لزم الأمر”، في ظلّ مخاوف من أزمة واسعة نتيجة انهيار مصرف سيليكون فالي الأمريكي.
وعلقت صحيفة الفايننشال تايمز على الأزمة التي تعاني منها بعض البنوك في مقال افتتاحي تحت عنوان “كريدي سويس يقع فريسة لأزمة ثقة”.
وقالت الصحيفة إنه في أسبوع واحد، وقعت أزمتان مصرفيتان مختلفتان بشكل كبير، على جانبي المحيط الأطلسي.
وأشارت إلى أن المتاعب التي يعاني منها المصرف السويسري، البالغ من العمر 167 عاماً، تبدو مختلفة تماماً عن تلك التي عانى منها بنك سيليكون فالي الأمريكي.
ولكن، بحسب الفايننشال تايمز، يسلط مصير كلا المصرفين الضوء على هشاشة الأسواق المالية حيث الأزمات تتعلق بالثقة.