هل اقترب موعد خروج يأجوج ومأجوج

بقلم الاعلامية / د هاله فؤاد
إن يأجوج ومأجوج أقوام ذكرهم القرآن الكريم ورسول الله صلى الله عليه
وسلم أنهم سيظهرون قرب القيامة ويقومون بافساد الأرض ويقضون على كل
مايقابلونه من نبات وحيوان وبشر .
وهم يقتلون من يلقوه عند خروجهم كما في صحيح مسلم:
ويبعث الله يأجوج ومأجوج ( وهم من كل حدب ينسلون) فيمر أولئهم على بحيرة
طبرية فيشربون مافيها ، ويمر آخرهم فيقول: لقد كان بهذه مرة ماء ، ثم
يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر ، وهو جبل بيت المقدس ، فيقولون: لقد
قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء .
وقيل من حديث الأنبياء أنهم من بني آدم ثم بني يافث بن نوح ، وقيل أنهم
من الترك قاله الضحاك ، وقيل يأجوج من الترك ومأجوج من الديلم .
وجاء في صفتهم ما أخرجه ابن عدي وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وابن
مردويه من حديث حذيفه رفعه قال :
يأجوج أمة ومأجوج أمة كل أمة أربعمائة ألف لايموت الرجل منهم حتى ينظر
إلى ألف ذكر من صلبه كلهم قد حمل السلاح ولكن قيل أن الحديث ضعيف .
وأخرج الحاكم وابن مردويه من طريق عبدالله بن عمرو أن يأجوج ومأجوج من
ذرية آدم ، ووراءهم ثلاث أمم ، ولن يموت منهم رجل إلاترك من ذريته ألفا
فصاعدا ، وأخرج عبد بن حميد بسند صحيح عن عبدالله بن سلام مثله، وأخرج
إبن أبي حاتم من طريق عبدالله بن عمرو قال : الجن والانس عشرة أجزاء ،
فتسعة أجزاء يأجوج ومأجوج وجزء سائر الناس .
ومن طريق شريح بن عبيد عن كعب قال : هم ثلاثة أصناف صنف أجسادهم كالأرز
بفتح الهمزة وسكون الراء ثم زاي هو شجر كبار جدا ، وصنف أربعة أذرع في
أربعة أذرع ، وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى .
عن ابن عباس يأجوج ومأجوج شبرا شبرا وشبرين شبرين وأطوالهم ثلاثة أشبار
وهم من ولد آدم ومن طريق أبي هريرة رفعه ولد لسام وحام ويافث ، فولد
لساموالعرب وفارس والروم ، وولد لحام القبط والبربر والسودان ، وولد
ليافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة ،وفي سنده ضعف .
لم يثبت عدد معلوم ليأجوج ومأجوج ولكن من الواضح أن أعدادهم كبيرة جدا
استدلالا بقول الله تعالى : ( وهم من كل حدب ينسلون
ولكن لماذا سمي يأجوج ومأجوج بهذا الاسم ؟
يأجوج وماجوج إسمان أعجميان وقيل بأنهما مشتقان واختلف في إشتقاقهما
،فقيل من أجج النار وهو إلتهابها ، وقيل من الأجة بالتشديد وهي الاختلاط
أو شدة الحر ، وقيل من الأج وهو سرعة العدوو، وقيل من الأجاجة وهي الماء
الشديد الملوحة .
وقد ذهب الجمهور إلى قراءتها بغير همز .
يأجوج ومأجوج في الديانات السماوية :
تم ذكر يأجوج في الكتاب المقدس العبري والنصوص المقدسة الاسلامية على ان
يأجوج ومأجوج أفراد ، أو قبائل ، أو أراضي.
ففي سفر حزقيال ٣٨ ، مأجوج هو شخص ويأجوج هي أرضه ، وفي سفر التكوين ١٠
مأجوج رجل ، لكن لم يرد ذكر يأجوج .
وبعد قرون غيرت التقاليد اليهودية عبارة (يأجوج من مأجوج) التي وردت في
حزقيال إلى ( يأجوج ومأجوج ) وهو الشكل الذي يظهر في سفر الرؤيا مع تعريف
يأجوج ومأجوج بأنهما جماعتان وليسا شخصين .
وبحلول العصر الروماني تم إرفاق قصة ب( يأجوج ) و( مأجوج) والتي قالت بأن
الاسكندر الأكبر قد أنشأ بوابات لصد القبيلة .
عرفهم المؤرخ اليهودي الروماني يوسيفوس بأنهم أمة تنحدر من مأجوج كما في
سفر التكوين .
أما على أيدي الكتاب المسيحيين الأوائل ، أصبحوا جحافل مروعة ، وطيلة
فترة العصور الوسطى ، تم تحديدهم بشكل مختلف على أنهم المغول أو
التورانيين أو غيرهم من البدو الرحل الأوراسيين أو حتى أسباط إسرائيل
العشر المفقودة .
أما القرآن الكريم فيظهريأجوج ومأجوج في سورة الكهف على أنهم قبائل
بدائية وغير أخلاقية تم إبعادهم وحظرهم على يد ذي القرنيين الحاكم الصالح
والعادل .

من هو ذو القرنين ؟
ذو القرنين هو اسم شخص ورد ذكره في القرآن بصفته ملكا عادلا وعبدا صالحا
، قد بنى ردما يدفع به أذى يأجوج ومأجوج عن أحد الأقوام .
وقد اختلف في تفسير تسمية ذي القرنين ، فقد ذكر بعض المفسرون أن سبب
تسمية ذي القرنين تعود إلى وصوله للشرق والغرب حيث يعبر العرب عن ذلك
بقرني الشمس ، وقيل لأنه كان له ضفيرتان من الشعر والضفائر تسمى قرونا ،
وقيل كان له قرنان تحت عمامته ، وغير ذلك ، ولكن لم يثبت بالدليل القاطع
صحة أي منهم .
يذكر في سورة الكهف أن ذي القرنين ذهب متوجها من المشرق، قاصدا للشمال
فوصل إلى مابين السدين ، وهما سدان ، كانا سلاسل جبال معروفين في ذلك
الزمان ، وجد من دون السدين قوما ، لايكادون يفقهون قولا لعجمة ألسنتهم ،
فاشتكوا إليه ضرر يأجوج ومأجوج ، وهما أمتان عظيمتان من بني آدم .
فلم يأخذ منهم أجرا ، ولكن طلب منهم أن يعينونه بقوتهم ، وطلب منهم أن
يأتوه بالحديد والنحاس ، وأمرهم أن ينفخوا في الحديد ، واستعملوا له
المنافيخ لتشتد ، فتذيب النحاس ، فلما ذاب النحاس ، الذي يريد أن يلصقه
بين زبر الحديد ، فأفرغ عليه القطر ، فاستحكم السد ، فلم يستطع يأجوج
ومأجوج أن يثقبوه .
واختلف تاريخيا حول شخصية وهوية ذي القرنين ، فعادة مايقارن بعض
المؤرخين شخصية ذي القرنين بعدة شخصيات تاريخية أمثال الاسكندر الاكبر ،
كورش الكبير ، الصعب بن مراثد ملك حمير .
بينما تشير المصادر الاسلامية القديمة إلى ملك ماقبل الاسلام من بلاد
فارس أو جنوب شبه الجزيرة العربية من ملوك حمير واليمن ، بينما يميل
المودودي إلى أنه كورش الكبير .
ويرى عدد من المؤرخين القدماء والمفسرين من الفرس والعرب أن شخصية ذا
القرنين التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم هو نفسها الاسكندر ، من
هؤلاء المفسرين الذين أشاروا إلى أن ذي القرنين هو الاسكندر الأكبر
الامام القرطبي في تفسيره وما أخرجه الطبري ومحمد بن ربيع الجيزي في كتاب
الصحابة الذين نزلوا مصر باسناد فيه ابن لهيعة أن رجلا سأل النبي صلى
الله عليه وسلم عن ذي القرنين فقال :
كان من الروم فأعطي ملكا فصار إلى مصر وبنى الاسكندرية ، فلما فرغ أتاه
ملك فعرج به فقال:
انظر ماتحتك ، قال : أرى مدينة واحدة ، قال : تلك الأرض كلها ، وإنما
أراد الله أن يريك وقد جعل لك في الأرض سلطانا ، فسر فيها وعلم الجاهل
وثبت العالم .
وهذا الحديث قال عنه العلماء أنه ضعيف .
ومن هؤلاء أيضا ابن هشام الذي قال في كتابه السيرة النبوية : ذو القرنين
هو الاسكندر الأكبر اليوناني ، ملك فارس واليونان ، أو ملك المشرق
والمغرب ولهذا سمي ذا القرنين .
ويقول الامام الشوكاني في تفسيره فتح القدير :
واختلفوا في ذي القرنين اختلافا كثيرا ، فقيل هو الاسكندر بن فيلقوس الذي
ملك الدنيا بأسرها اليوناني باني الاسكندرية .
وقال ابن اسحاق : هو رجل من أهل مصر ، اسمه مرزبان بن مرزبة اليوناني من
ولد يونان بن يافث بن نوح .
وقيل : هو ملك إسمه هرمس . وقيل : كان نبيا ، وقيل : كان عبدا صالحا .
ولكن هناك بعض المفسرين قد نفوا أن يكون الاسكندر الأكبر هو نفسه ذي
القرنين الذي ذكر في القرآن الكريم ، ومنهم الامام الحافظ ابن حجر
العسقلاني فقال :
الاسكندر اليوناني كان قريبا من زمن عيسى عليه السلام وبين زمن إبراهيم
وعيسى أكثر من ألفي سنة ، والذي يظهر أن الاسكندر الأكبر المتأخر لقب بذي
القرنين تشبيها بالمتقدم لسعة ملكه وغلبته على البلاد الكثيرة ، أو لأنه
لما غلب على الفرس وقتل ملكهم إنتظم له ملك المملكتين الواسعتين الروم
والفرس فلقب بذا القرنين لذلك .
وثانيا أن الاسكندر الأكبر كان كافرا وكان معلمه أرسطا طاليس ، وكان
يأتمر بأمره ، وهو من الكفار بلاشك .
الثالث : كان ذو القرنين من العرب ، وأما الاسكندر فهو من اليونان .
وامة يأجوح ومأجوج موجودة الآن بل وتحاول يوميا الخروج على الناس
والدليل على ذلك ماجاء عند ابن ماجة بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله
تعالى عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يأجوج ومأجوج
يحفرون كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم إرجعوا
فسنحفره غدا فيعيده الله أشد ماكان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن
يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم
أرجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله تعالى واستثنوا فيعودون إليه وهو
كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الماء ويتحصن الناس منهم في
حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع عليها الدم فيقولون قهرنا أهل
الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله نغفا أي دودا في أقفائهم فيقتلهم بها
.
وعموما فان يأحوج ومأجوج يخرجون في آخر الزمان من الصين الشعبية وما حولها .
وسور الصين العظيم هو السد الذي ذكر في سورة الكهف بحسب بعض المفسرين
المتأخرين والله تعالى أعلم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى