رئيسة الصندوق العالمي للآثار والتراث: نريد تعزيز السياحة الثقافية في مصر

أكدت بينيديكت دي مونتلاور رئيسة والمدير التنفيذي للصندوق العالمي للآثار والتراث، أن زيارتها لمصر تستهدف متابعة العمل بالمشاريع التي يقوم الصندوق بتنفيذها حاليًا في مصر أو المشاريع التي تم إنجازها بالفعل، حتى يستطيعوا اكتشاف الحضارة المصرية القديمة، مشيرة إلى رغبتهم في المشاركة في تطوير وتعزيز السياحة الثقافية في مصر لأننا نعلم أنها أولوية مهمة لجلب السياح.
وجاء نص الحوار كما يلي:
وأنت على رأس الصندوق العالمي للآثار والتراث منذ ثلاث سنوات فما هو دور الصندوق في الحفاظ على الآثار بجميع أنحاء العالم؟
الصندوق العالمي للآثار والتراث هو منظمة دولية خاصة لا تسعي إلي الربح، رائدة فى مجال الحفاظ على التراث ومقرها نيويورك وقد تم إنشاؤها عام 1965 وانتشرت تدريجياً في جميع أنحاء العالم، حيث بدأنا بمشاريع في مدينة البندقية، ثم أعقبها سريعا مشاريع في لاليبيلا في إثيوبيا وجزيرة إيستر في تشيلي وبمرور السنين قمنا بفتح فروع في بيرو والهند وإنجلترا والبرتغال وإسبانيا وبخلاف هذه الفروع لدينا حاليًا 50 مشروعًا نشطًا في 30 دولة، كما تم الانتهاء من العمل بالفعل فى حوالي 800 مشروع.
ما هو الغرض من زيارتك الحالية لمصر؟
الغرض من زيارتي أن يتمكن مجلس إدارتنا والجهات المانحة الرئيسية من رؤية العمل بالمشاريع التي نقوم بتنفيذها حاليًا في مصر أو المشاريع التي تم إنجازها بالفعل، كذلك حتى نتمكن من اكتشاف الحضارة المصرية القديمة.
كم عدد المواقع التي تعمل بها المنظمة في مصر؟
قمنا في الماضي بتنفيذ العديد من المشاريع بصفة أساسية كجهة مانحة، لكن اليوم نتدخل بشكل مباشر بالشراكة مع المنظمات الأخرى خاصة مع وزارة السياحة والآثار التي نرغب في دعمها،وحالياً نحن نعمل في موقعين : الموقع الأول تكية إبراهيم الكلشني وهى تقع أمام باب زويلة في القاهرة التاريخية، والموقع الثاني معبد سيتي الأول في أبيدوس بمحافظة سوهاج والذي تم الإعلان عنه في خطة عملنا هذا العام 2023 وقد بدأ العمل في مشروع تكية إبراهيم الكلشني في 2018-2019
وسوف يستمر العمل بالموقع لمدة خمس سنوات أخرى على الأقل.
ومن الجدير بالذكر أن فكرة العمل لا تقتصر على ترميم الضريح والمباني المجاورة فحسب بل نعمل أيضًا مع المجتمع المدني المحيط بالموقع لإيماننا بالإدارة المتكاملة للسياحة الثقافية و ذلك بالتعاون مع مشروع الإدارة المتكاملة للسياحة الثقافية الذي تموله الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، حيث سيتم إعادة استخدام الجزء الموجود أمام الموقع فمن الممكن أن يكون هناك مقهى أو أن تخصص إحدى الغرف لأغراض متعددة مثل بيع أعمال الحرف اليدوية التي يقوم بتصنيعها سكان المنطقة أو أن تستخدم لتنظيم الاحتفاليات، لذا فنحن نتعاون مع المجتمع المدنى لوضع خطة تتناسب مع احتياجاتهم.
أما عن عملنا في موقع أبيدوس، فنحن في شراكة مع وزارة السياحة والآثار وكذلك مركز البحوث الأمريكي، بالإضافة إلى البعثات الأثرية العاملة في المعبد، حيث يتضمن هذا المشروع ترميم وصيانة الموقع وكذلك مسح وتوثيق أجزاء من معبد سيتى الأول.
ومن ناحية أخرى، سنعمل مع جميع الجهات الفاعلة المشاركة في موقع أبيدوس على وضع خطة لإدارة الموقع تهدف إلي جذب المزيد من السياح، وكذلك للتأكد من أن السياحة تتم بطريقة مستدامة في الموقع، فنحن نسعى للمشاركة في تطوير السياحة الثقافية في مصر، لأننا نعلم أنها أولوية مهمة لجلب السياح إلى الأماكن غير المعروفة للسائح، حيث نفكر في كيفية تطوير الموقع بالطريقة الصحيحة مع الحفاظ عليه لأن ذلك جزء مهم من ترشيح الموقع ليصبح على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

هل لدي المنظمة دور في إدراج المواقع على قائمة اليونسكو للتراث؟
رؤيتنا هي مساعدة المصريين إذا كانوا يريدون أن يصبح موقع أبيدوس أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو نحن هنا لدعمهم ولتقديم جميع المساعدات الممكنة لتحقيق ذلك.
ما هي المعايير التي تتبعها المنظمة للعمل في موقع ما؟
نحن نعمل على جميع مواقع التراث العالمي، فالبرنامج الرئيسي الذي نستخدمه لاختيار المشاريع يسمي قائمة المراقبة، هذا البرنامج مهم جدًا لأنه يبدأ من الترشيحات التي نتلقاها من جميع أنحاء العالم، حيث يمكن لمجموعات متنوعة من الأشخاص ترشيح المواقع التي يرونها مهمة، سواء كانوا أفرادًا أو مدرسين أو منظمات تراث محلية أو حكومات، على سبيل المثال بالنسبة لقائمة المراقبة الأخيرة تلقينا 257 ترشيحًا، تم اختيار 25 موقعًا منها، حيث قام فريق من المنظمة بفحصها مع خبراء من الايكوموس وهي مجموعة من خبراء التراث الدولي الذين يقدمون لنا توصياتهم، ثم لدينا فحص داخل الفريق ثم لجنة دولية من الخبراء الذين يساعدوننا في الاختيار النهائي للمواقع، الفكرة هي اختيار المشاريع التي نعتقد أنها يمكنها إحداث فارق، ثم نبدأ بعد ذلك في جمع التبرعات للمواقع المدرجة في القائمة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن اختيار مواقع العمل يتم دائمًا وفقًا لأولويات الدول.

بعد اختيار الموقع، ما هي الخطوات المتبعة للتنفيذ؟
لدينا دور تحفيزي حيث نقوم بفحص الترشيحات والمشاريع ونرى ما إذا كان بإمكاننا إحداث فارق بها، وبمجرد اختيار الموقع نتحدث مع جميع الجهات المانحة سواء كانت حكومات مثل وزارة الخارجية الأمريكية أو المؤسسات الخاصة أو المانحين الأفراد. نتحدث مع كل شخص نعتقد أنه قد يكون مهتمًا بالمشروع لمحاولة الحصول على دعم المالي لهذا الموقع المحدد، فلدينا شبكة دولية من المانحين وكذلك شبكة دولية من الخبراء للحصول علي مساعدتهم عند الضرورة.
بعد إعلان المنظمة عن ملف عام 2023 ما هي خطة عملكم هذا العام؟
نحاول اختيار المشاريع التي تعالج التهديدات العالمية الكبرى للتراث الإنساني مثل ظاهرة تغير المناخ فنحن بحاجة إلى تطوير حلول لمساعدة مديري المواقع على التكيف مع تغير المناخ أو في بعض الأحيان لإعادة تأهيل التقنيات التقليدية التي تقلل من تأثير تغير المناخ على التراث الإنساني، حيث نحاول دائمًا اختيار المشاريع التي ليست مهمة من الناحية المعمارية فحسب، بل أيضا التي لها تأثير اجتماعي على الأشخاص الذين يعيشون حول المواقع، فلدينا أولوية قصوى لإدارة السياحة لجلب دخل جيد للمواقع وضمان الحفاظ عليها بشكل جيد، فدورنا ليس فقط التركيز على التراث الذي يعرفه الجميع ولكن في بعض الأحيان نركزعلى التراث الأقل شهرة لكنه فى نفس الوقت مهم جدًا للمجتمع المدني، وهذا ما يسمى الرؤية الشاملة للتراث.

ما هو دور المنظمة في مواجهة الكوارث الطبيعية، وهل لديكم خطة لمواقع التراث المتضررة في تركيا وسوريا بسبب الزلزال التي حدثت بهما مؤخرا؟
لدينا دور دعوي مهم للغاية، فلدينا ما يطلق عليه برنامج الاستجابة للأزمات والذي يسمح لنا بالتدخل بسرعة كبيرة في حالة وقوع كارثة ما، فعلى سبيل المثال لدينا برنامج كامل لأوكرانيا لدعم المتخصصين في مجال التراث. وبالنسبة لسوريا وتركيا فإننا ندرس تأثير الزلزال على المواقع التراثية وكيف يمكننا دعم المتخصصين في التراث المحلي، لقد فعلنا هذا في المكسيك حيث حدث زلزال كبير هناك، وأطلقنا مشروعًا كبيرًا جدًا على هرم مونت ألبان لاستعادته، كما أن لدينا العديد من المشاريع في بابل وأربيل ومتحف الموصل.