الشهيد الحى عبد الجواد سويلم :بقلم :حمدى كسكين

- بقلم / حمدي كسكين
الشهيد الحي عبدالجواد سويلم
الرجل الذي لن أنساه
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كنا قد عقدنا النية علي اقامة حفل تأبين للشهيد ابراهيم صفا وكان الزميل السيد البرعي في هذا التوقيت يشغل مديرا عاما لادارة الصالحية التعليميةوكان هو نفسه من اقترح اقامة حفل تأبين للمرحوم الشهيد ابراهيم صفا في قاعة المرحوم الحاج أحمد عبدالنبي خاطر بأحد مدارس الصالحية الجديدة كانت المرة الأولي التي التقي بها مع الشهيد الحي عبدالجواد سويلم كان حفل التأبين مهيبا وكان يحضره عدد غفير من قيادات وزارة التربية والتعليم علي رأسهم معالي الوزيرة رندا حلاوة وقيادات شرطية ونواب فوجئت بالدكتور عبدالعال معروف هو والزميل السيد البرعي يقدمونني للعم عبدالجواد سويلم الشهيد الحي الرجل يقف جلدا متماسكا شجاعا قويا ابيا قبض علي يدي بكلتا راحتيه وكأنه شاب في عمر الزهور قدمت الرجل ليلقي كلمته وانا ممسك بسترته العسكرية
التي شهدت بطولاته والذي مازال محتفظا بها وقف الشهيد الحي منتصب القامة طويل فارع الطول يتحدث في ثقة وثبات انفعالي يحكي بعضا من صور بطولاته العسكرية مع العدو الاسرائيلي فصمت كل من في القاعة وكأن علي رؤسهم الطير وهويسرد معركته مع الجيش الاسرائيلي ..كنت أظن الرجل من فرط ثقته ووقفته العسكرية ممشوق القامة يجلجل جنبات القاعة بحديثه الشيق وهو يعزف سيموفونية العشق والوطنية لمصر ظننت الرجل وهو يلوح بكلتا يديه متحدثا أثناء حديثه مستخدما لغة الجسد في رسم صورة معبرة عما يحكي من بطولات ظننته سليما معافي وكنت اظن ظنا كاذبا ان عمر الرجل لايزيد عن الخمسين عاما
لتكون مفاجأتي ان الشهيد الحي خاض جميع الحروب مع العدو الاسرائيلي في ٥٦ وحرب ٦٧ ثم جميع الطلعات العسكرية الفدائية المصرية التي اسخنت جراح اسرائيل في حرب الاستنزاف ثم حرب العاشر من رمضان ونصر أكتوبر العظيم لدرجة ان الطيارين الاسرائيليين اعتبروه صيدا سمينا لمن يستطيع قتله ولذلك اطلقت عليه الثعلب المصري الذي لابد من صيده لذلك رصده أحد الطيارين الأسرائيليين بعد اصابته في المعركة وبتر ساقه
هدفا ثمينا يجب القضاء عليه فضربه الطيار بصاروخ مما أتي علي ساقه الأخري وقف الشهيد الحي عبدالجواد يتحدث مما جعل رجال الشرطة وجميع من في القاعة يؤدون له التحية العسكرية وتنساب الدموع من عيونهم مدرارا
ساعتها مسكت بدلته العسكرية وبدأت أعقب مما جعل حديثي ينصب من فوره علي الوجدان دون ان ينعطف علي العقل ساعتها اجتمعت بي أختي الفاضلة الدكتورة رندا حلاوة رئيس الادارة المركزية لاعداد القيادات التربوية الان بالوزارة وقررت ان نجوب جميع مدارس الجمهورية من خلال مبادرة بنحب جيش مصر واعتبرنا ان من يعبث بعقل التلميذ المصري
ضد جيش بلاده
يعتبر خائن حرب
ومثله مثل الدواعش واعتبرنا عقل التلميذ المصري مسألة أمن قومي مصري وتصدينا بكل قوة وشجاعة لمحاولة سرقة عقول تلاميذ المدارس أبان حكم مرسي
سلام علي الشهيد الحي البطل عبد الجواد سويلم الذي كان في كل معركة يبتر له ذراع وساق فلك ان تعلم ان البطل الشهيد الحي مبتور الذراعين والساقين ورفض ان يخرج من الخدمة العسكرية
وظل في وحدته العسكرية واشترك في جميع المعارك بروح وطنية وشجاعة نادرة
يحسد عليها