الإعجاز العلمي والقرآن الكريم

بقلم
د/أحمد محمد خليل
دكتور جامعى وكاتب مصرى
البريد الإلكترونى: drahmedkhalil2020@yahoo.com

أتطرق فى مقالى هذا عن إحدى القضايا الهامة للإنسانية وهو الربط والدمج بين الإعجاز العلمي والقرآن الكريم، وأقصد هنا ما تم ذكره في القرآن الكريم من قضايا علمية ترتبط بالحقائق الكونية التي لم تكن مدركة للبشر في وقت وفترة نزول القرآن ثم أثبتها العلم لاحقاً فيما بعد؛ حيث يعتقد المسلمون إعتقاداً مكتملاً بأن القرآن معجزة وأنه دليل على نبوة سيدنا محمد “صلى الله عليه وسلّم”، وهنا يذكر بعض الباحثين الإسلاميين وعدد من علماء الشريعة المختصين أن القرآن يشير إلى كثير من المعلومات العلميّة في عدد من الآيات القرآنية، وهذا يجسد دليلاً قاطعاً على أن مصدره الله العليم القدير والعالم بكل شيء كان ويكون وسيكون، ومن هنا ساد الإعتقاد بأن القرآن يشير إلى بعض النظريات العلمية المعروفة وذلك قبل إكتشافها بمئات السنين بكافة بلاد العالم الإسلامي، وعلى النقيض قد وجه بعض العلماء والباحثين إنتقاداً لنصوص القرآن فيما يخص قضايا خلق الكون والأرض وأصول الحياة الإنسانية وعلم البيولوجيا أو الأحياء وعلوم الأرض أو الجيولوجيا، مستندين على أن هذه النصوص تشمل مغالطات غير علمية، ومن المحتمل أن تتناقض مع بعض النظريات العلمية المتجددة والمتطورة.
ومن هذه المقدمة يأتى تساؤلنا ما هو الإعجاز؟ إن كلمة الإعجاز مشتقة من العجز والضعف أو عدم القدرة والمعجزة في اصطلاح العلماء هى أمر خارق للعادة ومقرون بالتحدي، أما إعجاز القرآن يقصد به إعجاز القرآن الناس أن يأتوا بمثله، ويقول الله عز وجل فى كتابه الكريم ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ۝٨٨﴾ [الإسراء:88]، ونستنتج من هنا أن المقصود بالإعجاز العلمي هو إخبار القرآن أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها بالفعل العلم التجريبي وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن رسولنا الكريم سيدنا محمد “صلى الله عليه وسلّم” مما يدل على صدقه فيما أخبر به عن ربه، وللحديث بقية إن شاء الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى