الوعي التكنولوجي

بقلم: ناصر خليفة
تحية شكر وتقدير إلى أبطال مسلسل الكتيبة101الذين جسدوا مرحلة خطيرة وصعبة مرت بها مصر في التاريخ المعاصر في الحرب على الإرهاب نجح أبطال المسلسل في توصيل رسالة وطنية إلى أبناء مصر من خلال ملحمة لبطولات قدمها الجيش المصري في هذه الفترة تكشف لنا إننا كنا نحارب جماعات إرهابية تكفيرية بدعم من دول خارجية ومعلومات إستخباراتيه ودعم مالي وتسليحي متطور كفيل أن يهد كيان أي دولة كماحدث بدول تفككت جيوشها وتناحر أهلها، الحلقة الأخيرة الوثائقية من المسلسل رأينا فيها مشاهد حقيقية وآراء خبراء ومحليين إستراتيجيين وأبناء القوات المسلحة الأبطال وأبناء سيناء وأعتبرها حلقة الوعي الفكري لنا جميعا وحقيقة هذه المرحلة بين الحق وهو “جيش مصر” والباطل يمثله الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي استباحت أرواح الأبرياء وخيانة أوطانهم، مرحلة هي الأخطر بما فيها من وجع وألم وحرب وانتصار كبير لمصر حققه أبطال القوات المسلحة في سيناء ورفح والشيخ زويد بعد نجاح وعرض سلسلة من الأعمال الدرامية الناجحة جسدت فيها بطولات للمخابرات العامة والشرطة. في المقال السابق عن الكتيبة 101 تحدثنا عن ضرورة الوعي بأنواعه لدى المواطنين وخاصة الشباب نستكمل الحديث عن وعي آخر ومهم وهو الوعي التكنولوجي و “ظاهرة تجنيد الشباب في الجماعات الإرهابية من خلال استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في ظل غياب الوعي التكنولوجي وغياب الهدف من استخدام مواقع التواصل بأنواعه التى أصبحت شبكات تفاعلية لها تأثير متبادلة على مختلف المستويات وعابرة للحدود وأصبح أي حدث يحدث في العالم له تأثير على مناطق أخرى في الدول وتشكل سلسلة من تحديات للمجتمع الأمني من خلال هذه الشبكات والمتواصلين عليها وعلينا الانتباه أن الجماعات الإرهابية المتطرفة تعمل على جذب الشباب بما تستخدمه من خريطة إعلامية كاذبة جاذبة واهمة تستطيع من خلالها الحصول على تعاطف الكثير واستهداف فئة الشباب من مختلف الأعمار وبمختلف مستوياتهم العلمية والدراسية أو عن طريق إرسال الشخص بنفسه رسائل إلى حسابات خاصة بالجماعات الإرهابية ويتم التواصل مع الشخص إلكترونيا عبر قريب أو صديق من داخل تلك الجماعات يدعوه إلى الانضمام إليهم من خلال تحكم” مهندسي “الجماعات الإرهابية في الآليات المعلوماتية وتقنيات شبكات التواصل بما يجعلهم يتحايلون على وسائل التشفير والرصد ليس فقط بتغيير الموقع بل وبالتخفي، وعلي الشباب أن يعلم أنه من خلال مواقع التواصل يمكن للجماعات المتطرفة الحصول على الدعم المادي والمعنوي لهم وبعض مصادر تمويلهم بمعرفة الأشخاص ذوي القلوب الرحيمة واستدراجهم لدفع تبرعات لمؤسسات خيرية يمثلون الإرهابيين وهنا يقع الشخص المتبرع في فخ مساعدة إحدى الجماعات الإرهابية دون أن يعرف تماما وبدون قصد، تلعب هذه الجماعات دائما على وتر التلقين الإلكتروني عن طريق محتوى مرئي ومسموع له جاذبية للعطف والاستقطاب من خلال خطاب العنف الإلكتروني الذي يحتوي على الروح السياسية والدينية واستغلال الضعف الإنساني والمشكلات التي يتعرض لها الإنسان في حياته الشخصية وهو يتيح لهم الوصول إلى جمهورهم المستهدف يحاولون من خلاله أن يعزلوا الفرد عن محيطه الأسرى والاجتماعي وينفرد به ليصبح فريسة لهم يتم تشكيله وفق خطتهم وتعزيز ثقافة الاستشهاد وجعل الجهاد نظرة جذابة للجمهورالأصغر سنا في ظل عدم الرقابة على الإنترنت وخاصة الفئات العمرية المتمردة من داخل منتديات ومواقع سياحية أو ترفيهية وغيرها ويتم التنسيق وتحديد طرق تنفيذ مخططاتهم ولحماية شبابنا من أن يقعوا فريسة للجماعات الإرهابية دون علمهم.
لا بد من نشر الوعي التكنولوجي وكيفية التعامل مع كافة أنواع مواقع التواصل والاستخدام الآمن لها من خلال تدريبهم والحفاظ على سرية بياناتهم وتأمين مواقعهم والهدف من الاستخدام وإعداد خبراء أمنين وصياغة رسالة إعلامية واضحة ومؤثرة تواجهه الأكاذيب التي تبثها هذه الجماعات وهو ما نجحت فيه مصر حاليا ولكن نحتاج إلى المزيد، إطلاق مواقع دينية تخاطب الجميع في المجتمع تبرز فيه سماحة الإسلام والرد على الأسئلة لعدم اللجوء لهذه الجماعات وكوادرها وعدم استغلالها للشباب بالوزاع الديني وأرى أن الأزهر والأوقاف والكنيسة نجحت في ذلك ونحتاج إلى الجهد المضاعف في كل نجع وقرية ومدينة ومحافظة، نحتاج إلى برامج إعلامية تهدف إلى الوعي الوطني والتصدي لقنواتهم الكاذبة وأكدها أكثر من مرة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ووما زلنا نحتاج إلى مضاعفتها في كل مواقع التواصل والإعلام المريء والمسموع والمقروء واستمرار الندوات التثقيفية للقوات المسلحة وكافة مؤسسات الدولة وواجب الأسرة في الوعي لأبنائها.