من الكتيبة 101 إلى حضرة العمدة ورسالة الإمام ..أعمال تحقق الريادة للدراما المصرية

الصورة تتطور في دراما رمضان من عام، للعام الذي يليه، فبعد ختام موسم 2023، اتضح أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، قد استقرت علي خريطة تنافسية متنوعة استطاعت من خلالها أن تنهي المنافسة بينها وبين القنوات والشبكات المنافسة، ولتحتل قمة المتابعة على مستوى الوطن العربي
واكتسبت مسلسلات قنوات الشركة المتحدة الريادة الحالية بسبب تنوع ما تم تقديمه من مضمون حمل العديد من الرسائل، وقدم صورة مشرفة لم تمس سلبيات الأعوام الماضية، مع الاستمرار على التميز بتقديم المسلسلات الوثائقية، فظهرت النزعة القومية، والحقائق الدرامية والحبكات الهادفة في الأعمال المتنوعة، خلال موسم الدراما الأول والوحيد كل عام الممزوج مع روحانيات الشهر الكريم.
وتفوق موسم دراما رمضان 2023، بالأعمال الدرامية التي خاطبت شرائح مختلفة من المشاهدي، وكانت المسلسلات في بعضها أقرب للحقائق التي عاصرنا أحداثها، مثل مسلسلي “الكتيبة ١٠١، وحرب”، وكان لها الأثر الوطني المؤثر لتوثيق بطولات أبناء مصر باللحظات الفاصلة من عمر الوطن، وقد انضما لسلسلة المسلسلات الوثائقيات للدراما التي تقدمها الشركة المتحدة من خلال أكثر من مسلسل بالموسم الواحد، على مدار السنوات السابقة.
وبعد انقطاع أعوام عن تقديم الأعمال الدينية، عادت للواجهة من جديد ومن القمة بمسلسل رسائل الإمام، الذي يعبر عن مفهوم الوسطية في الإسلام، من خلال رسائل وأفكار الإمام الشافعي، صاحب مذهب من مذاهب الأئمة السنية الأربعة.
وكما كان لظهور المسلسل الديني من جديد داخل دراما رمضان بصمة جديدة، كان لظهور الداما المستمدة من وحي التاريخ من خلال مسلسلي سوق الكانتون وسره الباتع، بصمة متميزة قد تفتح آفاقًا لمصد درامي لن ينتهي.
ومع الاستمرار في تقديم المسلسلات الفكاهية، والاجتماعية، اختفت ملاحظات المواسم السابقة، والتي كانت محصورة في قصة تتعدى حدود المجتمع أو صورة تشجع على الفساد والإفساد والعنف غير المبرر.
وداخل كل تلك الأعمال الدرامية، كان هناك نجاح لافت للنظر امتد تأثيره لخارج حدود الوطن، بظهور مسلسل جعفر العمدة، الذي نجح من خلاله المخرج محمد سامي بالعودة بالنجم محمد رمضان إلى صدارة المشهد الدرامي بالموسم الذي انتهى قبل ساعات.
والتوليفة التي اعتمدها سامي وراهن عليها للوصول للجمهورية مرة أخرى بهذا الشكل الطاغي، هي نفسها التي قدمها من قبل مع نفس البطل في مسلسل الأسطورة، وهي نفسها نفس خطوط الدراما الهندية، التي تعتمد على جعل المشاهدين جزءًا من القصة المقدمة، وذلك بعيدًا عن أي منطق أو حتى تقديم تبريرات لما هو مقبل.
وفِي تلك النوعية من الدراما يجب أن يكون هناك خير متمثل في بطل يكتسب الصفة الشعبية، وله منافس من أهله، وعدو يمثل الشر على الجانب الآخر، ومن تلك التوليفة التي تعتمد على تعدد الشخصيات، تظهر كل جرائم المجتمع، من قتل وخطف وسرقة وما إلى ذلك من متطلبات الحبكة الدرامية، ومع تنوع واختلاف الشخصيات وحكاياتهم وارتباطهم بالبطل، يجد المشاهد نفسه مرتبطًا بالأحداث الكثيرة المتتالية التي تجعله يتعاطف مع البطل يتشابه من أحد الشخصيات بالمسلسل، وهو هدف دراما بوليوود بمعظم ما تقدمه، فالمهم أن يرتبط الجمهور بما يشاهده، وليس بالمنطق أو عن طريق التمهيد المحكم للأحداث مثلما تقدمه هوليوود، ومعظم الدراما الاجتماعية العربية الحالية.
ومسلسل جعفر العمدة للنجم محمد رمضان والمخرج محمد سامي، من الأعمال التي تندرج تحت مسمى دراما هندية، التي لا تنظر للمتلقي على أنه يفكر ويحلل ويقارن، بل يجب أن يستقبل ويصدق فقط، والدليل على ذلك ظهر مع أولى حلقات المسلسل عندما رفض أهل منطقة السيدة زينب أجواء المسلسل وشخصياته، لأنها بعيدة عن الحقيقة والواقع المعيش.
ومع الاستمرار في الحبكة المبنية على تعدد الشخصيات والأحداث فقد المشاهد البحث عن المنطق، وتشبث بالخيوط التي يقدمها كاتب السيناريو الذي جعل الأب يبحث عن ابنه وهو في “حجره”، مع أن المنطق هنا ينهي الأحداث بالحلقة العاشرة أو قبل ذلك عندما عرف أن سيف مكتوب باسم الجد للأم؛ لأن المنطق هنا يقول أن هناك تحليل قد ينسف الأحداث.
واعقب ذلك ظهور حالة خلع من زوجة لزوجها دون علمه، وتناسى المشاهد واقعية ذلك، بسبب سخونة الأحداث وانتظار رد فعل البطل.
وبنفس الأسلوب الهندي المحكم بالتفاصيل التي يحبها المشاهد، استطاع صناع مسلسل جعفر العمدة فرض حالة من الجدل مع كل حلقة من حلقات المسلسل على السوشيال ميديا، لتظهر شخصيات تحمل أسماء أبطال المسلسل وبصورها أيضًا، كشخصيات طبيعية بجميع وسائل التواصل، وبتلك التوليفة التي تميز فيها الكاتب والمؤلف محمد سامي، تميز جميع أبطال المسلسل، بقصة كانت لعبة وفرجة شاركنا فيها جميعًا على مدار 30 حلقة في حضرة العمدة مع الدراما الهندية.
.